• 30/06/2015


    الدوحة: 29 يونيو2015 - حذر الدكتور عبد العزيز الهاشمي، استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم بمؤسسة حمد الطبية، من المضاعفات الناشئة عن اضطرابات النوم خلال شهر رمضان، والذي يتميز باختلاف مواعيد النوم والاستيقاظ، حيث يزيد اختلال مواعيد النوم والاستيقاظ من فرص الإصابة باضطرابات الساعة الحيوية ؛ كمتلازمة تأخر مرحلة النوم، واضطراب إفراز بعض الهرمونات كالميلاتونين. وقال إنه بإمكان كثير من الناس تأخير مواعيد نومهم واستيقاظهم في رمضان بسبب توافقهم على نمط اجتماعي واحد، ولكن هذا لا يمنع معاناة الكثير منهم من أعراض زيادة النعاس والخمول والصداع وتعكر المزاج.

    واستطر د. الهاشمي قائلا: " كثير من الناس ينامون بشكل متكرر وغير منتظم أثناء اليوم الواحد، وذلك بسبب طبيعة الشهر الكريم والعبادات الدينية والعادات الاجتماعية المحفزة على السهر، ومن ثم الاستيقاظ في وقت متأخر من النهار، وخروج نمط النوم عن نسقه الطبيعي، كما يلجأ بعض الأفراد إلى حرمان أنفسهم من النوم أثناء النهار بسبب ارتباطهم بمواعيد العمل، مؤكداً بأن النوم المتقطع يصيب الإنسان بدرجة من الحرمان من النوم (عدم الاكتفاء من النوم) أو حتى النوم والاستيقاظ في أوقات غير مرغوبة من الليل أو النهار".

     وأشار د. الهاشمي إلى أن هذا السلوك يرفع نسبة الإصابة باضطرابات الساعة الحيوية كمتلازمة تأخر مرحلة النوم، واختلال أوقات النوم والاستيقاظ ليلاً بدلاً من النهار. وقد يستوفي كثير من الأفراد معظم ساعات نومهم خلال النهار، إلا أن كثيراً منهم يشتكي من أعراض نقص النوم، بسبب التغيير المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ ، واضطراب إفراز بعض الهرمونات كالميلاتونين حيث تصل قمة إفرازه في الليل خلال فترة النوم، ومستوى هذا الهرمون ينخفض كثيراً خلال النهار عند الصحو، مما يساعد الجسم على الحفاظ على الرتابة الطبيعية بالحياة، لأنها تتحكم في الساعة الطبيعية بالجسم والتي تتمثل بدورات النوم والصحو المتزامنة مع الليل والنهار ، وفي المقابل فإن التعرض للإضاءة القوية في الليل والجلوس أمام التلفزيون يقللان من إفراز الهرمون ويسببان الأرق. ومن العوامل السلبية المؤثرة على جودة النوم أثناء نهار رمضان هي الضوضاء والارتباط بجدول العمل اليومي.

    وأكد د. الهاشمي أنه يمكن للإنسان التوفيق بين النوم والعبادات في رمضان بدون أي تقصير، وذلك بتنظيم الأوقات والحفاظ على راحة الجسم، والالتزام بأسباب النوم السليم، حتى يمكنه أداء العبادات بنشاط ، وهناك فئة من الناس يغلب على طبعهم التوتر أو رداءة النوم، فيمكن أن يُصابوا بعد رمضان بالأرق واضطرابات مزمنة في الساعة الحيوية ، وقد يعانوا من نمط نوم عكسي ومن عدم استطاعتهم تعديله بالتدريج بعد انتهاء الموسم، فتصعب عودتهم إلى أوقات العمل والدراسة المعتادة.

    وأوضح د. عبدد العزيز أنه يمكن تشبيه هذه الحالة بالسفر شرقًا عبر عدة نطاقات زمنية، كالسفر إلى استراليا مثلاً، حيث يعاني البعض  بسبب الاختلاف السريع في التوقيت بين بلد الانطلاق ووجهة السفر، فيجب عليه أن يقدم وقت نومه واستيقاظه.

    وعن النصائح السلوكية التي قد تساعد على سرعة التأقلم وتخفيف أعراض اختلاف وقت النوم ، قال الدكتور الهاشمي: ننصح الأشخاص بمحاولة تغيير وقت النوم والاستيقاظ عدة أيام قبل بداية الدوام، وتجب الاستفادة من الأيام الأخيرة من إجازة العيد في ذلك، وخاصة بالنسبة للأطفال، وعلى الوالدين الحرص على تعويد الأبناء على نظام الدوام المدرسي عـدة أيـام قبل بدء الدراسة، علمًا بأن محاولة تعديل نظام النوم يجب أن تتم بصورة تدريجية، بالإضافة إلى تجنب الوجبـات الثقيلة والدسمة في الأيام الأولى من بدء تغيير نظام النوم حتى تتوافق الساعة الحيوية في جسمك مع التوقيت الجديد.

    وقال الدكتور الهاشمي : إن التعرض للإضاءة القوية عند الاستيقاظ لمدة ساعة على الأقل  تعد من الأساليب المساعدة على تنظيم النوم، موضحًا أن ذلك لا يتطلب البقاء خارج المنزل تحت الشمس، ولكن يمكن التعرض للضوء من داخل المنزل أمام إحدى النوافذ، لأن الضوء هو العامل الأساسي في تحديد الساعة البيولوجية حيث يقوم بخفض مستوى هرمون النوم المسمى بـ (الميلاتونين) في الدم.