• 13/10/2015

    الدوحة-13 أكتوبر 2015: يعد شهر أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي؛ ويقدم المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، عضو مؤسسة حمد الطبية مجموعة من برامج رعاية مرضى السرطان، ومن بين تجارب العلاج الناجحة التي تحققت في المركز تروي السيدة ساندي طومسون، وهي امرأة تبلغ من العمر 53 عامًا، قصتها وتجربتها مع سرطان الثدي، تعميمًا للفائدة، وهي تقيم بدولة قطر منذ ثلاث سنوات، وتعمل مدرسة للغة الإنجليزية كلغة أجنبية، بكلية شمال الأطلنطي في قطر، وهذه هي تجربتها الثانية مع سرطان الثدي حيث تلقت العلاج اللازم بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان.

    وقد تعافت السيدة ساندي مرتين من سرطان الثدي ونجت من خطره، وهي تصوِّر ذلك وكأنها سافرت مرتين حتى وصلت حافة الهاوية ثم عادت أدراجها، في المرة الأولى التي تم فيها تشخيص سرطان الثدي لديها كانت في منتصف تجربة تحول كبير في حياتها، وفي المرة الثانية كانت تعيش في دولة أجنبية ولا تعلم كيف تباشر سلسلة خطوات العلاج عبر النظام الطبي، وكلتا التجربتين كانتا تمثلان تجربتي تعلم بالنسبة لها، وقد خرجت من كلتيهما وهي أقوى حتى من قبل أن تخوضهما.

    وقد تم اكتشاف إصابة ساندي بسرطان الثدي وكذلك عودة الإصابة مرة أخرى عن طريق فحوص الصدر الروتينية. وفي كلتا الحالتين لاحظ اختصاصي الأشعة وجود نقطة صغيرة على الفيلم، ولقد كانت محظوظة في أن كل من هاتين النقطتين الصغيرتين قد تمت ملاحظتها حين كان حجم الورم يقل عن سنتميتر واحد، وقد كان واردًا أن يتم إغفالهما بسبب موقعهما، ولحسن الحظ، كانت السيدة ساندي سريعة البديهة، وقد ترجمت الابتسامات الراعشة التي ودعها بها اختصاصيو الأشعة بما جعلها تهرع إلى أقرب مكتبة لكي تقوم ببحث حول هذا الموضوع، وفي الحالتين كانت ترقد على منضدة العملية الجراحية في حدود شهرين فقط من تاريخ إجراء تصوير الثدي التشخيصي.

    في عام 2010م، خضعت السيدة ساندي لعملية استئصال الورم السرطاني من الثدي، ثم العلاج بالأشعة، وبعد ذلك بدأت في تناول دواء تاموكسيفي (Tamoxifen)، وهو عقار مضاد لهرمون الإستروجين الأنثوي. أما العملية الجراحية الثانية والتي تم إجراؤها للمريضة خلال شهر سبتمبر 2014م، فقد تضمنت استئصال كلا الثديين، وتضمنت استخدام دواء جديد، ولقد اختارت المريضة إجراء عملية استئصال لكلا الثديين بدلاً عن ثدي واحد، رغبةً منها في عدم منح أية فرصة لعودة الإصابة بسرطان الثدي. فضلاً عن أنها كان لها ثديان كبيرا الحجم، وهي ترغب في أن يكون جسمها متناسقًا ومتوازنًان وقد كان لسان حالها يقول: "إذا كان هذان الثديان يريدان أن يقتلاني؛ فإني سأتخلص منهما الآن".

    لقد أجريت لها عملية استئصال الثديين، مع العملية الجراحية التجميلية، بتاريخ: 28 سبتمبر 2014م، بمستشفى حمد العام، تحت رعاية استشاري أول د. صلاح الدين جيهاني، وفريق الجراحين المساعد له ثم بدأت العملية التجميلية لإعادة بناء الثديين ببطء، لأن المريضة أصيبت بالتهاب ظلت تعاني منه على مدى شهرين، وبعد سبعة أشهر تمكنوا من استبدال موسعات الجلد بزرع ثديين مصنوعين من مادة السيليكون.

     تقول السيدة ساندي: "على الرغم من أن هذين الثديين يبدوان في غاية الجمال والفتنة، إلا أنهما في الواقع بعيدان عن ذلك تمامًا، وأنا لا أزال "قيد الترميم" وسوف أبقى كذلك لما يقارب السنة، طالما أنهم لا زالوا يحاولون تحقيق التوازن والاتساق المطلوب في هذين الثديين، وإذا قررت الاستمرار في هذه العملية، بعمل الحلمتين وهالتي الثديين، فإنني سوف أنظر لنفسي كتمثال امرأة يتم تعديله بين الفينة والأخرى، وكل الذي أرجوه الآن أن تسير الأمور بشكل طبيعي، بقدر الإمكان، ولهذا السبب أحب أن أتحدث بصراحة وصدق عن تجربتي مع سرطان الثدي".

    وقد بقيت السيدة ساندي بمدينة الدوحة عقب تشخيص السرطان لديها؛ لأن لديها هنا مجموعة رائعة من الأصدقاء والزملاء الذين قدموا لها كل ما تحتاجه من دعم ومساندة، وهي تعلم أنها ستتلقى نوع العلاج الذي يعد هو الأمثل بالنسبة لها، فهي تعيش بالقرب من المستشفى. تقول السيدةساندي: "إن قرار البقاء هنا كان بمثابة الاختيار الأفضل بالنسبة لي؛ لقد كان دعم السيدة كاثرين ماري مكيدري، أخصائية التمريض السريري المتقدم، وكوادر التمريض في الجناح 8 جنوب، رائعًا للغاية، وقد اعتنوا بي عناية تامة، وكانت كاثي جاهزة لمساعدتي في أي وقت، وكانت ترعاني وتراقبني عن كثب، خصوصًا عندما كنت أعاني من الالتهابات، لقد حصلت على أفضل معالج بتدليك التصريف اللمفاوي، وذهبت عقب الجراحة مباشرةً إلى قسم العلاج الطبيعي، بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، لكي يساعدونني على التعافي والشفاء".

    واستطردت السيدة ساندي قائلة: "ينبغي ألا تجعلوا من السرطان فيلاً ضخمًا مرعبًا في الغرفة؛ إذ يتعين أن تتحدثوا عنه بكل صدق وشفافية، دون أي حرج أو تحفظ، وهذه هي أمثل طريقة للتغلب على سرطان الثدي، لكي نتمكن من التعافي منه والنجاة من بين براثنه".

    ثم أردفت قائلة: "نصيحتي لغيري من الناجين من السرطان، وكذلك الذين تم تشخيص السرطان لديهم حديثًا، أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي، ويستمتعوا بها بقدر الإمكان، واطرحوا كثيرًا من الأسئلة والاستفسارات من غير خوف أو تردد، فالنجاة من السرطان ليست بالمستحيلة، وأمامكم تجربتي هذه".

    وفي خطوة هامة نحو بناء شبكة فعالة لدعم مرضى سرطان الثدي بالدوحة، فقد شرعت السيدة ساندي في تشكيل فريق دعم من الناجين من السرطان والمساندين لمرضاه. الفريق يرحب بالناجين من كافة أنواع السرطان، وللمزيد من المعلومات، اتصلوا بساندي مباشرةً على البريد الإلكتروني: sandee_t@yahoo.com