• 11/04/2018

    توفر وحدة طب الأم والجنين في مركز صحة المرأة والأبحاث، التي تستقبل شهرياً ما يزيد عن 300 طلب تحويل، رعاية متخصصة للنساء في حالات الحمل التي تنطوي على تعقيدات وخطورة عالية. 

    فمنذ إنشائها في العام 2002، تلقت آلاف النساء الرعاية الصحية في وحدة طب الأم والجنين، حيث قارب عدد النساء اللواتي خضعن للإجراءات التخصصية ما قبل الولادة الثلاثة آلاف امرأة. وبلغ عدد فحوصات الأجنة التي أجريت في السنة الماضية في الوحدة  أكثر من 8000 فحص، إلى جانب توفير العلاجات للنساء الحوامل اللواتي تستدعي حالاتهنّ رعاية متخصصة لأسباب مرتبطة بالأم أو الجنين. 

    وتقدم هذه الوحدة، التي جرى مؤخراً نقلها من مستشفى النساء إلى مركز صحة المرأة والأبحاث في مدينة حمد بن خليفة الطبية، خدمات التشخيص والعلاج للمضاعفات التي قد تظهر لدى الجنين قبل الولادة.

    وفي هذا السياق، أشارت الدكتورة نجاة علي محسن خنياب، رئيس وحدة طب الأم والجنين واستشاري أول في قسم التوليد والأمراض النسائية، قائلة : "الحمل حدث طبيعي وسعيد وغالباً لا يكون مصحوباً بأي مضاعفات. غير أن بعض النساء قد يواجهن صعوبات أثناء الحمل ويعانين من المضاعفات لأسباب مختلفة، بما في ذلك الإجهاض التلقائي، المخاض المبكر، الولادة المبكرة، التسمم الحملي (المرتبط بارتفاع ضغط الدم وكمية البروتين في البول)، والتفاوت غير الطبيعي في حجم السائل الأمينوسي، والسكري". 

    من جهتها، نوهت السيدة نور المنصوري، وهي مريضة تلقت الرعاية في وحدة طب الأم والجنين خلال حملها الأخير، بتجربتها التي وصفتها بالمطمئنة وقالت :"تم تحويلي إلى وحدة طب الأم والجنين في الأسبوع العشرين من الحمل بعد الاشتباه بوجود تشوهات بالجنين. أعتبر نفسي محظوظة لأنني تلقيت الرعاية في هذه الوحدة؛ فالكوادر الطبية والتمريضية على درجة عالية من المهنية، كما حرص الطبيب المعالج بالوحدة على أن يشرح لي ولزوجي المشكلة المشتبه بها وخطة العلاج المقترحة.  كما شرح لي الوضع بطريقة يمكننا فهمها بسهولة ما عزز لدينا الاحساس بالاطمئنان وبأن الأمور ستسير على ما يرام. وأنجبت مؤخراً طفلة تتمتع بصحة جيدة بعد أن أتممت فترة حملي بكاملها". 

    وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة سوسن حسن العبيدلي، استشاري طب الأم والجنين بمؤسسة حمد الطبية، بأن الميزة الأساسية لوجود هذه الوحدة المتخصصة لرعاية الأم والجنين أنها توفر القدرة على تشخيص الأمراض الخلقية لدى الجنين قبل الولادة، وأضافت قائلة:" تمكنّا من تشخيص عدد من الأمراض الخلقية خلال الحمل بما في ذلك عيوب القلب (والتي تعد من العيوب البنيوية الأكثر شيوعاً التي يمكن أن تصيب الأجنة)، والتشوهات على مستوى الجمجمة والوجه، وعيوب العمود الفقري والتشوهات في الأعضاء. هذا وشهدنا أيضاً اضطرابات على مستوى المشيمة بما في ذلك وجود المشيمة في غير موضعها الطبيعي، أو قلة سريان الدم للمشيمة، أو عرقلة نمو الجنين داخل الرحم". 

    وذكرت الدكتورة العبيدلي بأن وحدة رعاية الأم والجنين تستقبل عدداً من الأمهات اللواتي أصبحن حوامل في سن متقدمة، مشيرة إلى أن الطلب على الخدمات التي توفرها هذه الوحدة قد ازداد مع ارتفاع عدد النساء اللواتي يقررن تكوين عائلة في مرحلة متأخرة من حياتهنّ، أو لم يتمكنّ من الانجاب بسبب مشاكل متعلقة بالخصوبة أو حالات صحية أخرى، فضلاً عن التقدم الحاصل على مستوى علاج العقم. 

    تضمّ وحدة طب الأم والجنين أربع عيادات للتصوير الطبي والاجراءات الخاصة بالأجنة فضلاً عن العيادات الاستشارية، وهي تقدم خدماتها بصورة يومية. وذكرت الدكتورة خنياب أن الوحدة بالرغم من عملها بموجب طلب تحويل من مؤسسة حمد الطبية، أو مراكز الرعاية الصحية الأولية أو العيادات الخاصة، إلا أنها تستقبل أيضاً الحالات الطارئة بدون موعد مسبق. كما أشادت بالسمعة الطيبة التي اكتسبتها الوحدة في المنطقة بفضل عدد المرضى الذين يتم تحويلهم من خارج البلاد للخضوع لإجراءات التشخيص ما قبل الولادة وتلقي الخدمات الاستشارية.  

    واستطردت الدكتورة خنياب قائلة:" أُنشئت وحدة طب الأم والجنين لتوفير الرعاية المبنية على الأدلة العلمية في مجال طب الجنين، فضلاً عن تلبية احتياجات النساء في حالات الحمل عالي الخطورة في دولة قطر. ويعتبر هذا الأمر بمنتهى الأهمية لاسيما في ظلّ ارتفاع عدد السكان وازدياد عدد النساء اللواتي ينتظرن مولوداً في سن متقدمة".

    إلى جانب توفير خدمات الطب الجنيني الأساسية، أكدت الدكتورة خنياب على أن الوحدة تضم عيادات أخرى تشمل التخصصات الفرعية، بما في ذلك خدمات طب القلب للأجنة والخدمات الاستشارية الجينية ما قبل الولادة الموجهة للزوجين الذين يعانون أو عانوا سابقاً خلال مرحلة الحمل من اضطرابات على مستوى الجنين.