• 25/11/2018
    صرح البروفيسور عبد البديع أبو سمرة- مدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض ورئيس إدارة الطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية- أن المعهد استقبل منذ تأسيسه في شهر مايو 2016 وحتى الآن ما يزيد عن 7800 مريض يعانون من السمنة والسكري، تم تحويلهم من مختلف مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات والمراكز الطبية الخاصة والأقسام المختلفة بمؤسسة حمد الطبية، وتتراوح أعمار المرضى بين 11 و77 عاماً، وأغلبهم من فئة النساء بنسبة تصل إلى 72 بالمئة من إجمالي الحالات التي تم استقبالها، ويرجع ذلك غالباً لانتشار نسبة السمنة لدى النساء بشكل أكبر عن الرجال.

    يساهم المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض منذ تأسيسه بموجب شراكة فريدة تضم نخبة من المؤسسات الرائدة في مجال التعليم والبحوث والممارسات الإكلينيكية في تحفيز سلسلة من التطويرات والتحسينات في مجال رعاية السكري، وأمراض التمثيل الغذائي من خلال إجراء بحوث على قدرٍ عالٍ من الجودة وتطوير علاجات جديدة للمرضى.

    واستطرد البروفيسور أبو سمرة  قائلاً: "يضم المعهد 4 أقسام هي؛  قسم ما قبل وما بعد الجراحة الذي يضم 10 عيادات أسبوعياً،  قسم التغذية ؛ وقسم العلاج الطبيعي بواقع 4 عيادات أسبوعياً لكل قسم منهما، قسم التحكم بالوزن بواقع 15 عيادة أسبوعياً والتي تستقبل أكبر عدد من المرضى بنسبة تقدر بحوالي 49 بالمئة من إجمالي عدد المرضى الذين يستقبلهم المعهد".

    وأضاف البروفيسور أبو سمرة أنه يجري حالياً  بذل أقصى الجهود بالمعهد من أجل العمل على تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السكري في قطر 2016-2022 التي تهدف إلى نشر التوعية حول مرض السكري وتمكين أفراد المجتمع من تحسين أوضاعهم الصحية ومساندة اختصاصيي الرعاية الصحية لتوفير مسارات علاجية وأنماط جديدة من الرعاية المبنية على أحدث الأدلة والدراسات العلمية المتطورة.

    وبدوره يقدم المركز الوطني لعلاج السمنة التابع للمعهد خدمات متخصصة لعلاج السمنة ومساعدة المرضى على الوصول لوزن صحي والمحافظة عليه، حيث تُعد السمنة أحد العوامل الرئيسية المؤدية إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. ويقدم المركز خدمات الرعاية لمرضى السمنة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني أو أحد الأمراض الأخرى المرتبطة بالسمنة. 

    ويتبع الأطباء والمختصون العاملون بالمعهد سياسة علاجية متميزة تعتمد على إدارة عملية علاج مريض السمنة بشكل عام من خلال إنقاص الوزن بطرق غير جراحية؛ حيث يتم تقديم رعاية خاصة لكل مريض بما يتناسب مع احتياجاته الصحية لتغيير سلوكيات المرضى وتغيير نمط حياتهم وتقديم الدعم النفسي ووصف الأدوية التي تساعد على سد الشهية وإنقاص الوزن، حتى أنه يتم التواصل مع الأطباء المعالجين لبعض المرضى مثل مرضى الاكتئاب من أجل تغيير بعض الأدوية التي يتناولها المريض واستبدالها بأدوية أخرى لا تساعد على زيادة الوزن.

    وبحسب التقديرات فإن حوالي ما يقرب من 70 في المئة من السكان مصابين بالسمنة أو زيادة الوزن، وهو ما يؤكد على أهمية توفير أفضل رعاية للوقاية من الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن. 
    وبدورها قالت الدكتورة بثينة إبراهيم- استشاري أول بإدارة الطب الباطني/ الغدد الصماء بمؤسسة حمد الطبية- " إن المعهد ساهم في تطوير المسارات العلاجية للتحكم بمرض السكري والسمنة مما يسهل وصول المريض إلى خدمات الرعاية اللازمة له والاستفادة منها إلى أقصى حد، وذلك على أيدي فريق متعدد التخصصات".

    وأكدت الدكتورة بثينة على أن المختصين بالمركز الوطني لعلاج السمنة يعملون من أجل تشجيع مرضى السمنة وتحقيق الهدف الرئيسي في تقليل أوزانهم بنسبة تصل إلى 10 بالمئة خلال مدة أقصاها ستة أشهر دون اللجوء لأي إجراء جراحي الأمر الذي يؤدي بدوره إلى خفض نسبة الإصابة بالسكري والضغط والتهاب المفاصل، وتقدر نسبة استجابة المرضى بحوالي 70 بالمئة، ويتم ذلك من خلال برنامج علاجي متكامل يعتمد على التغذية العلاجية بشكل أساسي وإيجاد بدائل أكثر صحة، وتقليل كمية الطعام بالإضافة إلى زيادة النشاط البدني.
    وأشارت الدكتورة بثينة إلى أنه يجري العمل حالياً بالمعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض على إجراء العديد من الأبحاث والدراسات الخاصة بالسمنة التي تعني بتطوير أساليب العلاج المتبعة،  وإيجاد بدائل للغذاء والبروتين الذي يؤدي لتقليل الشهية، ومن المتوقع نشر نتائج هذه الأبحاث قريباً فور الانتهاء منها.