• 31/03/2015


    الدوحة، 31 مارس 2015: احتفل العالم بفعاليات اليوم العالمي للسل يوم الثلاثاء 24 مارس 2015. وفي هذه المناسبة فقد بذلت كل من : مؤسسة حمد الطبية، والمجلس الأعلى للصحة، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية جهوداً مشتركة لإطلاق عدة مبادرات توعوية، وذلك بهدف رفع الوعي بخطورة هذا المرض وكيفية الوقاية منه، والتعريف بالخيارات العلاجية المتاحة، فضلاً عن توضيح بعض المفاهيم الخاطئة المرتبطة به لتجنب آثارها السلبية. هدفت المبادرة إلى الوصول لأكبر قدر ممكن من الجمهور عن طريق التواصل الإعلامي وحملات وفعاليات التوعية العامة.       

    وفي هذا الصدد صرّح الدكتور عبد اللطيف الخال – مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل-: "يعد اليوم العالمي للسل أحد أهم الفعاليات المدرجة على قائمتنا السنوية في مؤسسة حمد الطبية، حيث سنقوم بتنظيم العديد من الفعاليات التوعوية في عدة مناطق مختلفة بدولة قطر بالتعاون مع المجلس الأعلى للصحة ، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وسيتم إحياء فعاليات هذا العام تحت شعار (الاستعداد للقضاء على السل)".    
    وأضاف د. الخال: "يتمثل هدفنا في التركيز على كبرى جاليات العاملين المغتربين في دولة قطر، وتتضمن هذه الجاليات: الجالية الهندية، والنيبالية، والفلبينية، والبنجلاديشية. من المهم جداً توجيه الدعوة لجميع الأفراد للحضور والاستفادة من فرص التثقيف الصحي والتوعية حول مرض السل، حيث أن التوعية حول سبل الوقاية من هذا المرض والخيارات العلاجية المتاحة تظل أولوية قصوى بالنسبة لنا خلال سعينا لمكافحة السل، وهو المرض الذي يعد من أهم الأمراض المعدية المؤدية للوفاة حول العالم". 

    كما عقدت مؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع المجلس الأعلى للصحة ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية فعالية توعوية استمرت على مدار ثلاثة أيام خلال الفترة من 26 إلى 28 مارس، وذلك في خيمة مجهزة بحديقة "ويست إند" بالمنطقة الصناعية بالقرب من "جراند مول". وتم خلال هذه الفعاليات المجتمعية توزيع منشورات تثقيفية بعدد من اللغات المختلفة، مثل اللغة الإنجليزية، والتجالوج، والهندية، والنيبالية. كما تم تنظيم عدد من الفعاليات المشابهة بعدد من عيادات ومدارس الجاليات الآسيوية.

    وبالإضافة لذلك فقد تضمنت الفعاليات التي عقدت بالمنطقة الصناعية توفير مجموعة من الفحوصات الطبية المجانية للزوار، حيث تمت إحالة الزوار الذين ظهرت عليهم علامات وأعراض الإصابة بالسل إلى عيادة السل بوحدة الأمراض المعدية للحصول على التقييم الطبي والعلاج.

    وتعد بكتيريا "المُتَفَطِّرَةُ السُّلِّيَّة " هي المتسبب في الإصابة بمرض السل، والذي يؤثر بشكل أساسي على الرئتين، إلا أن مرض السل يعد مرضاً قابلاً للشفاء، كما أنه من الممكن الوقاية منه. 

    ينتشر مرض السل من شخص لآخر عن طريق الهواء، حيث يتسبب الأشخاص المصابين بالسل في انتشار الجراثيم المسببة للمرض في الهواء عند السعال أو العطس أو إفراز اللعاب. ولا يحتاج الشخص السليم سوى لاستنشاق بعض هذه الجراثيم ليصاب بالعدوى.

    وعند إصابة الشخص بالسل النشط، فقد تظل الأعراض خفيفة على مدار عدة أسابيع أو أشهر. وتشتمل الأعراض الشائعة للإصابة بالسل النشط على: السعال المصحوب بالبلغم مع ظهور بعض آثار الدم في بعض الأحيان، وآلام في الصدر، وضعف عام بالجسم، وفقدان للوزن، والحمى، والتعرق الليلي.


    وتشير الإحصاءات إلى أن نحو ثلث سكان العالم مصابين بالسل الكامن، وفيه يصاب الشخص السليم بالعدوى ببكتيريا السل ويكون حاملاً للمرض، إلا أنها تبقى خاملة بحيث لا تكون أعراض المرض قد بدأت في الظهور (بعد)، كما أنه لا يمكن للشخص المصاب بالسل الكامن نقل هذا المرض للآخرين. ويعد الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب HIV أكثر عرضة للإصابة بالسل، كما تزداد خطورة الإصابة بهذا المرض بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية أخرى تؤثر على جهازهم المناعي، بما في ذلك سوء التغذية والسكري.  ويعد الأشخاص الحاملون لبكتيريا السل معرضين بمعدل 10% أكثر من غيرهم للإصابة الفعلية بمرض السل.

    ويعد مرض السل من بين الأمراض التي يمكن علاجها والشفاء منها أيضاً في معظم الحالات. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يتم علاج حالات الإصابة بالسل النشط في الحالات التي تستجيب للأدوية من خلال برنامج علاجي موحد يستمر على مدار ستة أشهر، ويتضمن أربعة أنواع من الأدوية المضادة للميكروبات، بحيث يتولى أحد العاملين في الرعاية الصحية أو أحد المتطوعين المدربين تقديم الأدوية للمريض مع تزويده بالمعلومات اللازمة والمتابعة والدعم، إذ أن الفشل في توفير المتابعة والدعم الكافي للمريض قد يؤدي إلى بعض الصعوبة في الالتزام بالبرنامج العلاجي، مما قد يؤدي إلى انتشار المرض.

    جدير بالذكر أيضاً أن علاج السل في دولة قطر هو مجاني بالكامل، وعادة ما يمكن للمريض العودة للعمل خلال فترة من 2 إلى 4 أسابيع من بدء البرنامج العلاجي.