شهدت عيادة الكشف عن المورثات السرطانية عالية المخاطر في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية تزايداً في أعداد المراجعين لها منذ افتتاحها في العام 2013.
وتقدم هذه العيادة التي تعتبر جزءاً من برنامج طب الجينوميات (المورثات) البشرية في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان خدمات الاستشارات والفحوصات الوراثية للأفراد الذين يتخوّفون من خطر الإصابة بالسرطان بسبب التاريخ العائلي الذي يبين وقوع الإصابات بالأمراض السرطانية لدى أفراد العائلة ، ويعتبر هذا البرنامج الأول من نوعه في المنطقة حيث تمّ تأسيسه بهدف تقديم الرعاية للأشخاص الذين تكون مخاطر الإصابة بالأمراض السرطانية لأسباب وراثية لديهم عالية، ويشرف على تطبيق وتشغيل هذا البرنامج فريق متعدد التخصصات الطبية في مجالات الأورام السرطانية، والإستشارات الوراثية، وأخصائيي المختبرات الجينية الجزيئية، بالإضافة الى شراكات مع عدد من المختبرات الدولية المتخصصة في الأبحاث والتحاليل الوراثية.
ومنذ افتتاحها في العام 2013 قام العاملون في عيادة الكشف عن المورثات السرطانية عالية المخاطر بفحص وتقييم ما يزيد على 2500 حالة للكشف عن الأمراض السرطانية وقد تمّ تشخيص أمراض سرطانية لدى حوالي 60% من مجموع هذه الحالات.
وفي إشارة الى أهداف عيادة الكشف عن المورثات السرطانية عالية المخاطر والدور الذي تؤديه هذه العيادة المتعددة التخصصات في الكشف عن الأمراض السرطانية، قالت الدكتورة صالحة بوجسوم، استشاري أول أورام سرطانية ورئيس برنامج الكشف عن الأمراض السرطانية الوراثية عالية المخاطر في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان:" تهدف هذه العيادة الى تحديد المرضى المعرّضين للإصابة بالأمراض السرطانية نتيجة للتاريخ المرضي العائلي لديهم وغير ذلك من الأسباب الكامنة، ونظراً للتقدّم الذي تمّ إحرازه في مجال طب الجينوميات (المورثات) البشرية والمستوى العالي من الدقّة الذي تحقق في هذا الميدان أصبح برنامج طب الجينوميات (المورثات) البشرية جزءاً محورياً من الخدمات المقدّمة للمرضى وأفراد أسرهم في دولة قطر، ولم يقتصر دور هذا البرنامج الذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط على تمكين مؤسسة حمد الطبية من تبوّء مركز الصدارة في تقديم خدمات الرعاية الصحية التي تتمحور حول المريض بل تجاوز ذلك الى تحقيق نجاحات جعلت منه مثالاً يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط".
وأضافت الدكتورة صالحة بوجسوم:" بالإضافة الى تقديم الرعاية الصحية المباشرة للمرضى، يوفّر البرنامج للأطباء والكوادر الطبية الأخرى الإرشادات التوجيهية والنشاطات التعليمية والتدريبية حول الأمراض السرطانية الناجمة عن أسباب وراثية، ومن هذه النشاطات الإجتماعات التعليمية الدورية والمشاريع البحثية التي تتناول مختلف الجزانب المرتبطة بالأمراض السرطانية".
من جانبها أوضحت الدكتورة /ريم السليمان، خبيرة العلوم الوراثية، أن برنامج طب الجينوميات (المورثات) البشرية كان يركّز في بداياته على مريضات سرطان الثدي وسرطان المبيض وأنه قد تمّ توسيع نطاق خدمات هذا البرنامج فيما بعد ليشمل المرضى الذين تكون لديهم مخاطر عالية للإصابة بأنواع أخرى من السرطان بما في ذلك تلك الناجمة عن أسباب وراثية مثل الأمراض السرطانية التي تصيب الجهاز الهضمي، والغدد الصمّاء، والجهاز التناسلي لدى النساء، والمسالك البولية، والدورة الدموية، بالإضافة الى عدد من الأمراض السرطانية النادرة.
يذكر أن مبادرة المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان قد استرعت اهتمام الأوساط العلمية الطبية العالمية عندما تمّ في نهاية العام الماضي نشر بحث علمي حول البرنامج القطري لطب الجينوميات (المورثات) البشرية في واحدة من أشهر الدوريات العلمية في مجال المورثات الجزيئية وطب الجينوم (Molecular Genetics and Genomics Medicine Journal).