الدوحة، 20 سبتمبر 2015م: في إطار احتفالاتها باليوم العالمي للزهايمر، أطلقت مؤسسة حمد الطبية حملة توعوية بهدف تثقيف المواطنين والمقيمين حول العلامات والمؤشرات الدالة على الإصابة بمرض الزهايمر، وحثهم على دعم الأشخاص الذين يتعايشون مع المرض.
ويتم الاحتفال باليوم العالمي للزهايمر بتاريخ 21 سبتمبر من كل عام، حيث يتم إطلاق حملة عالمية لزيادة الوعي حول مرض الزهايمر، والسعي لتخفيف الآثار الاجتماعية لهذا المرض، ويتم الاحتفال باليوم العالمي للزهايمر هذا العام تحت شعار: "تذكرني"، بهدف حث أفراد المجتمع على عدم نسيان الأشخاص المصابين بالزهايمر، والذين توفوا بسبب هذا المرض.
والزهايمر هو النوع الأكثر شيوعًا من أنواع الخرف – إشارة إلى مختلف أنواع الاضطرابات الذهنية التي تؤثر على الذاكرة والتفكير والتصرف والعاطفة – وهو يشكل نحو 60 بالمائة من كافة حالات الخرف الموجودة على نطاق العالم. وحسب الإحصائيات الواردة في التقرير العالمي حول الزهايمر 2015، فإن هناك نحو 46.8 مليون شخص يتعايشون مع الخرف، في الوقت الراهن، على نطاق العالم.
وعلى الرغم من أن أغلبية الأشخاص المصابين بالزهايمر يبلغون من العمر 65 عامًا فما فوق، فإن الجمعية العالمية للزهايمر تؤكد أن ما يصل إلى 5 بالمائة من المصابين بالزهايمر قد ظهرت عليهم أعراضه مبكرًا، وهم لا يزالون في عقد الأربعينات أو الخمسينات من العمر.
بهذه المناسبة تحدث الدكتور محمد البنا، استشاري الطب النفسي، ومدير خدمات الطب النفسي لكبار السن بمؤسسة حمد الطبية مؤكدًا أن مرض الزهايمر عبارة عن مرض تفاقمي تزداد وطأته كلما تقدمت سن المريض، ولكن التشخيص المبكر للمرض يساعد المصابين بالمرض وأسرهم ومقدمي الرعاية الصحية لهم على تعلم المزيد حول الحالة ومعرفة التغيرات المحتملة، مما يمكن من وضع خطة العلاج الملائمة.
وأضاف د. البنا قائلاً: "الأعراض المبكرة لمرض الزهايمر تشمل صعوبات النطق واللغة، وفقدان الذاكرة، لاسيما أحداث الماضي القريب، وصعوبة أداء المهام المعتادة، بالإضافة إلى حدوث تغيرات في الشخصية، بما في ذلك ظهور مؤشرات الاكتئاب، والعدوانية، وفقدان الرغبة والاستمتاع بالحياة".
وأكد د. البنا أن مريض الزهايمر ربما يجد، في المراحل المتأخرة من المرض، صعوبات في ممارسة أنشطة الحياة اليومية، وربما تظهر عليه العديد من أنواع التغيرات، مثل عدم القدرة على تذكر الأسماء والوقائع أو الاعتماد بشكل تام على الآخرين في إنجاز مهام مثل الطبخ، والتسوق، والاستحمام، واللبس، أو وجود صعوبة في المشي وتناول الطعام.
وأردف د. البنا مؤكدًا أن التعامل مع الزهايمر يفرز الكثير من الضعوط المالية، والنفسية، والبدنية، على الأشخاص المصابين بالمرض وعلى أسرهم. بيد أن الدعم الذي يجده المريض من الأسرة ومقدمي الرعاية الصحية يلعب دورًا رئيسيًا في مساعدته على الاحتفاظ بروح العزة والكرامة.
واستطرد د. البنا قائلاً: "على الناس أن يدركوا أن الشخص الذي يعاني من اختلال في قدراته الذهنية والعقلية عادةً ما يكون حسَّاسًا، وسريع التأثر، فهو يحتاج إلى الطمأنة والدعم النفسي بشكل دائم، خصوصًا الاهتمام من جانب الأشخاص الذين يحبهم.
وأضاف د. البنا بقوله: " لقد تم إطلاق برنامج خدمات الطب النفسي لكبار السن في عام 2011م، مقرونًا مع استراتيجية قطر الوطنية للصحة النفسية، وخطة التنفيذ للفترة (2013 – 2015م)، بهدف تقديم خدمات الطب النفسي داخل الأحياء السكنية، بما يلبي المعايير الدولية، ويساهم في إزالة الآثار الاجتماعية للاضطرابات النفسية والعقلية، وخفض معدل انتشار الأمراض النفسية في دولة قطر، وقد تم تقديم سلسلة من الخدمات المتميزة تحت مظلة هذا البرنامج.
ويتلقى المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بالزهايمر والخرف، الدعم اللازم في العيادات الخارجية للمسنين التابعة لقسم الطب النفسي بمستشفى الرميلة، ويعمل في هذه العيادات استشاريون في الطب النفسي وأمراض الشيخوخة، بالإضافة إلى أطباء مدربين وحاصلين على الزمالة في ذات المجال. كما تعد هذه العيادات بمثابة المرافق الرئيسية التي يتم تحويل المرضى إليها لتلقي خدمات التقييم والتشخيص وخلافها من الخدمات اللازمة لمرضى الزهايمر والخرف وأسرهم.
أما المرضى المصابون بانزعاج حاد بسبب الزهايمر، فإن فريق خدمات الطب النفسي لكبار السن يقوم بإدخالهم وحدات الرجال والنساء بقسم الطب النفسي للمزيد من التقييم التخصصي والعلاج.
واختتم د. البنا حديثه مؤكدًا أنه على الرغم من استحالة الوقاية من الزهايمر بشكل تام، إلا أنه بالإمكان تقليل خطر الإصابة بهذا المرض، من خلال تبني أنماط حياة تساهم في تعزيز الصحة، وفيما يلي بعض الخطوات البسيطة التي توصي بها المنظمة الدولية لمرض الزهايمر:
- الإقلاع عن التدخين، وذلك لأن خطر إصابة المدخنين بالخرف يزيد بنسبة 45% عن غير المدخنين.
- المحافظة على النشاط البدني والرياضي، من خلال ممارسة رياضة المشي بشكل يومي.
- الالتزام بتناول غذاء صحي، يشتمل على الحبوب، والسمك، والبقول، والخضروات.
- تنشيط الدماغ من خلال المسائل التي يحتاج حلها إلى تفكير عميق، وذلك لأن النشاط الذهني يساعد في الوقاية من انكماش قرن آمون (ذلك الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة، وهو أول جزء يتعرض للتلف في مرض الزهايمر).
- الاستمتاع بالأنشطة والفعاليات الاجتماعية.