شارك أعضاء من فريق التبرّع بالخلايا الجذعية في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية في مؤتمر أكاديمية الدوحة الدولية للتبرع بالأعضاء الذي عقد في الدوحة مؤخراً حيث أتيحت الفرصة للأعضاء المشاركين لإبراز الإنجازات التي تم تحقيقها ضمن برنامج خدمات التبرع بالخلايا الجذعية في المركز الحائز على الإعتراف الدولي في هذا المجال.
وكان برنامج خدمات التبرع بالأعضاء في مؤسسة حمد الطبية قد قام بتنظيم هذا المؤتمر بمناسبة مرور 30 عاماً على بداية العمليات الجراحية الآمنة لزرع الأعضاء في قطر وتأكيداً على الدور البنّاء للمرضى الذين آثروا إجراء عمليات زرع الأعضاء لديهم في قطر على إجرائها في الخارج.
تجدر الإشارة إلى أن فريق التبرّع بالخلايا الجذعية في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان كان قد قدّم العديد من الإسهامات في المنتدى الأول للتبرّع بالخلايا الجذعية الذي عقد في ختام مؤتمر أكاديمية الدوحة الدولية للتبرع بالأعضاء للعام 2017 حيث تضمّن المنتدى عرضاً لآخر المستجدات حول برنامجي زرع الخلايا الجذعية (زرع الخلايا الجذعية المستأصلة من المريض نفسه، و زرع الخلايا الجذعية المستأصلة من متبرّع) اللذين تم إطلاقهما عامي 2015 و 2017 على الترتيب وقامت بتقديم العرض الدكتورة ربى طه ؛ نيابةً عن البروفيسور كارل ألكساندر كنوث ، الرئيس التنفيذي والمدير الطبي للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان.
وفي كلمة له حول المؤتمر قال البروفيسور كنوث:" لقد سرّنا أن حظينا بشرف استضافة المنتدى الأول للتبرّع بالخلايا الجذعية والذي أتيحت لنا من خلاله الفرصة لرفع مستوى الوعي بأهمية التبرّع بالخلايا الجذعية وعرض ما حققناه من إنجازات في هذا المضمار في قطر، والتواصل مع الزملاء والروّاد العالميين في مجال زرع الأعضاء" .
وأضاف البروفيسور كنوث:" يأتي هذا المؤتمر ليبني على النجاح الذي تحقق بإجراء أول عملية زراعة خلايا جذعية من متبرّع في قطر العام الماضي حيث قام فريق متعدد التخصصات الطبية من المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بإجراء عملية زراعة خلايا جذعية من متبرّع لمريضة مصابة بنوع خطير من أنواع سرطان الدم تبلغ من العمر 34 عاماً.
وقد تركّزت المحاضرة الرئيسية في المؤتمر والتي كانت بعنوان " إنقاذ الحياة عن طريق التبرّع بالخلايا الجذعية" حول التشجيع على هذا النوع من التبرّع، وخلال عرض تقديمي قدّمه مشاركون من كل من كلية وايل كورنيل للطب – قطر، وبرنامج قطر للتبرع بالأعضاء، و المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، ومعهد حمد بن خليفة للبحوث التطبيقية، وحدة التجارب الطبية السرطانية، وخدمات نقل الدم، تمّ التأكيد على أهمية دور التبرّع بالخلايا الجذعية والأبحاث المتصلة بها.
الجدير بالذكر أن فريق التبرّع بالخلايا الجذعية في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان كان قد تلقّى العام الماضي دعوات للمشاركة في كل من مؤتمر زرع الدم والنخاع العظمي للدول الآسيوية المطلّة على المحيط الهادى الذي عقد في طهران والمؤتمر السنوي للرابطة العالمية للتبرّع بالنخاع العظمي الذي عقد في مينيابوليس بالولايات المتحدة الأمريكية.
يعتبر برنامج التبرع بالخلايا الجذعية وزرعها لدى المرضى في قطر أحد البرامج العلاجية الجديدة التي تمّ تأسيسها من قبل المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية، ويهدف هذا البرنامج الى تعزيز الوعي بأهمية التبرّع بالخلايا الجذعية، وزيادة عدد المتبرعين بالخلايا الجذعية البشرية لتوفير المستضدات العلاجية لكريات الدم البيضاء وإجراء عمليات المطابقة بين الخلايا المتبرّع بها وخلايا مرضى سرطان الدم وصولاً إلى زرع هذه الخلايا لدى هؤلاء المرضى وإنقاذ حياتهم.
كما يهدف هذا البرنامج الذي تبنّته مؤسسة حمد الطبية ضمن جهودها الرامية لعلاج مرضى سرطان الدم إلى دعم سجلّ التبرع بالخلايا الجذعية والعمل على رفع مستوى الوعي لدى المجتمع بأهمية التبرّع بالخلايا الجذعية والأثر العلاجي لعمليات زرع هذه الخلايا لدى المرضى باعتبار أن هذا البرنامج العلاجي سيلاقي رواجاً كبيراً على صعيد المنطقة والعالم كونه يجمع بين جودة الرعاية الصحية المقدّمة للمرضى ورقيّ القواعد والمثل الأخلاقية المتصلة بالتبرع بالأعضاء والأنسجة فضلاً عن جدوى هذا النوع من العلاج من الناحية الإقتصادية.