• 02/12/2015
    الدوحة- 1 ديسمبر 2015: شاركت مؤسسة حمد الطبية مؤسسات وهيئات المجتمع الدولي في الاحتفال باليوم العالمي لمرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) والذي يوافق الأول من ديسمبر من كل عام، وذلك مشاركة منها في الجهود العالمية المبذولة في مكافحة فيروس نقص المناعة لدى البشر المسبب لهذا المرض، وتعبيرًا عن دعمها للمصابين به.

    ويعد اليوم العالمي لمرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) والذي بدأ الاحتفال به منذ الأول من ديسمبر 1988، أول مناسبة عالمية تجمع فيها دول العالم على دعم المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز)، وإحياء ذكرى من قضوا بسبب هذا المرض.

    وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض الأيدز لا يزال يعدّ من المشاكل الصحية الخطيرة التي تواجه العالم حيث أودى هذا المرض بحياة ما يزيد عن 34 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم حتى الآن، كما تشير التقارير إلى أن عدد حالات الوفاة الناجمة عن هذا المرض في العام 2014 قد بلغ 1.2 مليون حالة على مستوى العالم، وقد تراوح عدد المصابين بالمرض في نهاية العام 2014 بين 34.3 و41.4 مليون مصاب كما يقدّر عدد الإصابات الجديدة على مستوى العالم خلال عام 2014 بحوالي 2 مليون إصابة (ما بين 1.9 و 2.2 مليون مصاب).

    وتعد منطقة جنوب الصحراء الإفريقية من أشد المناطق تأثرًا بهذا المرض حيث بلغ عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة في هذه المنطقة في نهاية العام 2014 حوالي 25.8 مليون شخص (ما بين 24.0 و 28.7 مليون مصاب)، كما أن نسبة الإصابات الجديدة بهذا المرض في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية تعادل 70% من إجمالي الإصابات الجديدة في العالم.
       
    وفي تعليق له حول انتشار مرض الإيدز، قال الدكتور عبد اللطيف الخال، رئيس قسم الأمراض المعدية ومدير برنامج  نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) في مؤسسة حمد الطبية أن مرض الأيدز ينتقل بشكل رئيسي عن طريق الاتصال الجنسي أو التشارك في استخدام الإبر والحقن مع أشخاص مصابين بمرض الإيدز.

    وأضاف الدكتور الخال: "يمكن انتقال عدوى مرض الأيدز عن طريق بعض سوائل وإفرازات الجسم وحليب الأم، وتنتقل العدوى عند ملامسة هذه السوائل أو إفرازات الشخص المصاب للأغشية المخاطية (توجد هذه الأغشية داخل الفم والأعضاء التناسلية للذكور والإناث) أو الجروح المفتوحة لدى الشخص السليم أو دخولها مباشرة إلى مجرى الدم لديه عن طريق الحقن المباشر بواسطة إبرة أو حقنة طبية. ويعتبر الاتصال الجنسي مع الأشخاص المصابين بمرض الأيدز دون العلم بإصابتهم بهذا المرض هو السبب الرئيسي لانتشار هذا المرض في قطر".

    وأشار الدكتور الخال الى أنه على الرغم من تعدد الإثنيات والثقافات في التركيبة السكانية في دولة قطر إلا أن معدل انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) في دولة قطر يعدّ منخفضًا نسبيًا، ويعود السبب في ذلك إلى تطبيق البرنامج الوطني لمكافحة الأيدز والذي يتبنى استراتيجية الكشف المبكر عن المرض ومعالجته، وقال: "انطلاقًا من الحرص على صحة ورفاه المواطن القطري تم وضع البرنامج الوطني لمكافحة الأيدز والذي يهدف إلى نشر الوعي حول مرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) وتوفير أفضل رعاية صحية ممكنة للمرضى المصابين بهذا المرض في دولة قطر".

    وفي إشارة إلى خدمات الرعاية الصحية المقدّمة للأشخاص الذين يتم تشخيص المرض لديهم بموجب البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، يقول الدكتور الخال:" عند تشخيص مرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) لدى أي شخص في دولة قطر يتم تقديم الرعاية الصحية الشاملة لهذا الشخص بهدف الحفاظ على مناعته الذاتية والحيلولة دون تدهور حالته الصحية وحمايته من الإصابة بالأمراض الأخرى التي يكون مريض الأيدز أكثر عرضة للإصابة بها مثل مرض السل".

    وأكّد الدكتور الخال على أن جميع مرضى الإيدز في قطر متساوون في الحصول على أفضل رعاية صحية ممكنة وعلى أفضل الأدوية المتوفرة عالميًا كما يضمن البرنامج سرية وخصوصية البيانات والمعلومات الخاصة بهؤلاء المرضى.

    وأوضح الدكتور الخال أن عدوى مرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) غالبًا ما يتم الكشف عنها عن طريق إجراء فحوصات تشخيصية سريعة، وذلك بتحري إما وجود الأجسام المضادة المتصلة بالمرض أو غيابها، وقال: " يتم في أغلب الأحيان التوصل إلى نتائج فحص الكشف عن هذا المرض في نفس اليوم، ويعتبر ذلك ضروريًا للمباشرة في علاج المرض في مرحلة مبكرة، وتتوفر أدوات الفحص المذكورة لدى مراكز وعيادات الرعاية الصحية في القطاعين العام والخاص، ولا بد من التأكيد على ضرورة قيام كل شخص يظن أنه قد تعرض لعدوى الأيدز بإجراء فحص الكشف عن هذا المرض باعتبار أن الكشف المبكر يحول دون تدهور النظام المناعي لدى المصابين بالأيدز".

    وأشار الدكتور الخال إلى أنه على الرغم من عدم وجود علاج شاف لمرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) إلا أن معالجة المرض بالأدوية المضادة للفيروسات يعمل على تثبيط تكاثر الفيروس في الجسم و حماية النظام المناعي لديهم وتمكينهم من ممارسة حياتهم بصورة شبه طبيعية.