• 13/09/2015
    الدوحة، 12 سبتمبر 2015: عقدت مؤسسة حمد الطبية مؤخرًا فعاليات مؤتمر قطر الدولي الثاني لجراحات السمنة والتمثيل الغذائي، وقد شارك في المؤتمر الذي أقيم بقاعة حجر بمركز التعليم الطبي  أكثر من 200 من كوادر الرعاية الصحية، إلى جانب عدد من المحاضرين والخبراء المحليين والدوليين لمناقشة آخر التطورات وأحدث التقنيات المستخدمة في إجراء جراحات السمنة التصحيحية وجراحات السمنة للحالات الأكثر تعقيدًا. 

    وتشير الإحصاءات إلى أن ما يزيد عن 30 % من السكان في دولة قطر يعانون من حالات السمنة المَرَضِيّة، وهي حالة صحية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة في عمر صغير. وتعرّف جراحات السمنة بأنها عمليات جراحية يتم فيها إجراء التدخل الجراحي بالمعدة أو الأمعاء بهدف إنقاص الوزن، وهي أحد الخيارات العلاجية المتاحة أمام الأشخاص الذين يعانون من السمنة من غير القادرين على إنقاص الوزن بالوسائل الأخرى ، أو أولئك ممن يعانون من مشاكل صحية خطيرة مرتبطة بالسمنة مثل السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويعتمد نجاح هذه العمليات على المدى الطويل على التزام المريض بالنظام الغذائي والتمارين الرياضية والأدوية الموصوفة له خلال مرحلة ما بعد الجراحة.    

    ومن جهة أخرى فقد أشارت نتائج المؤتمر إلى أن ما يقارب الثلث من جراحات السمنة التي يتم إجراؤها في مؤسسة حمد الطبية هي جراحات تصحيحية لإنقاص الوزن حيث يشهد هذا النوع من الجراحات إقبالاً كبيرًا من المرضى في الفترة الأخيرة.   

    من جانبه قال الدكتور معتز باشا، مدير جراحة السمنة والتمثيل الغذائي بمؤسسة حمد الطبية ورئيس المؤتمر: "يرجع السبب وراء زيادة الطلب على جراحات السمنة التصحيحية إلى عاملين رئيسيين، أولهما هو عدم التزام بعض المرضى بالحمية الغذائية المناسبة ونمط الحياة الصحي بعد إجراء جراحة إنقاص الوزن الأولى، وهو ما يؤدي بهم إلى استعادة وزنهم السابق ومعاودة المشاكل الصحية ذاتها، بينما يكمن العامل الثاني في لجوء بعض المرضى إلى إجراء جراحات إنقاص الوزن في مراكز لا تتمتع بالمعايير المهنية المطلوبة، مما يعرض هؤلاء المرضى إلى العديد من المضاعفات الصحية".   

    وأشار الدكتور معتز باشا إلى زيادة ملحوظة في مستوى الوعي بين الجمهور حول الحاجة إلى اتباع نمط حياة صحي لمكافحة السمنة وما يرتبط بها من مضاعفات، يقول الدكتور معتز: "نلاحظ في هذه الأيام تزايد أعداد الأشخاص الذين يلتزمون بإنقاص الوزن واختيار تناول الوجبات الصحية والقيام بالتمارين الرياضية، ومع ذلك فإننا نواصل سعينا لزيادة وعي الجمهور بهذه الجوانب من خلال وسائل عدة، مثل إجراء الفعاليات في المدارس والجامعات لتثقيف الطلاب وكوادر في هذه المؤسسات حول المخاطر الصحية للسمنة، ونعتقد أننا قد نجحنا في إيصال الرسالة للعديد من الأشخاص". 

    وقد تضمن برنامج مؤتمر قطر الدولي لجراحات السمنة والتمثيل الغذائي استعراض ثمانية أنواع مختلفة لتقنيات جراحات السمنة، من بينها أسلوب جراحات "ستريتا"، وهو نوع خاص من جراحات المناظير يستخدم لعلاج مرض الارتجاع المعدي المريئي، حيث تؤدي الجراحة إلى تقليل أعراض هذه الحالة بشكل كبير، كما تساعد على تحسين جودة حياة المريض.

    والجدير بالذكر أنه من بين أكثر من 2000 مريض من الذين خضعوا لجراحات إنقاص الوزن في مؤسسة حمد الطبية ؛ فإن 30 % من هؤلاء يعانون من الارتجاع المعدي المريئي (المعروف أيضًا بارتجاع الحمض المعدي)، وهي حالة يحدث فيها ارتجاع في المواد الموجودة داخل المعدة عبر المريء، مما يتسبب في الشعور بالحموضة وحرقة المعدة من بين أعراض أخرى.     

    وقد تم استخدام أسلوب جراحات "ستريتا" على ثلاثة مرضى حتى الآن في مؤسسة حمد الطبية، حيث كان المرضى يعانون من أعراض حادة لم تستجب للعلاج، ويعرّف أسلوب جراحات "ستريتا" على أنه جراحة مناظير تتضمن إدخال قسطرة في مريء المريض لتوليد طاقة تردد راديوي بجرعات معينة تساعد على تقوية ألياف العضلة في المنطقة الواصلة بين المريء والمعدة، وتوفر هذه التقنية بديلاً عن أساليب الجراحة التقليدية التي تتضمن تدخلات جراحية أكبر حجمًا.   

    وأضاف الدكتور معتز باشا: "يتزايد الاهتمام بصورة مستمرة بجراحات إنقاص الوزن، وقد شهد المؤتمر مشاركة عدد من أبرز الجراحين على مستوى العالم"، مشيرًا إلى وجود خطط حالية لعقد مؤتمر أكبر في العام القادم بالتعاون مع الجمعية الأمريكية لجراحات السمنة والتمثيل الغذائي، في نشاط هو الأول من نوعه لهذه الجمعية خارج الولايات المتحدة، وهو ما يمثل دليلاً على اكتساب برامج مؤسسة حمد الطبية لمكانة دولية مرموقة نظرًا لما تتمتع به من مستويات عالمية.