-
NewsDetail
الدوحة،15 فبراير 2015م: قام قسم الطب النفسي، التابع لمؤسسة حمد الطبية، مؤخرًا، بإدخال وسيلة جديدة ومبتكرة لتدريب الأطباء، وذلك بهدف تعزيز علاج ورعاية المرضى الذين يعانون من الذُّهان، وهو اضطراب نفسي عقلي حاد يحدث نتيجة لمسببات نفسية وعضوية أخرى، وكثيرًا ما يتم الربط بينه وبين بعض الأمراض النفسية الأخرى، مثل انفصام الشخصية، والاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب الحاد، ومن أهم أعراض الذهان، الهلوسة والأوهام والوساوس، وهذه الأعراض يمكن أن ينتج عنها انسحاب المريض من عالم الواقع، والعيش في عالمه الخاص، وربما كانت نوبة الذهان حدثًا مزعجًا ومؤلمًا بالنسبة للمريض، مما يؤثر على سلوكه، وطريقة تفكيره وإحساسه.
وتسمى الوسيلة المبتكرة التي استخدمت مؤخرًا للمساعدة في علاج مرضى الذهان، المتاهة العقلية (Labyrinth Psychotica)، وقد اخترعت هذه الوسيلة كجزء من مشروع رسالة دكتوراه، مبني على الممارسة، للفنانة الهولندية جينيفر كناري، بغرض الدراسة والتحليل الدقيق لما يحس به مرضى الذهان، والمشروع يهدف إلى تزويد مقدمي الرعاية الصحية وغيرهم من المهتمين برؤية عميقة وفريدة تعينهم على زيادة التقمص العاطفي وفهم ما يجري في عقول مرضى الذهان، مما يساهم في تقديم رعاية أفضل للمرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب العقلي الحاد.
وبهذه المناسبة قال د. ماجد العبد الله، استشاري الطب النفسي، ونائب رئيس قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية: "لقد اخترعت المتاهة العقلية واستخدمت في أوروبا، وتستخدم الآن للمرة الأولى في دولة قطر لتدريب أطبائنا، بهدف تعزيز علاج ورعاية المرضى الذين يعانون من نوبات الذُّهان، بمن فيهم مرضى انفصام الشخصية، وبعض من يعانون من الاكتئاب الحاد أو الاضطراب ثنائي القطب".
وأضاف مؤكدًا أن انفصام الشخصية، والاكتئاب الحاد، والاضطراب ثنائي القطب، تمثل بعض الحالات النفسية الحادة التي شخصت لدى بعض مرضى قسم الطب النفسي كما أن هناك بعض المرضى من مدمني المخدرات قد أصيبوا بمرض الذهان، ويقدم القسم خدمات علاج الإدمان كجزء من خدمات الصحة النفسية العديدة التي يوفرها لمرضاه.
وأردف د. العبد الله بقوله: "وفقا للاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية، فنحن نعمل على توسيع خدماتنا، مع جلب أحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية، واستقطاب أبرز الخبراء وأصحاب الكفاءات، على المستويين المحلي والدولي. وتأتي هذه المبادرة في إطار جهودنا المتواصلة لاستخدام أحدث المعارف والتقنيات، بغرض توفير أفضل رعاية صحية ممكنة لمرضانا".
والجهاز الجديد، والذي يطلق عليه اسم "الملبوس"، هو عبارة عن سينما مضخِّمة للواقع، تمكن مستخدميها من رؤية البيئة المحيطة بهم كما يراها مرضى الذهان، ومن خلال هذا الجهاز الملبوس يصبح بإمكان الأطباء أن يلجوا في ذهن شخصية خيالية، هي امرأة شابة تدعى جيمي، تعاني من الذهان، ومن خلال الجهاز يكون بمقدور الأطباء أن يعيشوا تجربة الذهان كما تعيشها جيمي، وتجربة عالم الحقيقة الذي يشهد تشوهًا متزايدًا علمًا بأن تجربة كل مشارك تختلف عن تجربة غيره؛ لأن استجابة المشارك الفردية للهلوسة تحدد مدى عمق دخوله في عالم الذهان، وبالإمكان تصوير المشاركين سينمائيًا، لكي يطلعوا لاحقًا على المشاهد المصورة لهم.
من جانبها قالت ألاكساندرا لاندر، مديرة مشروع المتاهة العقلية: "إن مشروع المتاهة العقلية نتاج سبع سنوات من البحث المتواصل، والملبوس هو جزء واحد منه، وهناك جزء آخر هو تركيب متاهة الواقع (حيث يتم تشويه الواقع)، وهي تجربة مثيرة للغاية، وهناك طلب متزايد على هذا المشروع، ولقد سافرنا إلى العديد من البلدان، وعملنا مع العديد من المشاهدين المستهدفين. بما في ذلك العديد من المؤسسات الطبية والصحية".
ومن المتوقع أن يتدرب نحو 60 طبيبًا من أطباء قسم الطب النفسي على استخدام هذه الوسيلة المبتكرة، وقد تولى إنجاز هذه المبادرة كل من د. إحسان محسن جاد، استشاري الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية، والسيدتان ألاكساندرا لاندر، وناتاسجا فاندر هورست، مديرتا مشروع المتاهة العقلية، بالإضافة إلى السيدة كاتيا المصري، الممثل الطبي لشركات جانسن للأدوية والمنتجات الصيدلانية التابعة لشركة جونسون آند جونسون، التي تتولى الدعم المالي للمشروع.