• 28/12/2015
    الدوحة-28  ديسمبر 2015: دعا البروفيسور عبد البديع أبوسمرة، رئيس إدارة الطب الباطني في مؤسسة حمد الطبية، مرضى السكري إلى ضرورة العناية بأقدامهم، مشيرًا إلى أن العناية بالقدم بشكل صحيح يشكل جزءًا مهمًا من العلاج الناجح لمرض السكري.

    وقال البروفيسور أبو سمرة: "يُرشد أعضاء فريقنا المختص في مجال الرعاية متعددة الاختصاصات المرضى إلى أهمية فحص أقدامهم كل يوم كفحص البقع الحمراء بالقدمين الحافيتين، مثل الجروح والتورم والبثور مما يعتبر جزءًا هامًا من العلاج الناجح لمرض السكري، فإذا كان المرضى غير قادرين على رؤية أسفل أقدامهم، يتم توجيههم لاستخدام مرآة، أو طلب المساعدة على ذلك من شخص آخر، وكل مريض يُعالج من مرض السكري في مؤسسة حمد الطبية يُجرى له فحص قدم كامل على الأقل مرة واحدة في السنة، وأكثر من مرة إذا كان المريض يعاني من أي مشاكل في القدم، وأثناء الفحوصات، تتم توعية المرضى حول كيفية فحص أقدامهم".

    ويمكن أن يقلل مرض السكري من تدفق الدم إلى القدمين ويتسبب في فقدان الإحساس المعروف باعتلال الأعصاب المحيطية، مما يعني أنه يمكن ألا تندمل جراح القدم جيدًا، كما أن مرضى السكري قد لا يلاحظون ما إذا كانت أقدامهم بها قرحة أو جرح، وهؤلاء أيضًا في خطر متزايد لضعف الدورة الدموية وضعف شفاء تقرحات القدم، وكلا الحالتين تساهمان في معدلات بتر عالية وسط الأشخاص المصابين بمرض السكري.

    وأضاف البروفيسور أبو سمرة: "أن المرضى الذين يعتبرون في خطر كبير من التقرح المتكرر أو إصابات القدم الأخرى يكونون في حاجة لإجراء تقييم أكثر شمولاً. وأن العديد من هؤلاء المرضى يحتاجون إلى أحذية علاجية يتم تصميمها خصيصًا لمنع المضاعفات، مثل التشوّه، والدُشْبُذْ وهو نسيج صلب يتكون في منطقة انكسار العظام في مرحلة الترميم".

    كما يتم فحص الأقدام لاكتشاف مدى الإحساس بها والتحقق من ذلك عن طريق اللمس والحرارة والألم والأحاسيس الأخرى، والمرضى الذين تظهر لديهم علامات الاعتلال العصبي المحيطي يُحولون فورًا إلى اختصاصي طب القدم، أو ممرضة مختصة بطب القدم أو فني طب القدم لإجراء فحص أكثر شمولاً.

    وأشار البروفيسور أبو سمرة إلى أن إجراء فحص متأنٍ للقدمين لمرضى السكري، على الأقل مرة واحدة في اليوم، أمر ضروري؛ لأن اعتلال الأعصاب السكري عادة ما ينشأ ببطء ويزداد سوءًا مع مرور الوقت.

    وأوضح البروفيسور أبوسمرة أن الكشف المبكر عن مشاكل القدم والتدخل المبكر للحيلولة دون تفاقم المشاكل يمكن أن يجنب العديد من حالات بتر الأطراف، والبتر دائمًا هو الملاذ الأخير، فالعناية بالقدم بشكل جيد، والذي يشمل الفحص الذاتي اليومي، يشكل جزءًا أساسيًا من علاج مرض السكري.

    وقال البروفيسور أبو سمرة: "الألم ليس من الأعراض التي يمكن الاعتماد عليها وسط المرضى الذين يعانون من مرض السكري، ذلك أن العديد منهم يفقد الإحساس بالألم، ويمكن أن يُصاب مرضى السكري بعاهة متقدمة في أقدامهم دون أن يعرفوا عنها شيئًا".

    كما يُنصح الأفراد المصابين بالسكري أيضًا بالحفاظ على نظافة أقدامهم وخلوها من العدوى، بارتداء الأحذية التي تتناسب معهم بشكل جيد، وتجنب المشي حافي القدمين، وأهم من ذلك طلب العلاج من الطبيب أو اختصاصي القدمين إذا ظهرت في القدم بثور أو جروحًا لا تندمل بسرعة، وقد شدّد البروفيسور أبوسمرة على أهمية علاج قرحة القدمين على وجه السرعة، أي في خلال 24 ساعة، ودعا كذلك مرضى السكري للتوقف عن التدخين؛ لأن التدخين يضعف الدورة الدموية، لا سيما لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري، ويمكن للتدخين أن يفاقم مشاكل القدم والساق بشكل خطير.