-
NewsDetail
نجح برنامج مكثف للتأهيل والعلاج المتكامل خضعت له طفلة أصيبت بمتلازمة داون منذ الولادة في تطور حالتها بشكل كبير ، وذلك عبر مركز تطوير الطفل التابع لمؤسسة حمد الطبية مما يمنح الأمل لأطفال متلازمة داون في الاستفادة من برامج التأهيل الناجحة التي يوفرها المركز .
وكانت الطفلة "زهرة الحياة مصطفى" وهي من أطفال متلازمة داون وعمرها ثلاث سنوات قد خضعت طوال عامين ونصف لبرنامج تأهيل وعلاج متكامل بمركز تطوير الطفل التابع لمؤسسة حمد الطبية؛ على أيدي متخصصين من ذوي الخبرة والكفاءة من العاملين بالمركز.
وتقول السيدة/ صفاء والدة الطفلة زهرة: "عرفت بحالة ابنتي وإصابتها بمتلازمة داون أثناء المتابعة والفحوصات الدورية في الشهر الثالث من الحمل، وحرصت على استمرار إجراء تلك الفحوصات للاطمئنان على الحالة الصحية للجنين، إلى أن تمت الولادة بمستشفى النساء التابع لمؤسسة حمد الطبية والذي وجدت به خدمة ورعاية طبية ونفسية على أعلى مستوى؛ حيث كانت مولودتي تعاني من مشاكل صحية أخرى مثل انسداد جزئي بالأمعاء، ووجود ثقبين بالقلب، إلى جانب قلة الوزن، مما اضطر الأطباء لوضعها بالحضَّانة لمدة 20 يوماً، ثم تم شفائها من انسداد الأمعاء عقب عملية جراحية أجراها لها الفريق الطبي المتميز بالمستشفى، وأغلق أحد ثقبي القلب بينما تعيش بالثقب الآخر حتى الآن".
وتستكمل السيدة صفاء تفاصيل الرحلة العلاجية لابنتها في مؤسسة حمد الطبية قائلة : "صدمت في البداية بعدما علمت بإصابة زهرة بمتلازمة داون قبل الولادة خاصة وأنها أول طفلة لي، ولكن بفضل الله ومع مرور الوقت تقبلت الوضع وبدأت في تهيئة نفسي لاستقبالها، من خلال جمع كافة المعلومات المتعلقة بأطفال داون، والبحث عن دور الحضانة ومراكز التأهيل المناسبة حتى تمت الولادة، وتم تحويلي مباشرة عقب خروج مولودتي من المستشفى إلى مركز تطوير الطفل؛ وبدأت رحلة التأهيل والعلاج منذ عمر الستة أشهر وحتى الآن على أيدي نخبة متميزة من الاختصاصيين بمختلف المجالات بدءاً من العلاج الطبيعي والوظائفي، وعلاج النطق واللغة وخدمات التعليم الخاص إلى جانب خدمات التمريض والإرشاد النفسي، ولكن زهرة تأخرت في المشي حتى عمر العامين نظراً لضعف بنيتها وحالتها الصحية، إلا أنها مع التدريب المستمر تقدمت كثيراً في النمو الإدراكي؛ حيث بدأت في معرفة الأشياء، وتعلم الأصوات وبعض الكلمات البسيطة".
وتعد تجربة زهرة ووالدتها من التجارب الإيجابية التي تبعث الأمل لدى كل الأمهات اللاتي يعشن ظروفاً مماثلة؛ حيث تقول والدة زهرة: "تركت عملي وكرست وقتي كله من أجل زهرة، وأمارس حياتي معها بشكل طبيعي، وأنسى في كثير من الأحيان أنها حالة "داون"، كما أجد متعة وسعادة بالغة في تعليمها واللعب معها، ويساعدني في ذلك والدها الذي ترتبط به كثيراً وتحب اللعب معه، وأصبحت حياتي كلها عبارة عن تعليم ومتابعة تطورات حالتها باستمرار مع الاختصاصيين بالمركز، الذين يساعدونني كثيراً ولا يجدون مللاً من أسئلتي المتكررة للاطمئنان على حالة زهرة، التي تشهد تطوراً ملحوظاً.
وتضيف قائلة: " لم يكن اختياري للألعاب والأدوات التعليمية بشكل عشوائي؛ حيث بدأت أبحث حول طرق التعليم المختلفة التي تعمل على تنمية مهاراتها الحركية والإدراكية؛ وبدأت تصنيعها بنفسي بالمنزل نظراً لارتفاع أسعار تلك الألعاب بالمكتبات وفي البداية استخدمت طريقة المجموعات الضمنية؛ التي تعتمد على الكروت للتعريف بالأشياء من خلال الاسم والصورة، وألعاب الصوت والضوء، وكذلك كروت الصنفرة لتعليمها نطق الحروف وأصواتها باللغتين العربية والانجليزية، ثم بدأت في تنمية مهاراتها للاعتماد على النفس حتى بدأت الآن في تناول الطعام بمفردها.
ولم تكتفِ والدة زهرة بذلك فحسب بل حصلت على دورات تدريبية في تعليم مبادئ نظام منتسوري للأطفال منذ الولادة وحتى عمر ثلاث سنوات، وتستكمل الآن المرحلة الثانية للدورة لتعليم الأطفال منذ عمر الثالثة وحتى السادسة، كما أنشأت صفحة على موقع الفيس بوك تحمل اسم "يوميات زهرة الحياة" لعرض كل جديد عن حالة زهرة من خلال الصور والفيديوهات بالإضافة إلى بعض المعلومات المفيدة عن أطفال متلازمة داون. والتحقت زهرة من جديد بدار حضانة لتنمية التواصل الاجتماعي لديها شأنها شأن الأطفال من نفس مرحلتها العمرية، تمهيداً للالتحاق بالمدرسة حين بلوغ السن المناسب، وتقدمت والدة زهرة بالشكر لدولة قطر ومؤسسة حمد الطبية لما يقدمونه من رعاية صحية واهتمام بالغ بالأطفال منذ الولادة وخاصة أطفال متلازمة داون.
ومن جانبها تقول مي محمد _اختصاصية التخاطب بمركز تطوير الطفل_ والتي تتابع حالة زهرة من البداية: " لم نكن نلق استجابة من زهرة في البداية نظراً لصغر سنها، ولكن مع التدريب المستمر بدأت حالتها تتطور بشكل ملحوظ، وبمساعدة والدتها التي تقوم بتطبيق كل التعليمات بحرص تام وتقوم بتزويدنا بفيديوهات كثيرة تعرض تطور حالة زهرة باستمرار، مما أثر بشكل إيجابي على حالتها، وأصبحت تتفاعل معنا بشكل كبير عن ذي قبل" .