في عام 2017، أطلقت مؤسسة حمد الطبية قاعدة بيانات قطر لإصابات الحوادث وهي تشكل تقدماً رائداً للرعاية الصحية في العالم العربي. وباعتبارها الوحيدة في المنطقة، تقدم هذه القاعدة البيانات الشاملة التي تم تصميمها لتوثيق وتحليل حوادث الإصابات.
يتيح هذا النظام المبتكر، تطوير الاستراتيجيات للحد من الإصابات وتعزيز الرعاية المقدمة للإصابات في دولة قطر. كما تعتبر بمثابة حجر الزاوية في النظام الوطني للإصابات في دولة قطر، حيث يقود إلى تحسينات في الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة ونتائج المرضى.
أبرز مميزات قاعدة بيانات قطر لإصابات الحوادث
- قاعدة شاملة للرعاية المقدمة للإصابات: قاعدة بيانات قطر لإصابات الحوادث هي نظام متخصص بجمع المعلومات التي توثق التفاصيل الرئيسية عن واقعة الإصابة والبيانات المتعلقة بالتركيبة السكانية للمريض والتشخيص الطبي والعلاج والنتائج. تتيح هذه البيانات للمتخصصين التعرف على الفجوات في الرعاية المقدمة للإصابات وتحسين إدارة حالة المريض والحد من الوفيات التي يمكن الوقاية منها. يتم جمع البيانات بدقة من قسم إدخال إصابات الحوادث وسجلات أقسام الطوارئ وتقارير المشرحة، وفقاً لمعايير الكلية الأمريكية للجراحين.
- دعم صنع القرار والوقاية: من خلال تحليل البيانات، تقدم قاعدة البيانات رؤى قابلة للتنفيذ لصانعي القرارات وذلك من أجل:
- التركيز على المجموعات الأكثر عرضة للخطر: تحديد ومخاطبة احتياجات السكان الأكثر عرضة.
- تطوير برامج للوقاية: تنفيذ معايير السلامة للحد من معدلات الإصابات في حوادث الطرق وأماكن العمل والمدارس والمنازل.
- تحسين المعرفة الطبية: تحسين بروتوكولات العلاج في المستقبل ونتائج المرضى.
تعتبر قاعدة بيانات قطر لإصابات الحوادث أداة حيوية لرفع الجودة وتحسين الأداء في مجالات متعددة مثل:
- تعزيز نتائج العملية: إن جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالرعاية التي تسبق المستشفى وفرز الحالات الذي تقوم به إدارة الطوارئ، والخط الزمني للتدخلات الطبية والتأجيل في التقييم، تعمل قاعدة البيانات على تحديد الفرص لتبسيط العمليات وتعزيز عملية تقديم الرعاية.
- تحسين النتائج السريرية: من خلال التتبع التفصيلي للحالات المرضية والمضاعفات ومعدلات الوفيات ومقاييس نوعية الحياة، تدعم البيانات المبادرات التي تهدف إلى تحسين تعافي المرضى والنتائج الصحية طويلة الأجل.
- تعظيم الكفاءة المالية: تسهل قاعدة البيانات تحليل استخدام الموارد، مثل فترات الإقامة في المستشفيات ووحدات العناية المركزة وأقسام الطوارئ، مما يتيح إدارة فعالة من حيث التكلفة وتخصيص موارد الرعاية الصحية.
الإنجازات والتطبيقات
- تحسين الأداء: تؤدي قاعدة البيانات دوراً محورياً في مراقبة توجهات أنظمة الإصابات وتقييم أداء الجودة. كما تساعد على تعزيز العمليات في مؤسسة حمد الطبية مثل الرعاية التي تسبق الدخول إلى المستشفى والفرز في الطوارئ والإطار الزمني للعلاج لضمان نتائج سريرية أفضل.
- الأبحاث والتعليم: مع البيانات الموثوقة والشاملة، تدعم قاعدة البيانات البحث في المجالات الرئيسية مثل حوادث الطرق والإصابات الوظيفية وإصابات الأطفال. تسهم هذه النتائج في التوعية من خلال النشرات والعروض التقديمية في المؤتمرات والبرامج التعليمية لاختصاصيي الرعاية الصحية.
- مواكبة مع المعايير الدولية: تعتبر المعلومات في قاعدة البيانات أساسية لتحقيق الاعتمادات الدولية والمحافظة عليها مثل برنامج الجودة للإصابات التابع للكلية الأمريكية للجراحين، واعتماد مركز الإصابات من المستوى 1 التابع للكلية الأمريكية للجراحين.
استخدام البيانات والمنهجيات
- درجة شدة الإصابة: توظف قاعدة البيانات درجة شدة الإصابة وهي معيار قياسي يستخدم لتقييم شدة الإصابة. تسمح درجة شدة الإصابة بعمل مقارنات دقيقة في نتائج المريض ومخصصات الموارد. تتراوح الدرجة من 1 إلى 75 ويشير ارتفاع الدرجات إلى إصابات أكثر شدة.
- التحليل المالي والإجرائي: عوضا عن النتائج السريرية، تدعم قاعدة البيانات اتخاذ القرارات المالية من خلال تحليل استخدام الموارد وفترة الإقامة وفعالية الرعاية من حيث التكلفة.
جهد مشترك لرعاية أفضل: إن نجاح قاعدة بيانات قطر لإصابات الحوادث يعتمد على التعاون القوي بين الشركاء الرئيسيين مثل وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم. تضمن هذه الشراكات دقة وترابط البيانات التي تشكل أسس مبادرات السلامة والتغييرات في السياسات والتحسينات في رعاية الإصابات على مستوى النظام الصحي.
التطلع إلى المستقبل - نموذج للمنطقة
تعد قاعدة بيانات قطر لإصابات الحوادث أكثر من مجرد قاعدة بيانات فهي نموذج للرعاية المتكاملة للإصابات في العالم العربي. ومن خلال التوافق مع المعايير الدولية وتعزيز التعاون، أرست قطر أساساً للتطورات المستقبلية في الوقاية من الإصابات وإدارتها. تشكل هذه المبادرة سابقة للدول الأخرى، مما يدل على التأثير التحويلي لأنظمة الرعاية الصحية القائمة على البيانات.