أكد المجلس الأعلى
للصحة ومؤسسة حمد الطبية على كافة المسلمين المتوجهين
إلى المملكة العربية السعودية خلال هذه الفترة لأداء مناسك الحج، ضرورة الأخذ
بالاحتياطات الصحية اللازمة لحماية أنفسهم من الإصابة بالأمراض المعدية أثناء أداء
مناسك فريضة الحج.
ويوصي المجلس الأعلى للصحة حجاج بيت الله الحرام هذا العام بالحرص على
التطعيم ضد ثلاث من الأمراض المعدية، وهي تحديداً، الالتهاب السحائي الذي تسببه
المكورات السحائية، والإنفلونزا الموسمية، والالتهاب الرئوي الذي تسببه المكورات
الرئوية. وينصح المجلس الأعلى للصحة جميع الحجاج بأخذ اللقاحات المضادة لهذه
الأمراض الثلاثة قبل السفر إلى الأراضي السعودية بمدة لا تقل عن 10 أيام، على
الأقل.
وبهذه المناسبة، يقول الدكتور حمد عيد الرميحي، مدير حماية الصحة ومكافحة
الأمراض الانتقالية بالمجلس الأعلى للصحة: " من الضروري أن يأخذ جميع
البالغين والأطفال فوق عمر سنتين اللقاح المضاد للالتهاب السحائي قبل السفر إلى الأراضي
السعودية بمدة 10 أيام، على الأقل. وينبغي اتخاذ الحيطة والحذر اللازمين لدى إعطاء
هذا اللقاح للنساء الحوامل. علماً بأن التطعيم ضد الالتهاب السحائي لا يعتبر
إجبارياً بالنسبة للنساء الحوامل المسافرات لأداء مناسك الحج".
ثم أردف قائلاً: " كما ينبغي تطعيم جميع الحجاج ضد الإنفلونزا
الموسمية، خصوصاً الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا الحادة، مثل النساء
الحوامل، والمسنين، والأطفال دون سن الخامسة، وأصحاب الحالات الصحية المزمنة كمرضى
الأيدز، والربو، وأمراض القلب والرئة المزمنة، فإننا نوصي هؤلاء جميعاً بالحرص على
أخذ اللقاح السنوي ضد الإنفونزا الموسمية لهذا العام".
وأكد د. الرميحي أن التطعيم ضد الالتهاب الرئوي الذي تسببه المكورات الرئوية
يعد ضرورياً بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به، وهم الأشخاص من عمر عامين
إلى 64 عاماً المصابين بأمراض مزمنة، مثل أنيميا الخلايا الجذعية، والفشل الرئوي،
واستصال الطحال، وكذلك البالغين الأصحاء من عمر 18 إلى 64 عاماً الذين لم يأخذوا
أو لم يكملوا سلسلة تطعيماتهم ضد داء المكورات الرئوية خلال فترة طفولتهم، فضلاً
عن البالغين الأصحاء من عمر 50 إلى 64 عاماً الذين لم يأخذوا اللقاح المضاد لهذا
المرض منذ بلوغهم سن 18 عاماً. كما ننصح جميع الأشخاص المعرضين للإصابة بالإنفلونزا
أن يسارعوا بحماية أنفسهم من خلال التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية".
من جانبه شدد د. سعد النعيمي، استشاري طب الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية، على
ضرورة أخذ الحجاج لكافة الاحتياطات الصحية اللازمة قبل السفر، وخلال رحلتهم لأداء
مناسك الحج، وبعد وصولهم وحتى نهاية رحلة الحج.
واستطرد د. النعيمي قائلاً: "إن أمراض الجهاز التنفسي تعد من أكثر
الأمراض التي تنتقل عدواها بين الحجاج خلال موسم الحج، بما في ذلك التهاب الحنجرة
وأعلى الجهاز التنفسي، والتهابات الرئة، والتي تسببها الفيروسات، وتنتشر بسرعة من
شخص لآخر خلال التجمعات البشرية".
وأضاف د. النعيمي بقوله: "لحماية أنفسهم وغيرهم من العدوى، على الحجاج
اتباع احتياطات السلامة الخاصة بالسعال، مثل استخدام المناديل الورقية عند السعال
أو العطاس، مع الحرص على التخلص من المنديل المستعمل بالشكل السليم. علماً بأن غسل
اليدين، من حين لآخر، بالماء والصابون، مع اجتناب لمس العينين والأنف والفم باليد،
بقدر المستطاع، يعتبر مفيداً للغاية في هذا الجانب. كما أننا ننصح الحجاج
بالمسارعة للحصول على الرعاية الطبية اللازمة في حالة إصابة بسعال وحمى أو أي
صعوبات في التنفس".
وأكد د. النعيمي أن الالتزام بهذه الاحتياطات يعد أمراً مهماً للوقاية من
متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا)، وهو من أمراض الجهاز التنفسي الرئيسية
التي تمثل أحد الهموم الكبرى في المنطقة. وتشير التقارير إلى أن فيروس كورونا
ينتشر من شخص لآخر عبر الاختلاط اللصيق لفترات طويلة، لذلك ينبغي اجتناب الاختلاط
المباشر مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض مثل السعال، والعطاس، وجريان الأنف،
والتقيؤ، والإسهال.
من المهم أيضاً أن يعي الحجاج أن درجات الحرارة خلال ساعات النهار قد ترتفع
كثيراً في موسم الحج، مما قد يعرض الحجاج لفقدان سوائل الجسم (الجفاف) بسبب التعرق
الزائد، فضلاً عن الإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل مغص الحر،
والإجهاد الحراري، والإغماء الحراري، وحتى ضربة الشمس.
وأردف د. النعيمي بقوله: " لتفادي هذه الأمراض، على الحجاج أن يحافظوا
على مستوى السوائل في الجسم من خلال تناول كميات كبيرة من المياه النظيفة، مثل
مياه القوارير والمياه المغلية أو المبردة. وهناك تدابير وقائية أخرى، مثل استخدام
أفضل أنواع الكريمات الواقية من الشمس، وحمل المظلات الشمسية للوقاية من أشعة
الشمس المباشرة. وبقدر المستطاع، يستحسن أداء منسك الطواف حول الكعبة ليلاً أو بعد
العصر".
وأكد د. النعيمي أن خطر الإصابات والحوادث يتزايد مع تزايد وصول الحجاج إلى
مكة خلال موسم الحج، لذلك على الحجاج الابتعاد عن أداء الطواف خلال ساعات الذروة،
واختيار الأوقات التي عادةً ما يكون فيها عدد الطائفين قليل نسبياً.
وهناك قضية هامة أخرى، على الحجاج التنبه لها، وهي حرص الرجال على استخدام
شفرات نظيفة لحلق رؤوسهم بعد إكمال المناسك؛ فشفرات الحلاقة غير النظيفة يمكن أن
تنقل الفيروسات التي يحملها الدم، مثل فيروس التهاب الكبد (ب) والتهاب الكبد (ج)
وفيروس الأيدز. لذلك على الحجاج أن يجتنبوا الاشتراك في استخدام شفرات الحلاقة.
ومن احتياطات السلامة المفيدة الأخرى، حمل بعض المعدات الطبية وأدوات
الإسعافات الأولية، وهي تشمل الضمادات، والشاش، والأربطة، مسكنات الألم، تحسباً
للطوارئ، وكذلك حمل كمية كافية من الأدوية المعتادة، ونسخ من الوصفات الطبية،
فضلاً عن كتاب من الطبيب يوضح فيه التاريخ المرضي والطبي للحاج بالتفصيل.
واختتم د. النعيمي حديثه قائلاً: "عند عودة الحاج إلى البلاد، إذا أصيب
بأي مرض أو شعر بأعراض آخذة في التفاقم، خصوصاً الحمى فوق 38 درجة مئوية، أو
السعال، أو صعوبات التنفس؛ فإن عليه المسارعة بالحصول على الرعاية الطبية اللازمة
من أقرب مركز طوارئ. وعلى الحاج إخبار الطبيب المعالج بأنه عائد من رحلة الحج وذلك
لتمكينه من تقديم الرعاية الصحية المطلوبة.