• 28/06/2015

    الدوحة23   يونيو 2015: نصحت استشاري أول أمراض نساء وتوليد في مستشفى النساء التابع لمؤسسة حمد الطبية؛ النساء الحوامل والمرضعات اللاتي لا يجدن لديهن القدرة على الصيام أو يخشين أن يؤثر الصيام سلباً على الأجنة والأطفال الرضّع باستشارة الأطباء المختصين أو القابلات وإجراء فحص طبي عام قبل اتخاذهن للقرار بصيام شهر رمضان، علماً بأن الشريعة الإسلامية تبيح للمرأة الحامل والمرأة المرضعة والأطفال والمرضى الإفطار في رمضان.

    وأكدت الدكتورة فاتن الطاهر، على ضرورة استشارة الحامل للطبيب قبل اتخاذ القرار بصيام شهر رمضان والتواصل معه بشكل مستمر لضمان عدم تأثر الجنين بصيام الحامل خلال الشهر، وقالت:" من الضروري مراجعة واستشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار بصيام شهر رمضان، كما يتعيّن على الحامل التي تصوم رمضان أخذ قسط من الراحة بين الفينة والأخرى خلال النهار والحرص على تناول كميات كافية من المغذيات والسعرات الحرارية عند الإفطار وتناول ثلاثة ليترات من الماء بين الإفطار والسحور وتجنب تناول الحلويات والوجبات الخفيفة المحلاّة التي يتناولها الناس عادة بعد الإفطار في رمضان." 

    وحذرت الدكتورة فاتن من أن الصيام قد يؤثر على نمو الجنين في رحم الأم وأنه قد تكون هناك علاقة بين الصيام والمخاض المبكر لدى السيدة الحامل وتضيف قائلة: " تشير بعض الدراسات الى أن بعض الأطفال يولدون في وقت مبكر بسبب صيام الحامل لشهر رمضان، وفي السنوات التي يتزامن فيها شهر رمضان مع فصل الصيف فذلك يعني أن النهار يكون طويلاً و حاراً مما يعرض الحامل لمخاطر الجفاف خاصة مع النقص في السوائل التي تتناولها الحامل والذي قد يؤدي الى المخاض والولادة المبكّرين".

    وأوضحت الدكتورة فاتن أنه لا ينصح من الناحية الطبية أن تصوم السيدات الحوامل اللاتي يعانين من مشاكل صحية مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو فقر الدم، وقالت: " يتعين على السيدة الحامل تجنب الصيام إذا كانت تعاني من أي من هذه الأمراض والمشاكل الصحية وذلك لوقاية نفسها وجنينها من المضاعفات المترتبة على ذلك".

    ومن الآثار الأخرى التي تتعرض لها الحامل التي تتمتع بصحة جيدة ولكنها قد تصاب ببعض
    المضاعفات التي تنتج عن الصيام كالشعور بالغثيان، وانخفاض وزن المولود، والدوار، والبطء في دورة الأيض والتمثيل الغذائي لديها، وتنصح الدكتورة فاتن السيدة الحامل بسرعة مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

    • عدم حدوث الزيادة المتوقعة في وزن الحامل أو حدوث تراجع في الوزن
    • الشعور بالعطش الشديد
    • إنخفاض ملحوظ في التبوّل، أو عندما يصبح لون البول داكناً وذا رائحة نفّاذة، مما يعني بالضرورة تعرضها للجفاف وبالتالي تصبح عرضة للإصابة بالتهاب في المسالك البولية والمضاعفات الأخرى
    • الشعور بالصداع أو الآلام الأخرى أو ارتفاع حرارة الجسم
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ

    كذلك تنصح الدكتورة فاتن السيدة الحامل بسرعة مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

    • حدوث تغيّر ملحوظ في حركة الجنين، مثل توقف الجنين عن الحركة الدورانية والركل
    • الشعور بآلام شبيهة بآلام الطلق، وهو إشارة دالة على المخاض المبكر
    • الشعور بالدوار أو الوهن أو الإجهاد أو التشوش الذهني على الرغم من أخذ قسط كاف من الراحة


    وتضيف الدكتورة فاتن الطاهر: " في حالة شعور الحامل بأي من هذه الأعراض فينبغي أن تفطر فوراً وأن تشرب كمية من الماء بعد إضافة بعض السكر وملح الطعام اليه، أو تناول محلول مضاد للجفاف يعطى عن طريق الفم أو الإتصال بالطبيب فوراً".

    من جانبها أشارت الدكتورة أمل أبو بكر أرباب، مسئولة مبادرة أصدقاء الأطفال الرضع في مستشفى النساء، إلى أنه من الضروري أن ترضع الأم طفلها حتى عمر ستة أشهر، لذا فإن الصيام للنساء المرضعات قد يكون متعذراً، أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والذين قد بدأوا بتناول طعام آخر بالإضافة إلى حليب الأم، فقد يسهل على أمهاتهن الصيام. وتشير الدراسات إلى أن صيام 24 ساعة أو أقل يظهر تغييرات بسيطة على كمية إنتاج الحليب ونوعيته.

    ونصحت الدكتورة أمل المرضعات اللواتي يرضعن أطفالهن بشكل كامل بعدم الصيام مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية تبيح للمرضعة عدم الصيام، أما في حال رغبن في الصيام، فينبغي عليهن تقييم حالتهن الصحية من خلال استشارة الطبيب ومعرفة الأدوية التي قد تسهم في زيادة إنتاج الحليب لتجنب حدوث أي مضاعفات قد تلحق بهن أو بأطفالهن الضرر عند إرضاع أطفالهن بين فترتي الإفطار والسحور.

    وأضافت إن الصوم يتسبب بحدوث التعب ونقص السوائل في الجسم خاصة في فترات الصيف نتيجة طول فترة الصيام مما يؤثر على قدرة الأم على الإرضاع بشكل جيد وقالت: "للحفاظ على الإدرار الجيد للحليب، ينبغي على الأم الاستعداد لذلك من الناحية الجسدية والنفسية والحفاظ على هدوئها وتناول الطعام الصحي وشرب كميات كافية من الماء (نحو 3 ليترات أو 13 كوباً) وأخذ قسط من الراحة لمدة ساعتين قبل إرضاع الطفل، إضافة إلى نوم ثماني ساعات خلال الليل وتجنب التوتر والحرص على حمل الطفل بوضعية مريحة أثناء إرضاعه لضمان وصوله إلى الثدي بشكل جيد.

    وقالت الدكتورة أمل إنه يتوجب على المرضعات تناول طعام متوازن ليكون بإمكانهن زيادة عدد السعرات الحرارية الإضافية المسموحة للحوامل وهي 500 سعر حراري إضافة إلى السعرات الحرارية اليومية والتي تتمثل بألفين سعر حراري للسيدات، وأشارت إلى أهمية تناول الكثير من الفواكه والخضراوات والأطعمة الغنية بالأملاح والكالسيوم.

    وأكدت الدكتورة أمل على أهمية مراقبة المرأة المرضعة لصحتها وضرورة الإفطار في حال لاحظت أي من علامات نقص السوائل في الجسم كالشعور الشديد بالعطش والتعب والإرهاق والدوار والصداع وحدوث تغيرات على لون البول ورائحته، ويتوجب عليها تناول عصير فواكه يحتوي على السكر أو محلول ملحي وأخذ قسط من الراحة، ومراجعة الطبيب في حال لم تشعر السيدة بالراحة بعد 30 دقيقة من تناول السوائل.

    وبالرغم من أن الصيام لا ينبغي أن يؤثر على نوعية وكمية حليب الأم إلا أن الدكتورة أمل شددت على أهمية التوقف على الصيام في حال لاحظت الأم تغيرات على طفلها كالبكاء الشديد وعدم التبول بشكل متكرر وتغير لون الإخراج إلى الأخضر ونقص الوزن وينبغي عليها مراجعة الطبيب أو مختص الرضاعة الطبيعية.