أكدت الدكتورة صالحة بو جسوم –استشاري أول بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان–أن شهر التوعية بسرطان الثدي يمثل فرصة مناسبة لتذكير جميع النساء بأهمية إجراء فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الثدي بصورة منتظمة بدءاً من عمر 45 عاماً، حيث يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان التي تصيب النساء حول العالم، وتشير الإحصاءات إلى أن واحدة من كل ثمانية نساء تقريباً تتعرض خلال مرحلة ما من حياتها للإصابة بسرطان الثدي.
وأشارت الدكتورة بو جسوم – وهي أيضاً مدير برنامج الفحص الوراثي للكشف المبكر عن السرطان– إلى وجود العديد من العوامل الوراثية والبيئية والعوامل المرتبطة بنمط الحياة اليومية التي تزيد من خطر تعرّض النساء للإصابة بسرطان الثدي. وأضافت أن فريق برنامج الفحص الوراثي للكشف المبكر وتقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان قد قام بتقييم أكثر من 800 حالة في العام الماضي، مشيرةً إلى أن هذه الخدمة تتيح للنساء التعرّف على مستوى خطر تعرضهن للإصابة بالسرطان من خلال تقييم عدد من العوامل المختلفة، بما في ذلك العمر والتاريخ الصحي للمريضة والعوامل الوراثية ووجود تاريخ للإصابة بالسرطان بين أفراد الأسرة. وأضافت الدكتورة صالحة بو جسوم أن برنامج الفحص الوراثي للكشف المبكر وتقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي يقدم خدمات الاستشارات والفحوصات الجينية للنساء اللاتي يُعتقد بأنهن أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان بسبب وجود عوامل وراثية كوجود تاريخ مرضي للإصابة بالسرطان لدى المريضة نفسها أو لدى أفراد أسرتها.
وأردفت الدكتورة بو جسوم بقولها: "تساعد الاستشارات والفحوصات الجينية بشكل كبير النساء اللاتي يوجد بين أفراد أسرهن تاريخ بارز للإصابة بسرطان الثدي، حيث يقوم مستشار متخصص في الجينات الوراثية بتقييم فرص تعرَض الشخص للإصابة بالسرطان".
وأشارت الدكتورة صالحة بو جسوم إلى أن برنامج الفحص الوراثي للكشف المبكر عن السرطان يُعد الأول من نوعه بالمنطقة، حيث يتم إجراء الفحوصات الجينية في مختبر التشخيص الجزيئي، كما يتم إرسال بعض العيّنات للخارج لإجراء بعض الفحوصات اللازمة لها. وبناءً على نتائج التقييم ومستوى خطر التعرّض للسرطان، تُعرض على المريضة الخيارات المتاحة للإجراءات الوقائية المختلفة والتي تهدف إلى الحدّ من إمكانية تعرّضها للإصابة بسرطان الثدي أو بأي من أنواع السرطان الأخرى.
بدورها قالت الدكتورة ريم جواد السليمان، مستشارة الجينات الوراثية بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان: " يعمل أعضاء فريقنا متعدد التخصصات المكوّن من مستشاري جينات وراثية وأطباء أورام وأطباء جراحة واختصاصيين نفسيين معاً لوضع أفضل خطة علاجية ممكنة لكل مريض. وبعد الانتهاء من تقييم الحالة، يناقش أعضاء الفريق مع المريض الاستراتيجيات المتاحة للحدّ من خطر الإصابة بالسرطان، حيث تتضمن هذه الاستراتيجيات الجراحة الوقائية والعلاج الكيماوي الوقائي (استخدام أدوية تساعد على الوقاية من السرطان أو الحدّ من خطر الإصابة به) وغيرها من الإجراءات التي تساعد على تقليل فرص الإصابة بالسرطان".
يُعد برنامج الفحص الوراثي للكشف المبكر عن السرطان مثالاً على العمل التعاوني بين أعضاء الفرق متعددة التخصصات والذي يهدف إلى تحقيق التميّز في مجال علاج السرطان من خلال توفير الخدمات الوقائية واعتماد منهجيات الطب الدقيق (الطب الشخصي أي تخصيص الرعاية الصحية بحيث يتم تفصيل القرارات والممارسات والمنتجات الطبية خصيصاً لتلائم المريض)، كما يدعم البرنامج الإطار الوطني لمكافحة السرطان 2017-2022 والذي تم إطلاقه تحت شعار "تحقيق التميّز في رعاية مرضى السرطان: رؤية لعام 2022". يُعد هذا البرنامج هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وقد ساعد على وضع مؤسسة حمد الطبية ضمن الروّاد في مجال الرعاية المتمحورة حول المريض والأسرة.
واختمت الدكتورة صالحة بو جسوم حديثها بالقول: " بالإضافة إلى دورنا كمتخصصين في علاج السرطان والاستشارات الوراثية، فإننا نعمل على رفع الوعي بالعوامل الوراثية المرتبطة بالإصابة بسرطان الثدي وأنواع السرطان الأخرى. ويتمثل هدفنا الرئيسي من هذه الجهود في توفير خدمات تقييم متخصصة ومساعدة المرضى الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان على التعامل الأمثل مع هذا الخطر".