NewsDetail
الدوحة- 16 سبتمبر 2015: تزامنًا مع الفعاليات التوعوية التي تقام في مختلف أنحاء العالم بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالأورام اللمفاوية، والذي يحتفل به على نطاق العالم بغرض تعزيز الوعي حول أهمية الكشف والعلاج المبكرين لهذا النوع من السرطان، أكدت الدكتورة نعيمة الملا، الاستشارية بقسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال، بمستشفى حمد العام، أن الأورام اللمفاوية تمثل ثالث الأمراض السرطانية الأكثر انتشارًا بين الأطفال على نطاق العالم، علمًا بأنها تصيب نحو 10 بالمائة من مجموع الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان في مؤسسة حمد الطبية.
وأردفت الدكتورة نعيمة بقولها: "ولما كانت نسبة أعداد الناجين من الأورام اللمفاوية بين الأطفال تعد الأفضل مقارنة بنسبة الناجين بين البالغين، فإن ذلك يؤكد على أهمية الكشف والعلاج المبكرين لهذه الأورام للحيلولة دون استفحالها واحتياجها لمعالجات كبرى، مع التقليل من مخاطر عودتها للظهور مرة أخرى".
والورم اللمفاوي مرض سرطاني يصيب خلايا محددة من الجهاز المناعي تسمى الكريات اللمفاوية، وقد تنشأ الخلايا السرطانية في النخاع العظمي أو في العقد اللمفاوية أو الطحال أو اللوزتين أو الغدة الصعترية أو أية أنسجة لمفاوية أخرى إضافة إلى الأوعية اللمفاوية التي تصل بينها، وهناك نوعان من سرطان الغدد اللمفاوية: أورام هودجكن والنوع الآخر تكون أورام غير أورام هودجكن، ويتم تحديد نوع الأورام من خلال الفحص المخبري للخلايا غير الطبيعية التي يتم التعرف عليها في الخزعة المستخلصة من أنسجة المريض.
وأكدت الدكتورة نعيمة أن أعراض الأورام اللمفاوية التي يتعين على الوالدين والأسرة ملاحظتها تشمل التورم غير الطبيعي في منطقة الرقبة أو تحت الإبط أو الفخذ، وانخفاض الوزن، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والتعرق أثناء الليل، والضعف العام، والآلام الصدرية وصعوبة التنفس، والتورم في منطقة البطن. ومن الأعراض الرئيسية للمرحلة المتأخرة من سرطان الغدد اللمفاوية الارتفاع الكبير في درجة حرارة الجسم، والانخفاض الملحوظ في الوزن.
ويمثل المصابون بأورام هودجكن نحو نصف عدد مرضى الأورام الليمفاوية من الأطفال الذين يتلقون الرعاية العلاجية في قسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال بمؤسسة حمد الطبية. أما النصف الآخر فهم مصابون بأورام أخرى غير أورام هودجكن، وهي أنواع فرعية كثيرة من الأورام الليمفاوية. والعلاج الرئيسي لهذين النوعين من الأورام الليمفاوية هو العلاج الكيميائي، وفي كلتا الحالتين يكون بالإمكان شفاء 90%، على الأقل، من المرضى حين يتم تشخيص المرض وعلاجه في مرحلة مبكرة.
وإذا تم علاج المرضى المصابين بورم هودجكن في مرحلة متأخرة، فإن فرص نجاتهم ربما تقل قليلاً، ولكنهم قد يحتاجون إلى معالجة كبرى بالعلاج الكيميائي، وفي بعض الحالات يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي أيضًا. أما الأورام غير أورام هودجكن فهي أورام أكثر عدوانية تتنامى بسرعة وتنتشر بسرعة إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهذا قد يقلل من فرص نجاة المريض إذا تم علاج السرطان في مرحلة متأخرة.
والعلاج الإشعاعي للسرطان باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لا يتم استخدامه لمعالجة الأورام غير أورام هودجكن، إنما يتم استخدامه لعلاج أورام هودجكن، عند الضرورة فقط، وذلك لأن لهذا النوع من العلاج بعض الآثار الجانبية، مثل إبطاء نمو العظام لدى الطفل المريض، وزيادة خطر الإصابة بأورام سرطانية ثانوية، على المدى البعيد. ولتفادي اللجوء للعلاج الإشعاعي وما قد يترتب عليه من مضاعفات وآثار جانبية، فإن مؤسسة حمد الطبية تستخدم أكثر أساليب التشخيص تطورًا في العالم والمتمثلة في المسح بالانبعاث البوزيتروني الطموغرافي، عقب العلاج الكيميائي، لتحديد إذا كان المريض بحاجة إلى العلاج الإشعاعي استكمالاً لعلاجه من السرطان.
وإذا كان لديك شكوك بأن طفلك ربما يكون مصابًا بالسرطان، فما عليك إلا استشارة طبيبك الخاص أو طبيب الرعاية الصحية الأولية، وهو سوف يقرر ما إذا كان طفلك بحاحة للتحويل إلى أطباء السرطان في قسم الأطفال بمستشفى حمد العام.