• 03/11/2015
    الدوحة_ 2 نوفمبر 2015: يقوم مركز الإصابات والحوادث في مؤسسة حمد الطبية بإنشاء سجل وطني لمرض الشريان المحيطي لتوفير الدعم المعلوماتي للبحوث الهادفة إلى تطوير أساليب تشخيص ومعالجة هذا المرض في دولة قطر، وقد تم الإعلان عن هذا المشروع خلال ورشة تدريبية حول مرض الشريان المحيطي عقدت في مؤسسة حمد الطبية مؤخرًا، وحضرها ما يزيد على 80 من الكوادر الطبية من مختلف التختصصات الطبية، وذلك في إطار مساعي المؤسسة لتوفير خدمات رعاية متكاملة للمرضى الذين يعانون من مرض الشريان المحيطي والأمراض المرتبطة به.
     
    ويعد مرض الشريان المحيطي شكل من أشكال تضيق الشرايين ينجم عنه نقص في تدفق الدم إلى مختلف أنحاء الجسم، وتشير إحدى الدراسات التي أجرتها مؤسسة حمد الطبية حول انتشار مرض الشريان المحيطي في الشرق الأوسط إلى أن انتشار أمراض القلب والشرايين في الشرق الأوسط يشهد ارتفاعًا ملحوظًا، وأن السبب في ذلك يعود بالدرجة الأساسية إلى التدخين وارتفاع ضغط الدم والسكّري والسمنة وارتفاع مستويات الكولسترول في الدم، وتشير الإحصائيات المتصلة بانتشار مرض الشريان المحيطي في دولة قطر في الدراسة المذكورة إلى أن هذا المرض يصيب ما نسبته 38% من المرضى المصابين بالفشل الكلوي و12% من المصابين بالسكّري و3% من المصابين باعتلال في الشريان التاجي.
    من جانبه قال الدكتور حسن آل ثاني، رئيس قسم جراحة الحوادث والإصابات في مستشفى حمد العام، ورئيس الورشة التدريبية حول مرض الشريان المحيطي في تعليق له حول إنشاء السجل الوطني لمرض الشريان المحيطي: " يؤثر مرض الشريان المحيطي  بشكل سلبي على حياة المرضى كما يسهم في رفع معدلات الإعاقة الجسدية والوفاة، وقد باشر مركز الإصابات والحوادث العمل جنبًا إلى جنب مع كل من إدارة الطب الباطني وأقسام طب وأمراض القلب في مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية من أجل إنشاء سجل وطني خاص بمرض الشريان المحيطي في دولة قطر". مضيفاً أن هذا السجل يسهم في الاستفادة من الإنجازات التي حققها فريق مركز الإصابات والحوادث في مؤسسة حمد الطبية والبناء عليها في مواصلة أبحاث مرض الشريان المحيطي الرامية إلى تحسين النتائج العلاجية للمرضى.

    تجدر الإشارة الى أن الورشة التدريبية حول مرض الشريان المحيطي تعد واحدة من العديد من نشاطات التعليم المستمر التي تقدمها مؤسسة حمد الطبية لأطبائها حيث تتيح هذه الورشة للأطباء والباحثين فرصة الاستفادة من معارف الخبراء المشاركين في مجال علوم الأمراض والبحوث الطبية والتدخل الطبي في أمراض الأوعية الدموية وطب وجراحة الأوعية الدموية وطب القلب والأشعة الطبية التداخلية.

    وأضاف الدكتور حسن آل ثاني: " تهدف الورشة التدريبية حول مرض الشريان المحيطي الى إثراء معارف أطباء المؤسسة وصقل مهاراتهم في مجال المعالجة الجراحية وغير الجراحية للمرضى الذين يعانون من مرض الشريان المحيطي، وفي إجراء البحوث الطبية كما تعدّ هذه الورشة  شكلاً من أشكال الدعم الذي تقدمه المؤسسة للأطباء لمساعدتهم في أداء مهام عملهم اليومية وإعدادهم للأدوار التي سيؤدونها في تطوير السجل الوطني لمرض الشريان المحيطي.

    وقد أوضح الدكتور أيمن المنير، استشاري الأبحاث الطبية في قسم جراحة الحوادث والإصابات، ونائب رئيس الورشة التدريبية حول مرض الشريان المحيطي، في حديث له حول أعراض هذا المرض أن ما نسبته 50% من المصابين بمرض الشريان المحيطي لا تظهر عليهم أعراض المرض مما يجعل من الصعب على الأطباء تشخيص هذا المرض في مراحله الأولية، في حين تظهر على غيرهم من المرضى أعراض مثل الآلام والتشنجات العضلية في الأطراف العلوية والسفلية عندما يقوم هؤلاء المرضى ببعض النشاطات مثل المشي أو ممارسة النشاطات البدنية والرياضية إلا أن هذه الأعراض تزول بعد دقائق من الراحة، إلا أن مرضى المراحل المتأخرة من مرض الشريان المحيطي فإنهم يشعرون بالآلام والتشنجات العضلية في الأطراف العلوية والسفلية حتى عندما يكونون في حالة راحة تامة.

    وتتراوح أعراض مرض الشريان المحيطي من حيث الشدّة بين الآلام الخفيفة التي يمكن احتمالها  والآلام الشديدة المنهكة، وينصح الدكتور أيمن المنير المرضى المدخنين والذين يعانون من أمراض مثل السكري وأمراض القلب والكلى وكبار السن بسرعة مراجعة الطبيب في حال شعورهم بآلام غير مبررة في الأطراف العلوية أو السفلية أو تنميل أو برودة غير طبيعية فيها، وفي حال عدم معالجة مرض الشريان المحيطي فإنه قد يؤدي الى إصابة المريض بالتقرحات الإقفارية (التقرحات الناجمة عن عدم تروية أنسجة الساقين بالدم) أو الى الإصابة بالغرغرينا وهي حالة مرضة مهددة للحياة تبدأ فيها أنسجة الساقين وأعضاء أخرى في الجسم بالموت المبكر بسبب عدم التروية الكافية بالدم.