تشارك مؤسسة حمد الطبية في شهر التوعية بأورام الرأس والرقبة والذي يوافق شهر أبريل من كل عام ، من خلال العمل على رفع مستوى وعي الجمهور بسرطان الرأس والرقبة والأورام السرطانية بشكل عام وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من الإصابة بهذا المرض والمبادرة إلى إجراء الفحوصات اللازمة بهدف الكشف المبكّر عن المرض ، كما تدعو المؤسسة إلى أهمية تبنّي أنماط حياتية صحية نشطة كاستراتيجية تهدف إلى التقليل من فرص الإصابة بالأمراض السرطانية.
وتشير الإحصاءات الطبية إلى أن عدد إصابات سرطان الرأس والرقبة وتجويف الفم يبلغ 550 ألف إصابة في مختلف أنحاء العالم سنوياً، كما تشير بيانات السجل الوطني للسرطان في قطر للعام 2015 إلى أن حالات سرطان الرأس والرقبة وتجويف الفم تقدر بنحو 4% من إجمالي حالات السرطان المشخصة في قطر.
وتشمل إصابات سرطان الرأس والرقبة الأورام التي تصيب منطقة ما فوق الترقوة وتقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي سرطان تجويف الفم، وسرطان الحنجرة، وسرطان الأنف والبلعوم، وعادة ما تبدأ الخلايا السرطانية في النشوء في منطقة الجيوب الأنفية والغدد اللعابية والفم والأنف والحنجرة، وتتميّز الأورام السرطانية للرأس والرقبة بارتفاع نسب الإصابة بين الذكور مقارنة بانتشارها بين الإناث حيث تكون نسبة تعرّض الذكور لهذه الإصابات تفوق نسبة تعرض الإناث لها بثلاثة أمثال، كما أن أكثر الناس عرضة لهذه الإصابات هم ممن بلغوا الخمسين من العمر.
من جانبه أشار الدكتور مصطفى الخليل- استشاري أول ورئيس لجنة أورام الرأس والرقبة في مؤسسة حمد الطبية- إلى أن أعراض الإصابة تختلف باختلاف موقع الخلايا السرطانية في الرأس أو الرقبة ، وقال: " يمكن أن تشمل أعراض الإصابة بسرطان الرأس والرقبة ظهور أورام أو تقرحات مؤلمة لا تلتئم في الفم، وكذلك الصعوبة في البلع والتغيّر في الصوت، وفي بعض الحالات تظهر بعض الأعراض المبكّرة على الإصابة بسرطان الرأس والرقبة مما يزيد من فرص الكشف المبكر عن المرض وبالتالي علاجه بفعالية، ولكن ما يؤسف له أن معظم هذه الأمراض السرطانية لا يتم تشخيصها إلا في مرحلة متأخرة مما يزيد من صعوبه معالجتها".
وأضاف الدكتور مصطفى الخليل: " أن ما يزيد على 60% من حالات الإصابة بسرطان الرأس والرقبة والتي وردت بياناتها في السجل الوطني للسرطان في قطر للعام 2015 قد تم تشخيصها في مراحل متأخرة من المرض وأن معظم من أصيبوا بهذه الأمراض تراوحت أعمارهم بين 45 و 49 عاماً، ويرجع السبب في ذلك إلى مرور فترات زمنية طويلة دون ظهور أية أعراض دالّة على الإصابة بالمرض، وكذلك عدم مبادرة المرضى إلى طلب العناية الطبية ، وفي حال طلبهم للعناية الطبية فإن ذلك يكون بعد استفحال المرض".
يذكر أن من بين العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة التدخين واستهلاك المشروبات الكحولية والتعرّض لعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، كما قد يكون للعوامل البيئية والوراثية والوظيفية دور في زيادة فرص الإصابة بالمرض.
وبدوره أشار الدكتور الحارث الخاطر- نائب المدير الطبي في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان- إلى أهمية الوقاية و الكشف المبكر عن المرض في تحقيق الرفاه الصحي للجميع، وقال:" كما هي الحال مع الأمراض السرطانية الأخرى فإن فرص النجاة والشفاء من أورام الرأس والرقبة تزداد كلّما كان التشخيص صحيحاً وفي وقت مبكّر، كما إن استخدام الأساليب الجراحية المتقدمة والعلاج الإشعاعي والكيماوي يساعد إلى حدّ كبير في تحسين الأوضاع الصحية للمرضى ، إلا أن الوقاية من الإصابة تظلّ دائماً أفضل وسيلة للتصدّي لهذا المرض، ويتعيّن على المرضى الذين يستخدمون مشتقات التبغ والكحول الإقلاع عن ذلك للتقليل من مخاطر تعرّضهم للإصابة بسرطان الرأس والرقبة".
ويعتبر شهر إبريل شهر التوعية بأورام الرأس والرقبة، وتقوم الكوادر الطبية والتمريضية من مختلف بقاع العالم بإحياء هذا الشهر من خلال رفع مستوى وعي الجمهور وتعميق فهمه لهذا المرض، وتنتهز مؤسسة حمد الطبية بصفتها المزوّد الرئيسي للرعاية الصحية في دولة قطر هذه المناسبة لرفع مستوى وعي الجمهور بسرطان الرأس والرقبة والأورام السرطانية بشكل عام وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من الإصابة بهذا المرض والمبادرة إلى إجراء الفحوصات اللازمة بهدف الكشف المبكّر عن المرض وإلى أهمية تبنّي أنماط حياتية صحية نشطة كاستراتيجية تهدف إلى التقليل من فرص الإصابة بالأمراض السرطانية.