د. ستيفن وارتمان .
الرئيس والمدير التنفيذي، 
رابطة المراكز الصحية الأكاديمية، 
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية




يدرك العاملون في مجال التعليم دائمًا تزايد الحاجة إلى تغيير المناهج الموضوعة باستمرار. فعلى سبيل المثال، يتضمن المنهج الجديد بكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز والذي يطلق عليه "جينات للمجتمع" مجموعة من "المكونات المجتمعية" التي تؤكد كيف يمكن للأنماط الظاهرية للمريض أن تؤثر على الأسرة والمجتمع. وبالمثل، فإن التركيز المتزايد على التثقيف الصحي المتبادل بين مختلف التخصصات يؤكد على أهمية تطوير نموذج جديد لتقديم الرعاية تتولى فيه فرق الرعاية الصحية التي تتميز بالمرونة والتدريب الجيد توفير برامج الرعاية التي تتمحور حول المريض. كما يتوجب على المراكز الصحية الأكاديمية المبادرة بإعادة ضبط وتطوير برامجها التعليمية لاستهداف احتياجات المريض والاحتياجات المجتمعية الحديثة. وبالمثل تتطلب الأبحاث بشكل أساسي الاعتماد على نهج الفريق متعدد التخصصات إذا أردنا تحقيق استفادة فعلية من التقدم الحديث في العلوم الأساسية والإكلينيكية.

 

لم يعد من الممكن اعتبار المريض أو الجمهور عنصراً غير فاعل أو غير أساسي، بل على العكس من ذلك يجب اعتباره كمشارك فعال وشريك رئيسي. يجب تشجيع المشاركة العامة في البحوث، كما يجب النظر إليها كعمل خيري يترتب عليه فوائد طويلة الأمد لأبنائنا وللأجيال القادمة. إن الهدف الأسمى هو تحسين النتائج الصحية للفرد والمجتمع على حد سواء. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال إيجاد قوى عاملة في مجال الرعاية الصحية قادرة على التكيف مع التغيرات بمرونة، وتتمتع بالمهارات والتجهيز اللازم لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، والقادرة على إيجاد حلول مبتكرة للعديد من المشاكل الملحة لدينا في مجال الرعاية الصحية. وبناء على كل ما سبق، فقد قام عدد من المؤسسات بمختلف أنحاء العالم بتوسيع مفهوم المراكز الصحية الأكاديمية لدعم مجتمعاتهم من خلال إنشاء النظم الصحية الأكاديمية، إلا أن تجربتنا في قطر تمثل أول محاولة للجمع بين كل المؤسسات الأكاديمية ومقدمي الرعاية الصحية في الدولة دون استثناء، وذلك للعمل من خلال شراكة واحدة تهدف إلى تحقيق رؤية وخطة استراتيجية مشتركة. وفي هذا الصدد فإن قطر تعد رائدة في هذا المجال بإطلاقها اليوم مبادرة النظام الصحي الأكاديمي تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وهي مناسبة يجب الاحتفال بها كلحظة تاريخية مضيئة في تاريخ قطر. وعلى كل حال، تعد هذه مجرد بداية ولا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به لضمان أن يتمكن سكان دولة قطر والمجتمع العالمي من جني ثمار هذه المبادرة الهامة. وسواء كنت واحداً من المرضى أو من العاملين في مجال الرعاية الصحية، أو أكاديمياً، أو سياسيا،ً أو من قادة المجتمع، أو من الجمهور، فإننا ندعوك إلى المشاركة والتفاعل مع هذه المبادرة التي يمكنها تحويل خدمات الرعاية الصحية في قطر بما يعود بكثير من النفع والآثار الإيجابية على حياة كل واحد منكم.