استقبلت عيادة العناية بالثدي منذ افتتاحها رسمياً خلال شهر يونيو الماضي بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، أكثر من 600 سيدة للحصول على خدمات العيادة التخصصية في إطار التزام مؤسسة حمد الطبية بتقديم خدمات رعاية صحية متميزة لجميع مريضات سرطان الثدي في قطر.
وتعتمد العيادة الجديدة على منهجية متعددة التخصصات لرعاية مريضات سرطان الثدي تتضمن ما يُعرف بالفحص التقييمي الثلاثي للكشف عن الأورام؛ حيث يُعد الفحص التقييمي الثلاثي في الوقت الراهن بمثابة المعيار الذهبي المتعارف عليه عالمياً في الفحص الشامل والدقيق لتشخيص سرطان الثدي، ويتضمن سلسلة من الفحوصات التشخيصية بما في ذلك الفحص الإكلينيكي للثدي، والتصوير الإشعاعي وإجراء خزعة لأخذ عينة من الأنسجة في حال تم اكتشاف وجود كتلة في الثدي.
من جانبها قالت الدكتورة أمل العبيدلي-نائب رئيس قسم الأشعة بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان: "تسمح خدمة الفحص التقييمي الثلاثي بتلبية كافة احتياجات مريضاتنا في موقع واحد مما يقلل من الوقت اللازم لتشخيص الحالة ويسرّع من عملية حصول المريضة على العلاج، ويمثل هذا الفحص أداة تشخيصية هامة لتقييم حالات المريضات اللاتي يتم تحويلهن للعيادة بسبب اكتشاف وجود كتلة في الثدي ولتشخيص حالات الإصابة بسرطان الثدي".
وتؤدي العيادة الجديدة – التي افتتحتها سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة– دوراً هاماً في الحدّ من معدلات الإصابة بسرطان الثدي في قطر من خلال توفير خدمات سريعة وعالية الجودة تهدف إلى الكشف المبكر عن أورام الثدي وتقديم الخطة العلاجية المناسبة لكل مريضة.
سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في قطر والعالم، وهو ثاني أكثر أنواع السرطان انتشاراً بشكل عام. وتشير توقعات خبراء الصحة الخاصة بمعدلات انتشار هذا المرض إلى إصابة امرأة واحدة من بين كل ثمانية نساء بسرطان الثدي خلال مرحلة ما من حياتها، إلا أنه يمكن للعلاجات المتوفرة حالياً إنقاذ حياة المصابات في حال تم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة.
تستقبل عيادة العناية بالثدي في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان المريضات اللاتي يتم تحويلهن عن طريق البرنامج الوطني للكشف المبكر عن السرطان وعن طريق مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتقوم العيادة بإجراء الفحوصات التشخيصية وتقديم الخدمات العلاجية للمريضات في موقع واحد وضمن بيئة استشفائية مريحة.
وأضافت الدكتورة العبيدلي قائلةً: "يستخدم الفحص التقييمي الثلاثي للتشخيص الدقيق لأي كتلة أو ورم يتم اكتشاف وجوده في الثدي؛ حيث نقدم حالياً مجموعة تتكون من ثلاثة فحوصات هي الفحص الإكلينيكي للثدي، والتصوير الإشعاعي بأنواعه المختلفة مثل التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام) والفحص بالأمواج فوق الصوتية، بالإضافة إلى فحوصات الخزعة التي تتضمن أخذ عينة من الأنسجة. ويجري التخطيط حالياً لتوسيع نطاق الخدمات التي نقدمها لتتضمن تقييم الحالات التي لا تظهر عليها الأعراض والحالات المعرضة بصورة أكبر لخطر الإصابة بسرطان الثدي".
وأردفت الدكتورة العبيدلي بقولها: "يُعد السرطان بشكل عام وسرطان الثدي بشكل خاص من أكثر الأمراض تأثيراً على حياة المصابين به، وتشهد أعداد الحالات الجديدة للمصابات بسرطانات الثدي الغازية (القادرة على الانتشار للأنسجة السليمة) ارتفاعاً في مختلف أنحاء العالم. وتُعد رحلة العلاج من السرطان شاقة للغاية؛ حيث تتطلب مرور المريض بمراحل علاجية طويلة ومعقدة، لذا نسعى دائماً لتحسين خدماتنا ونهدف لتزويد مرضى السرطان بالدعم اللازم لجعل رحلتهم العلاجية مريحة قدر الإمكان".