قدّم مركز قطر لإعادة التأهيل التابع لمؤسسة حمد الطبية رعاية بمستوى عالمي إلى المرضى خلال أكثر من 50,000 موعداً في العيادات الخارجية منذ افتتاح أولى عياداته في ديسمبر 2016.
وعلى امتداد العام 2017، استمرت مجموعة الخدمات التي تقدمها الفرق العاملة بمركز قطر لإعادة التأهيل في التوسع حيث تمّ تدشين وحدات المرضى الداخليين في مارس الماضي. وبحلول شهر نوفمبر، كانت العيادات الخارجية تستقبل كل شهر أكثر من 10,000 مراجعاً.
ويعتبر مركز قطر لإعادة التأهيل أكبر مستشفى متخصص في إعادة التأهيل بالمنطقة وهو يوفر خدمات الرعاية التأهيلية وفق أعلى مستويات الجودة والتقدم التكنولوجي من خلال منهجية تتمحور حول المريض. وقد أدى افتتاح هذا المركز إلى زيادة قدرات مؤسسة حمد الطبية بشكل بارز على تقديم الرعاية التأهيلية للمرضى الذين يتماثلون للشفاء من الإصابات المختلفة. وهذه التوسعة التي تدعمها مرافق إعادة التأهيل الأكثر تقدماً في المنطقة ستسهم في تيسير وصول المرضى إلى الرعاية التأهيلية التي يحتاجون إليها بسرعة أكبر.
وفي هذا الصدد، نوهت الدكتورة وفاء اليزيدي، رئيس مركز قطر لإعادة التأهيل بأهمية هذا المرفق قائلة: "نحن في مركز قطر لإعادة التأهيل نسهم في إحداث تغييرات إيجابية وفعلية في حياة مرضانا. فقد ارتفع عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في هذا المركز كل شهر على مدار العام تحت إشراف فرقنا المتخصصة بإعادة التأهيل التي استخدمت مرافق المستشفى المزودة بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الطب لتحقيق هدفنا الرئيسي والمتمثل في مساعدة مرضانا على بلوغ كامل إمكانياتهم واستعادة حياتهم الطبيعية قدر الإمكان."
ومن المرضى الكثر الذين استفادوا من الرعاية المتطورة التي يوفرها مركز قطر لإعادة التأهيل، نذكر السيد سعيد علي المري وهو مواطن قطري يبلغ من العمر 38 عاماً أصيب في شهر يونيو من العام الماضي بجروح خطيرة إثر تعرضه لحادث دراجة نارية في الولايات المتحدة. وقد نجم هذا الحادث عن اصطدام إحدى السيارات بالدراجة النارية التي كان يستقلها فأطاحت به وألقته أرضاً مما أدى إلى انزلاقه تحت شاحنة. بقي السيد المري في غيبوبة دامت 15 يوماً وعانى من كسور خطيرة في ذراعه ورجله وعدداً من الإصابات البليغة الأخرى.
وتحدث السيد المري عن معاناته قائلاً: "في ذلك الوقت، أخبرني الأطباء الذين كانوا يتابعوني في الولايات المتحدة أن ذراعي قد تعرضت لكسور بليغة من الصعب معالجتها ولهذا فقد يضطرون لبتر ذراعي. وبطبيعة الحال صعقت لدى سماعي هذا الخبر واستبدّ بي الحزن لاسيما وأنني كنت دوماً مثال الشخص النشط، واحتمال فقدان ذراعي جعلني أشعر بقلق شديد."
وأمضى السيد المري الأشهر القليلة التالية في التنقل بين مختلف المستشفيات في أميركا طلباً للعلاج حيث خضع لـ 15 إجراءً جراحياً بهدف إنقاذ ذراعه. وعاد إلى قطر في شهر أكتوبر حيث التحق ببرنامج الرعاية النهارية المتخصصة وبدأ يتلقى الرعاية التأهيلية في مركز قطر لإعادة التأهيل.
وأوضح السيد سلطان العبدالله، رئيس قسم العلاج الوظائفي في مركز قطر لإعادة التأهيل أن المرضى الذين يحتاجون إلى خدمات إعادة التأهيل المكثفة إلا أن حالتهم الصحية تسمح لهم بالعودة إلى منزلهم كل يوم، سيكون بإمكانهم تلقي الرعاية اللازمة في إطار برنامج الرعاية النهارية.
وقال: "يستفيد هؤلاء المرضى من العلاجات التأهيلية المكثفة التي تتوفر بصورة يومية في المستشفى تحت إشراف أخصائيين في إعادة التأهيل إلا أنه سيتسنى لهم العودة إلى كنف منزلهم كل ليلة للتمتع بأجوائه المريحة والدافئة."
وأشاد السيد المري بنوعية الخدمة التي تلقاها في مركز قطر لإعادة التأهيل قائلاً: "إن جودة ومستوى الرعاية التي اختبرتها في مركز قطر لإعادة التأهيل منذ عودتي إلى قطر كانت متميزة ورائعة. فأنا أتلقى الرعاية التأهيلية المكثفة بواقع ثلاث ساعات في اليوم، خمسة أيام في الأسبوع على يد فريق متخصص من خبراء العلاج الوظائفي والعلاج الطبيعي. ولدى عودتي إلى قطر، كنت عاجزاً عن المشي وأعتمد على الكرسي المتحرك في جميع تنقلاتي. وبفضل مشيئة الله والرعاية المتخصصة التي تلقيتها، أنا اليوم قادر على المشي بدعم قليل فيما أواصل مسيرتي على طريق الشفاء الكامل."
وأضاف قائلاً: "إن المرافق والفرق التي يتضمنها مركز قطر لإعادة التأهيل فضلاً عن تجربتي بشكل عام قد تجاوزت كل التوقعات والأمنيات. فأنا بعد تلقي العلاج التأهيلي طيلة أشهر عديدة في أمريكا، أؤكد لكم أن الرعاية المتوفرة هنا في هذا المركز تضاهي نظيراتها في العالم. نحن محظوظون جداً لأن مثل هذا المستشفى موجود في قطر."
وأعربت الدكتورة اليزيدي عن سعادة الجميع بالتقدم الهائل الذي أحرزه السيد المري وقالت: "نفخر جميعاً في مركز قطر لإعادة التأهيل باستجابة السيد المري للرعاية التي تلقاها على يد فرقنا. فقصة النجاح هذه تجسد مثالاً واحداً عن المنهجيات المتنوعة التي نعتمدها بهدف تمكين المريض من تحقيق كامل إمكانياته واستعادة عافيته إلى أقصى حد ممكن."
تتضمن المرافق المتطورة في مركز قطر لإعادة التأهيل سبعة مسابح مخصصة للعلاج المائي وقاعات للتمارين العلاجية مجهزة بأحدث المعدات الرياضية وغرفة متخصصة بالتمارين الحسية، ووحدة الواقع المعزز التي توفر المكان المثالي للمرضى لتعلّم كيفية أداء المهام اليومية البسيطة من جديد والتكيّف مع حياتهم في المنزل.
ويشكل الفريق متعدد الاختصاصات محور الأساس في الرعاية التي يقدمها مركز قطر لإعادة التأهيل فهو يتضمن مجموعة من الكوادر الطبية التي تتعاون فيما بينها لتنسيق وتقديم برنامج خاص من خدمات الرعاية التأهيلية المتطورة بما يتفق مع الاحتياجات الفردية لكل مريض وظروفه الخاصة.
ويوفر مركز قطر لإعادة التأهيل خمسة برامج تأهيلية رئيسية وهي برنامج الجلطة الدماغية، إصابات الدماغ، إصابات الحبل الشوكي، تسكين الألم وخدمات إعادة التأهيل للأطفال. وتتضمن هذه البرامج خدمات سريرية وعلاجية تم اختيارها وتكييفها بما يتجاوب مع احتياجات كل مريض تحت إشراف فريق متعدد الاختصاصات يتألف من أطباء ومعالجين مختصين.
