أشارت بيانات سجل قطر الوطني لمرض السرطان بوزارة الصحة العامة إلى أن اللوكيميا هي أكثر أنواع سرطان الدم وثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال في قطر، كما يعتبر مرض اللوكيميا هو أكثر أنواع السرطان التي يتمّ تشخيصها بين الأطفال في قطر.
سرطان الدم هو مصطلح عام يشمل مجموعة من الأمراض السرطانية الخبيثة التي تصيب الدم والنخاع العظمي والعقد اللمفاوية وتؤثر على إنتاج خلايا الدم ووظائفها. قد تحدث الإصابة بسرطان الدم في أي وقت ولأي شخص بغض النظر عن فئته العمرية، ولا توجد طرق لمنع الإصابة بسرطان الدم أو الوقاية منه. و تشير التوقعات العالمية إلى أنه سيتم تشخيص أكثر من مليون حالة جديدة بسرطان الدم حول العالم بحلول عام 2020.
وفي إطار الاحتفال بشهر التوعية بسرطان الدم، تتواصل بمؤسسة حمد الطبية جهود التوعية بسرطان الدم، حيث تعمل الفرق الطبية بشكل مستمر على رفع الوعي العام حول مرض اللوكيميا وأنواع سرطان الدم الأخرى وعلامات وأعراض سرطان الدم.
من جانبها أوضحت الدكتورة حليمة العمري -استشاري أول الأورام ورئيس قسم أمراض الدم بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان- أنه قد يكون من الصعب أحياناً تشخيص سرطان الدم وذلك بسبب سهولة إغفال الكثير من علاماته وأعراضه وخاصةً علاماته المبكرة، وأضافت الدكتورة حليمة بقولها: "يمثل تشخيص الإصابة بسرطان الدم تحدياً كبيراً حيث تختلف أعراضه باختلاف أنواعه، كما أن عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بسرطان الدم تختلف من نوع لآخر.
وبالإضافة لذلك تكون أعراض بعض أنواع سرطان الدم ظاهرة وواضحة كفقدان الشهية لتناول الطعام والشعور بالتعب والإرهاق بشكل مستمر، بينما قد تظل أعراض أنواع أخرى دون اكتشاف أو يتم تشخيصها على أنها أعراض لحالات أقل خطورة. وتمثل عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بسرطان الدم أيضاً تحدياً كبيراً حيث أن أكثر هذه العوامل شيوعاً وهي العمر والجنس والعِرق هي عوامل لا يمكن التحكم بها".
توجد ثلاثة أنواع رئيسية لسرطان الدم وهي اللوكيميا وسرطان النخاع العظمي وسرطان الغدد الليمفاوية. اللوكيميا هي سرطان ينشأ في الأنسجة المكونة لخلايا الدم وينتج عن زيادة إنتاج كريات الدم البيضاء غير الطبيعية، أما سرطان النخاع العظمي فهو سرطان يصيب النخاع العظمي وخلايا البلازما، بينما يصيب سرطان الغدد الليمفاوية (اللمفوما) خلايا الجهاز الليمفاوي، وتوجد العشرات من أنواع اللمفوما، إلا أن هذا المرض يصنّف بشكل عام ضمن نوعين رئيسيين اثنين هما اللمفومة الهودجكيِنية و اللمفومة غير الهودجكيِنية.
وأشارت الدكتورة حليمة العمري إلى أنه وعلى الرغم من عدم وجود طرق لمنع الإصابة بالسرطان أو الوقاية منه إلا أن اتباع نمط حياة صحي قد يساعد في الحدّ من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
وأردفت الدكتورة حليمة بقولها: "ننصح دوماً كمتخصصين في علاج السرطان الجمهور بالابتعاد عن أنماط الحياة والممارسات التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان كالتدخين وقلة النشاط البدني وزيادة الوزن. كما ننصح دائماً بالمتابعة الطبية المستمرة وإجراء الفحوصات بانتظام حيث تسهم فحوصات الكشف المبكر عن السرطان في إنقاذ حياة الكثير من المرضى".
وأضافت الدكتورة العمري أن علاج السرطان قد يكون عملية معقدة، مشيرةً إلى أن خدمات علاج السرطان في مؤسسة حمد الطبية توفر للمرضى أفضل الخيارات العلاجية المبنية على نتائج أحدث الأبحاث العلمية والتقنيات المتطورة.
وختمت الدكتورة العمري حديثها بالقول: "نقدم في قسم أمراض الدم بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان أعلى معايير الرعاية الطبية لمرضى سرطان الدم من خلال استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية والاعتماد على تطبيق منهجية الفريق متعدد التخصصات حيث يتضمن فريق الرعاية كوادر متخصصة في الأشعة التشخيصية والعلاج الإشعاعي والجراحة والصيدلة وعلم الأمراض (المختبرات الطبية)، كما أن توفر خدمات زراعة الخلايا الجذعية لعلاج سرطانات الدم والنخاع العظمي يتيح للمرضى الحصول على العلاج في قطر دون الحاجة إلى السفر للخارج".