نظم قسم العلاج الطبيعي والليمفوديما بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية، حملة توعوية للمرضى والزائرين حول مرض الليمفوديما وأهم الممارسات للحد من خطر الإصابة به، وذلك يوم 28 مارس الماضي بالمدخل الرئيسي بالمركز.
ومن جانبه عرَّف السيد/ محمد شافي- رئيس قسم العلاج الطبيعي والليمفوديما بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان- الليمفوديما بأنها تجمع غير طبيعي للسائل الليمفاوي الغني بالبروتين في أجزاء مختلفة من الجسم والذي يؤدي غالباً إلى التهاب مزمن وينتج عنه تليفات في الأجزاء المصابة، ويعد القسم هو الوحيد الذي يعالج حالات الإصابة بالليمفوديما في دولة قطر، منذ أن تم افتتاحه عام 2013م؛ حيث يستقبل جميع الحالات المحوَّلة من مختلف مستشفيات مؤسسة حمد الطبية وكذلك المراكز الصحية، فضلاً عن استقبال بعض المرضى من خارج البلاد، ويتم توفير العلاج اللازم لهذه الحالات وفق أحدث تقنيات العلاج وعلى أيدي أمهر الاختصاصيين المدربين بالخارج.
و الإصابة بالليمفوديما قد تكون مشكلة وراثية تظهر عند المواليد نتيجة إصابتهم بخلل في الجهاز الليمفاوي وقد تظهر الإصابة بعد سنوات متقدمة من العمر، ويظهر التورم في الأطراف، الوجه، الثدي، الأعضاء التناسلية حسب الجزء المصاب أو المتواجد به الخلل، أو نتيجة الإصابة بالسرطان والتعرض للعلاج الإشعاعي الذي يؤدي أيضا إلى حدوث خلل بالجهاز الليمفاوي.
ومع زيادة الوعي لدى الأطباء وارتفاع مستوى التشخيص ازدادت عدد حالات الإصابة التي تم تشخيصها بمرض الليمفوديما خلال العام الماضي 2017م- حسب السيد شافي- بنسبة 76 بالمئة لتصل إلى حوالي 341 حالة بواقع 305 سيدة و36 رجل؛ حيث تعد السيدات أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بسبب معدلات الإصابة بسرطان الثدي مقارنةً بعام 2016م حيث كانت تقدر حالات المرضى بحوالي 194 حالة، وأغلب المرضى الذين يستقبلهم القسم يتم تحويلهم من المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، يليه قسم جراحة الأوعية الدموية، وساعدت هذه الخدمة على توفير عناء السفر للخارج لكثير من المرضى.
وبدوره حذر السيد عماد بشير - اختصاصي العلاج الطبيعي والتورم الليمفاوي بمؤسسة حمد الطبية- من إهمال مرض الليمفوديما تجنباً لتفاقم الحالة، والوصول لمرحلة متأخرة بوظائف الجهاز الليمفاوي؛ الذي يقوم بعدة وظائف أهمها؛ نقل المياه، البروتين والجزيئات الكبيرة بين خلايا الجسم إلى الجهاز الدوري، امتصاص ونقل الخلايا الدهنية بالأمعاء، ويعمل على دعم الجهاز المناعي لجسم الإنسان.
ونبّه السيد بشير إلى ضرورة الانتباه للأعراض المصاحبة لليمفوديما التي تبدأ في الظهور ببطء وتستمر في الزيادة؛ حيث تظهر عادةً في الأطراف، وتربع أصابع القدم، انتفاخ ظهر القدم، اختفاء شكل وثنيات الكعب، التعرض للالتهابات الجلدية، حدوث تورم بالطرف السفلي ويصاحبه تغيرات بالجلد.
وتتمثل طرق علاج مرض الليمفوديما كما يقول عماد بشير في العلاج الشامل المزيل للاحتقان، وهو العلاج الأكثر نجاحاً عن طريق التصريف اليدوي للسائل الليمفاوي وتوجيهه للغدد السليمة بالجسم، واستخدام الجوارب أو الأربطة الضاغطة للحد من فرصة تورم السائل مرةً أخرى، ويتم توعية وتثقيف المرضى وأسرهم حول العناية الذاتية حتى يصبح المريض قادراً على العناية بالطرف المصاب قدر الإمكان، وبالتالي يتحسن مستوى حياته.
وتساعد الأربطة الضاغطة على تقليل معدل الترشح، وتزيد من كفاءة التصريف عن طريق حركة المفاصل والعضلات، كما تمنع تجمع السائل الليمفاوي مرة أخرى بعد تصريفه إلى جانب إزالة التليفات بالأنسجة المصابة.