• 16/09/2015

    الدوحة: 16 سبتمبر 2015 - في إطار احتفالها باليوم العالمي لإنتان الدم، ، نظمت مؤسسة حمد الطبية عدداً من الأنشطة والفعاليات بهدف زيادة الوعي، بين كوادر الرعاية الصحية والجمهور، حول إنتان الدم -الذي يعد من مضاعفات الالتهاب المهددة للحياة- ومساعدة أفراد المجتمع على فهم مسبباته وكيفية الوقاية منه.

    بهذه المناسبة يقول الدكتور إبراهيم فوزي، مدير وحدة العناية المركزة للباطنية: "إن الإنتان يحدث عندما يتم إطلاق مواد كيماوية في مجرى الدم، كاستجابة للالتهاب، وذلك يسبب بدوره استجابات التهابية، وينتج عن ذلك سلسلة من التغيرات، التي يمكن أن يكون لها آثار خطيرة على العديد من أنظمة الجسم. وعلى الرغم من أنه قد يحدث كنتيجة لالتهاب فيروسي أو فطري، فإن الالتهابات البكتيرية تمثل السبب الأكثر شيوعا".

    وفي هذا الإطار أطلق فريق الرعاية الحرجة التابع لوحدة العناية المركزة للباطنية بمستشفى حمد العام، حملة توعوية تهدف إلى نشر الوعي بست خطوات بسيطة يمكن اتخاذها لتقليل عدد الوفيات الناجمة عن إنتان الدم، وهذه الخطوات مضمنة في البروتوكول السداسي لإنتان
    الدم، وهو يهدف إلى تثقيف الموظفين بشأن إنتان الدم ومسبباته وأعراضه وطرق الوقاية منه.

    وكجزء من فعاليات الحملة التوعوية، نظم فريق تحسين الجودة بمؤسسة حمد الطبية الندوة السنوية متعددة التخصصات بهدف تثقيف كوادر الرعاية الصحية المختصين برعاية المرضى المصابين بإنتان الدم. واستمرت الفعاليات على مدى يوم كامل، حيث ألقت الضوء على آخر المستجدات وأفضل الممارسات في مجال علاج إنتان الدم.

    وأردف د. فوزي قائلاً: "تركز فعالياتنا التوعوية على الخطوات البسيطة التي يمكن تطبيقها لتقليل الآثار المدمرة لإنتان الدم. ومن أهم أولوياتنا التأكد من قدرة الموظفين، وكذلك الجمهور، على إدراك العلامات المبكرة لإنتان الدم، حيث يُسهل ذلك من مكافحة الحالة بأسرع ما يمكن، فإنه كلما بدأ علاج إنتان الدم مبكراً، كلما كانت النتائج أفضل".

    ويؤكد الدكتور فوزي أن الأعراض المبكرة للإنتان تتطور بسرعة عادةً، وهي تشمل ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى) والبرد والرعشة، فضلاً عن تسارع ضربات القلب، وتسارع التنفس. مضيفاً أنه في بعض الأحيان سرعان ما تتطور الحالة إلى حالة إنتان حاد أو حالة صدمة إنتانية، وأعراض ذلك تشمل الشعور بدوخة أو إغماء، والتشويش وعدم القدرة على إدراك الزمان والمكان، والغثيان والتقيؤ، والإسهال، والزكام فضلاً عن شحوب الجلد أو ظهور بقع ملونة عليه.

    من جانبه أكد الدكتور أحمد لبيب، استشاري أول بوحدة العناية المركزة للباطنية والتخدير، والرئيس الإكلينيكي لمشروع إنتان الدم الحاد، أن إنتان الدم يمكن أن يصيب أي شخص، بيد أن الحالة تعتبر أكثر شيوعاً وأعظم خطراً بين أوساط البالغين الأكبر سناً، وذوي المناعة الضعيفة، كمرضى الأيدز وسرطان الدم.

    ثم أضاف بقوله: " الفئات الأكثر عرضة للإصابة بإنتان الدم هم المرضى الذين يتلقون علاجاً يضعف عمل الجهاز المناعي، كالأشخاص الذين يتعاطون علاجاً طويل الأمد بالستيرويدات، والرضع والمسنين، والنساء الحوامل، والمصابون بأمراض مزمنة مثل مرض السكري، والأشخاص الذين ما زالوا يتعافون من عمليات جراحية، ومصابو الحوادث الذين يعانون من جروح وإصابات، والمرضى الذين لا يزالون تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، والمرضى الذين رُكبت في أجسامهم قسطرة أو أنبوب التقطير الوريدي "الدِّرِب"، بالإضافة إلى الأشخاص ذوو القابلية
    الوراثية للإصابة بالالتهابات".

    وأكد الدكتور لبيب أن أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بإنتان الدم تتمثل في الحد من التعرض للالتهابات؛ وذلك عن طريق غسل الأيدي بشكل شامل وبصورة متكررة، والمحافظة على نظافة الجروح، بالإضافة إلى استشارة الطبيب بشأن التحصين ضد بعض الأمراض مثل الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.

    واختتم الدكتور لبيب حديثه مشدداً على أنه من المهم للغاية أن يعرف الناس كيف يحدث الإنتان وما هي مسبباته، وعليهم ألا يتسببوا في تعريض ذويهم المرضى للإصابة بالإنتان عندما يزورونهم بالمستشفى، وذلك من خلال مراعاة الاحتياطات الوقائية اللازمة، مثل الحرص على نظافة اليدين، وامتناع كل شخص مصاب بالتهاب عن زيارة المرضى بالمستشفى.