الدوحة، 10 نوفمبر 2019: تمكّن فريق متعدد التخصصات الطبية في وحدة زراعة النخاع العظمي بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية من إجراء 53 عملية لزراعة خلايا جذعية ذاتية المصدر منذ العام 2015 إضافة إلى 12 عملية لزراعة خلايا جذعية من متبرعين منذ العام 2017 تكللت جميعها بالنجاح.
وأشار الدكتور /جاويد جازيف_ رئيس برنامج زراعة النخاع العظمي بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان_ إلى أن نجاح هذه العمليات المعقّدة يعتبر إنجازاً عظيماً بالنسبة لمؤسسة حمد الطبية ودولة قطر لأن العمليات التي أجريت في قطر تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة من حيث نسبة النجاح، وقال:" زراعة الخلايا الجذعية الطرفية هي نوع من زراعة النخاع العظمي المنتج للدم ويلجأ الأطباء إلى إجراء هذه العمليات كخيار علاجي للعديد من أمراض الدم الخبيثة وغير الخبيثة، ويعتبر هذا الخيار من أكثر الأساليب العلاجية فعالية فضلاً عن كونه الخيار الوحيد لعلاج بعض سرطانات الدم، ويتم عادة في هذا النوع من العمليات استبدال نخاع عظمي تالف بخلايا جذعية لنخاع عظمي سليم وبالتالي يصبح جسم المريض قادراً على إنتاج الدم وتعود وظائف نظام المناعة الذاتية إلى العمل بصورة طبيعية".
يذكر أن زراعة الخلايا الجذعية المتنحية المصدر( من متبرع) تتطلّب الحصول على هذه الخلايا من شخص صحيح الجسم (المتبرّع) ونقلها إلى المريض (المتلقي أو المستقبِل) وذلك بعد سلسلة من الإجراءات العلاجية الكيماوية والإشعاعية المكثفة ، وتهدف هذه العمليات إلى استئصال الخلايا السرطانية من الجسم وإعادة المناعة الذاتية إلى طبيعتها، أما زراعة الخلايا الجذعية ذاتية المصدر فهي تتمثل في الحصول على خلايا جذعية من جزء سليم من جسم المريض نفسه وإعادة زرعها في جزء مصاب من جسمه.
وكان كلّ من المرضى الإثني عشر الذين أجريت لهم عمليات زرع الخلايا الجذعية قد خضعوا لنظام علاجي مكثّف تضمّن العلاج الكيماوي، والعلاج الإشعاعي تهدف إلى التخلص من أكبر عدد ممكن من الخلايا السرطانية أو المصابة ، كما أجريت لهم عدة فحوصات لتقييم ملاءمتهم للعلاج بعمليات زراعة الخلايا الجذعية.
وفي إشارة إلى تعقيد عملية زراعة الخلايا الجذعية والوقت الذي يحتاجه الجسم لإعادة نظام المناعة الذاتية إلى طبيعته والمراقبة اللصيقة للمريض للحيلولة دون تعرّضه للمضاعفات الناجمة عن هذه العملية قال الدكتور/ جازيف:"عملية زراعة الخلايا الجذعية أسلوب علاجي معقّد يسهم في إنقاذ حياة المرضى المصابين بسرطان الدم والاضطرابات الدموية الوراثية غير الخبيثة مثل مرض الخلايا المنجلية والثلاسيميا، وعلى الرغم من أن العلاج بهذا الأسلوب يحتاج إلى الكثير من الدراسة والبحث إلا أننا تمكنّا من إحراز نتائج علاجية مبهرة ويعتبر نجاح مؤسسة حمد الطبية في عملية زراعة للخلايا الجذعية للمرضى الخمسة والستين إنجازاً كبيراً بحد ذاته".
ويضيف/ الدكتور جازيف: "تعتبر زراعة النخاع العظمي من التخصصات الطبية الأكثر تعقيداً على صعيد العالم ويعدّ هذا الخيار العلاجي الأكثر تقدّماً من بين خدمات الرعاية الصحية التي يقدمها المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان على وجه الخصوص و مؤسسة حمد الطبية عموماً وهو ما يتوافق وينسجم مع ما ورد في الاستراتيجية الوطنية للسرطان 2011، وقد استثمر الكثير من الموارد والجهد في كوادر الرعاية الصحية من أطباء جرّاحين، و اختصاصيي نقل الدم، و اختصاصيي مختبرات، و اختصاصيي مختبرات تجهيز الخلايا الجذعية، و كوادر تمريضية متخصصة، من أجل الوصول إلى ما وصلنا إليه من مستوى متميّز في معالجة مرضانا من خلال زراعة الخلايا الجذعية للنخاع العظمي".