الدوحة، 9 مارس 2019: يواصل مركز جراحة الرأس والرقبة بمؤسسة حمد الطبية نجاحاته في إزالة الأورام السرطانية والحميدة؛ حيث نجح الفريق الطبي بالمركز مؤخراً في إجراء جراحة دقيقة ومعقدة لإزالة ورم سرطاني في المرحلة الثالثة من لسان وفك مريض مصري في الأربعين من عمره، وإجراء الترميم اللازم للمنطقة بعد إزالة الورم، واستغرق وقت إجراء العملية حوالي 10 ساعات متواصلة.
ومن جانبه أكد الدكتور مصطفى الخليل- مدير مركز جراحات الرأس والرقبة بمستشفى الرميلة التابع لمؤسسة حمد الطبية- أنه بعد استقبال حالة المريض بالمركز وإجراء الفحوصات والأشعة اللازمة وتحليل العينات ومناقشة الحالة مع الفريق الطبي تم اتخاذ قرار الجراحة بشكل سريع، وخلال أسبوع من التشخيص تم إجراء العملية الجراحية وإزالة الورم، تجنباً لانتشاره وامتداده لمنطقة العنق؛ حيث يتميز هذا النوع من الأورام بسرعة الانتشار، وبفضل الله تم إجراء العملية بنسبة نجاح تصل إلى 99 بالمئة على أيدي فريق طبي عالي الكفاءة وذي خبرة طويلة في مجال الأورام يضم 4 جراحين وطاقم تمريضي بالإضافة إلى استشاري التخدير، وبعد نجاح العملية الجراحية خضع المريض لجلسات العلاج الإشعاعي على مدار شهر كامل بواقع 30 جلسة.
تحسنت حالة المريض بعد نجاح العملية الجراحية، وبدأت حالته تتحسن مع مرور الوقت واستطاع العودة إلى حياته الطبيعية بشكل تدريجي، بعد الخضوع لبرنامج تأهيلي وعلاجي؛ حيث أصبح قادراً على التحدث وبلع الطعام بعد حوالي 10 أيام من إجراء العملية.
يقول المريض أحمد همام: " بدأت قصتي منذ حوالي عام ونصف العام عندما أصبت بتقرحات في اللسان ، ولكن عندما بدأت أشعر بآلام في الفك توجهت للمركز الصحي وتم تحويلي إلى مستشفى الوكرة، وعندما قابلت الطبيب لم يطمئن لوضع لساني وقام بتحويلي على الفور لمركز جراحات الرأس والرقبة، وفي الموعد المحدد قابلت الدكتور مصطفى الخليل الذي طلب إجراء كافة التحاليل والفحوصات وأخذ عينة لتحليلها، وخلال موعدي الجديد شرح لي الطبيب طبيعة الحالة الأمر الذي كان بمثابة صدمة كبيرة لي ولوالدتي التي كانت ترافقني، ولكن سرعان ما احتوى الدكتور مصطفى الموقف وطمأنني على حالتي، مؤكداً أن العملية الجراحية هي الحل الأمثل لإنقاذ حياتي ومنع انتشار الورم للعنق، وتم تحديد موعد سريع خلال أسبوع واحد فقط لإجراء العملية".
واستطرد همام قائلاً: " بفضل الله والفريق الطبي المتميز بمؤسسة حمد الطبية تم إجراء الجراحة بنجاح بمستشفى حمد العام، واستطعت النطق بعد 10 أيام من إجراء الجراحة وبعد حوالي شهر تمكنت من العودة لممارسة شؤوني الحياتية بشكل طبيعي، وأستعد للعودة لممارسة مهنتي كمحامي مرةً أخرى، لذا أتقدم بالشكر لدولة قطر، ومؤسسة حمد الطبية على الرعاية الطبية عالية الجودة التي تلقيتها بمختلف المرافق التي توجهت إليها، على أيدي فريق طبي ذي كفاءة عالية، فضلاً عن تقديم الدعم النفسي لي ولأسرتي ".
ومن جانبه أوضح الدكتور الخليل قائلاً: " يوجد لدينا بالمركز بورد خاص مكون من 12 تخصصاً لتشخيص وعلاج أورام الرأس والرقبة، يضم تخصصات متعددة مثل الجراحة، الأورام، التغذية، وإعادة التأهيل وغيرها، وخلال الاجتماع الأسبوعي يتم مناقشة كافة الحالات التي تم تشخيصها من خلال أعضاء الفريق الطبي واتخاذ القرار العلاجي المناسب لكل حالة على حدة، وخلال أسبوعين فقط يتم البدء في العلاج أو إجراء العملية الجراحية حسب احتياجات الحالة، ويعد هذا البروتوكول العلاجي من أفضل البروتوكولات على مستوى العالم، مقارنة بما هو متبع في بعض دول أوروبا وأمريكا التي يتم بدء العلاج فيها بعد شهرين من تشخيص الحالة؛ حيث تحرص إدارة مؤسسة حمد الطبية على التطوير والتحديث المستمر في الخدمات من أجل تقديم أفضل رعاية صحية حانية وآمنة وفعالة لكل المرضى.
وأضاف الدكتور الخليل قائلاً: " مركز جراحات الرأس والرقبة يستقبل الحالات من مختلف مرافق الرعاية الصحية بدولة قطر وأقسام مؤسسة حمد الطبية، ويختص المركز بعلاج حالات الأورام السرطانية المتقدمة إلى جانب حالات الحوادث، وتشمل أورام الرأس والرقبة؛ الأورام التي تصيب منطقة ما فوق الترقوة، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي سرطان تجويف الفم ، سرطان الأنف والحنجرة، وسرطان الأنف والبلعوم، ويتم استخدام أحدث أساليب التشخيص والعلاج ، ويقدر عدد الجراحات المتقدمة التي يجريها المركز بحوالي 600 حالة سنوياًّ؛ تمثل حالات الأورام 30 في المئة من تلك الحالات أي بواقع 200 حالة أورام بالرأس والرقبة سنوياً، ما بين أورام حميدة وأخرى سرطانية.
وشدد الدكتور الخليل على أهمية التشخيص المبكر لحالات الإصابة بسرطان الرأس والرقبة، لتسهيل العلاج وسرعة الشفاء، ونصح بضرورة الانتباه للأعراض التي قد تشير إلى أورام في منطقتي الرأس والرقبة، مثل وجود جرح لا يلتئم لمدة أسبوعين أو أكثر، تورم في العنق والرأس يستمر لمدة أسبوعين أيضاً، أو وجود صعوبة في البلع تظهر بشكل مفاجئ وتستمر لمدة ودون أي سبب طبي مما قد يشير لوجود ورم بالرقبة وكذلك الانتباه لأي تغير مفاجئ في طبقة الصوت دون وجود سبب مع استمراره لفترة من الزمن.