الرعاية التأهيلية في قطر



تشكل احتمالية العيش مع الإعاقة بعد التعرض لإصابة مؤثرة أو مرض معضلة بالنسبة لكثير من المرضى، لا سيما فئة الشباب الذين يشعرون بأن الإعاقة تحد من قدراتهم وطاقاتهم، حيث لا تنحصر  طموحاتهم على الانخراط في أنشطتهم المعتادة فحسب، بل أيضاً تحقيق أهدافهم في الحياة. وينتمي البالغون الشباب ممن تعرضوا لإصابة في الحبل الشوكي، أو للإصابات الدماغية، والسكتة الدماغية وغير ذلك من الإعاقات العصبية الأخرى من قبيل الشلل الدماغي وضمور الأعصاب، إلى واحد من أكثر القطاعات التي تشكل التحديات ضمن منظومة إعادة التأهيل في قطر. 
 
ويمثل هذا القطاع الهدف الرئيسي لفريق مشروع الرعاية التأهيلية المجتمعية في مستشفى الرميلة، والذي سبق له الحصول على جائزة في هذا المجال، حيث يعتمد على تبني نهج شامل وفريد من نوعه من أجل تلبية احتياجات الأشخاص من ذوي الإعاقة على المستوى المجتمعي، ويتولى الدفاع عن حقوقهم.  
  
وتوفر خدمات الرعاية التأهيلية المجتمعية الرابط بين خدمات الرعاية التأهيلية بمؤسسة حمد الطبية وبين الفرص المتاحة في المجتمع. وتتضمن المهام اليومية الاعتيادية التي يؤديها الفريق المتعدد التخصصات للرعاية التأهيلية المجتمعية - والذي يشتمل على أخصائي العلاج الوظائفي/قائد الفريق، أخصائي علاج وظائفي آخر، وأخصائي العلاج الطبيعي، وممرض وأخصائي اجتماعي - على إجراء تقييم للبيئة المنزلية، وإعطاء توصيات تتعلق بكيفية جعل بعض المناطق - مثل الحمامات، المطابخ والمداخل - أكثر سهولة وملائمة للأشخاص من ذوي الإعاقة ، بالإضافة إلى تدريب العميل على الأنشطة المفيدة للحياة اليومية. كذلك يمكن للفريق إجراء التقييم المهني، والتعرف على مهارات العميل، ومستوى تعليمه واهتماماته ومساعدته في إيجاد فرص عمل، فضلاً عن التعاون مع أصحاب العمل المحتملين لضمان قدرة العميل على الوصول إلى مكان عمله. 
 
وفيما يتعلق بالعملاء من صغار السن الذين لا يزالون في عمر الدراسة، نعمل مع المدرسة من أجل ضمان ملائمتها فيما يتعلق بقدرة الطالب على الوصول لمكان الدراسة، فضلاً عن التأكد من جاهزية الطلاب والمدرسين لقبول عملائنا. كما يسعى فريق الرعاية التأهيلية المجتمعية إلى البحث عن الوسائل المناسبة التي يقضي فيها العميل وقت الفراغ، مثل الرياضة أو الفنون والحرف اليدوية. 



ومع ذلك، يمتد دور فريق الرعاية التأهيلية المجتمعية إلى ما هو أكثر من الأوجه الطبية لإعادة التأهيل. حيث يعمل الفريق على تعزيز جوانب التعاطف مع الأشخاص من ذوي الإعاقة. بالإضافة إلى سعيه لتعزيز سبل التعاون مع العملاء وأسرهم، وأفراد المجتمع والحكومة من أجل إيجاد الوسائل التي من شأنها أن تساعد على إعادة دمجهم في المجتمع. 

 
يمتلك فريق الرعاية التأهيلية المجتمعية تصوراً مفاده أن بوسع الأشخاص من ذوي الإعاقة التمتع بأكبر قدر ممكن من الاستقلالية في جميع أوجه الحياة والانخراط بشكل كامل في المجتمع. وقد يحتاج بعض المرضى إلى قضاء عدة أشهر في العلاج المكثف وإعادة التأهيل، ولذلك فإنهم يحتاجون إلى الكثير من الدعم لكي يتسنى لهم العودة إلى المجتمع ومواصلة تعليمهم، وإيجاد فرص عمل، أو حتى إيجاد المكان الملائم لهم في الأنشطة الرياضية.  ويهدف الفريق إلى مساعدتهم من أجل تعظيم قدراتهم، واستخدام ما هو متاح لديهم من أجل الارتقاء بذاتهم ليصبحوا أكثر استقلالية.