• 13/05/2015

    الدوحة، 13 مايو 2015: دعا مستشفى النساء التابع لمؤسسة حمد الطبية السيدات الحوامل إلى الخضوع لفحوصات الكشف عن سكري الحمل خلال فترات مبكرة من حملهن للوقاية من أية مضاعفات تنجم عن الإصابة بسكري الحمل.

    من جانبها قالت الدكتورة فاتن الطاهر، استشاري أول أمراض النساء بمستشفى النساء: "تعتبر النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بسكري الحمل إذا كانت المرأة الحامل تعاني من زيادة الوزن ووصل مؤشر كتلة الجسم لديها لمستوى 25 درجة أو أكثر. ويزداد التعرض لخطر الإصابة بسكري الحمل بالنسبة للسيدات اللاتي يعشن وفق نمط حياة يعتمد على الجلوس لفترات طويلة وقلة الحركة مع وجود حالات للإصابة بسكري النوع الثاني ضمن التاريخ المرضي لأسرهن، أو كُنَّ يعانين من ارتفاع ضغط الدم أو كُنَّ من المدخنات. وبالإضافة لذلك، يزداد خطر التعرض للإصابة بسكري الحمل للسيدات اللاتي يعانين من ارتفاع الكوليسترول أو أصبن من قبل بمُتلازمة المَبيض مُتعدِّد الكيسات، أو سبق لهن ولادة طفل يزن 4 كيلوغرامات أو أكثر". 

    ووفقًا لبيانات الاتحاد الدولي للسكري، يعاني ما يقدر بـ 33% من السيدات الحوامل في دولة قطر من سكري الحمل. وفي هذا الصدد تقول السيدة مفيدة بنت بلقاسم، ممرضة أولى بمستشفى النساء: "يرجع ذلك بصورة كبيرة إلى عوامل متعددة مثل اعتماد نمط حياة غير صحي، أو وجود تاريخ مرضي للإصابة بالسكري في الأسرة. وبهدف تحقيق تدخل فاعل يساعد على الكشف المبكر عن سكري الحمل، يتم بصورة روتينية إجراء فحوصات بمراكز الرعاية الصحية الأولية لجميع المريضات من خلال الصيام ثم فحص مستوى سكر الدم للمريضة.

    وبعد هذه الفحوصات، يتم فحص المريضات اللواتي تصنف حالاتهن بأنهن معرضات بصورة أكبر لخطر الإصابة بسكري الحمل مرة أخرى بعد مرور 16 أسبوعًا على الحمل، بينما يتم فحص السيدات اللاتي يُظهرن نتائج طبيعية في الفحص الأول بعد مرور 24 إلى 28 أسبوع على الحمل من خلال إجراء فحص يعرف بـ (اختبار تَحَمُّل الجلوكوز) لتشخيص السكري".    

    وتؤكد منظمة الصحة العالمية على أن داء سكري الحمل يعد من الحالات المرضية الخطيرة، حيث يمكن له أن يتسبب في العديد من مضاعفات الولادة، وزيادة في معدلات حالات الولادة القيصرية، وولادة أطفال زائدي الوزن، فضلاً عن زيادة فرص تعرض الطفل للسمنة خلال السنوات القادمة من عمره.

    وأوضحت الدكتورة فاتن قائلة: "يمكننا في حالة اكتشاف الإصابة بسكري الحمل بصورة مبكرة أن نقدم العلاج للمريضة بصورة أكثر فعالية من خلال تصميم نظام غذائي خاص لها، وفي حالة عدم انضباط مستوى سكري الدم فإننا نقوم بوصف بعض الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، وإذا لم يكن ذلك فعالاً بصورة كافية فإننا نبدأ في تقديم الأنسولين للمريضة للسيطرة على السكري".

    وأضافت الدكتورة فاتن: "ينبغي على السيدات اللاتي يعانين من السكري استشارة الطبيب قبل ثلاثة أشهر من الحمل، حيث يمكن للأطباء تقديم العديد من النصائح القيّمة لمساعدة المريضة على السيطرة على معدلات سكري الدم باستخدام وسائل عدة، مثل تناول 5 مليليتر من حامض الفوليك يوميًا ومحاولة ضبط معدلات السكر قبل الحمل. كما يقوم الأطباء باتخاذ عدد من الإجراءات الاستباقية لحماية المريضة من خلال إجراء الفحوصات لضمان عدم تأثر العينين أو الكليتين بأي مشاكل صحية قبل الحمل. وفي واقع الأمر تظل السيدة المصابة بارتفاع في سكري الدم خلال الحمل معرضة بصورة أكبر للإجهاض أو ولادة طفل مصاب بعيوب ولادية".  

    كما تتم إحالة السيدات اللاتي يتم تشخيص إصابتهن بداء سكري الحمل إلى أخصائي التغذية بمستشفى النساء، حيث يعمل أخصائي التغذية مع السيدة لضبط نظامها الغذائي والسيطرة على مستويات السكر في الدم. ويقوم أخصائي التغذية باقتراح بعض التغييرات في نمط الحياة على السيدة المصابة مثل إدخال المزيد من الأنشطة البدنية على نمط الحياة اليومي.  

    بدورها قالت السيدة رحاب الشيخ السنوسي، مشرف التغذية العلاجية بمستشفى النساء: "من المهم جدًا للسيدات إيلاء مزيد من الاهتمام والرعاية لصحتهن من خلال اتباع نمط حياة صحي، حيث يمكن للأمهات والسيدات لعب دور هام كقدوة لأفراد أسرهن فيما يتعلق باتباع نظام حياة صحي". 

    ونصحت رحاب السنوسي السيدات المصابات بالسكري بتوزيع كمية الغذاء التي يتناولنها يوميًا على مدار ساعات اليوم من خلال تناول ثلاث وجبات رئيسية وثلاث وجبات خفيفة. كما نصحت السيدات بعدم تجاوز أي وجبة أو قضاء فترات طويلة من اليوم دون تناول الطعام، بالإضافة إلى ضرورة استهلاك كميات أقل من الكربوهيدرات خلال وجبة الإفطار، حيث عادةً ما تكون مستويات سكر الدم مرتفعة خلال الصباح الباكر.   

    ونصحت السيدة رحاب السيدات باختيار الأغذية المعتمدة على الحبوب الكاملة، مثل خبز القمح الكامل، والأرز الكامل (الأسمر)، والمعكرونة المصنوعة من القمح الكامل، بدلاً من الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض. كما تنصح السيدات بزيادة حصص الخضروات التي يتناولونها في اليوم لتصل إلى خمس حصص يوميًا، وضبط حصص الفاكهة المتناولة لتصبح من حصتين إلى ثلاث حصص يوميًا من الفاكهة، ويفضل الاقتصار على تناولها في أوقات مختلفة من اليوم مع اعتبارها كوجبات خفيفة.

    وأشارت السيدة رحاب إلى ضرورة تناول السيدات لقطع اللحم الخالية من الدهون والاعتماد على المنتجات قليلة الدسم أو منزوعة الدسم، بما في ذلك الحليب المَقْشُوْد (منزوع الدسم)، واللبن الرائب منزوع الدسم، والأجبان قليلة الدسم، حيث تعد هذه الأطعمة من بين البدائل الغذائية الصحية، تقول السيدة رحاب: "ينبغي على السيدات المصابات بالسكري استخدام الزيوت السائلة عند الطهي مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا بدلاً من استخدام الدهون الصلبة كالزبدة والسمن النباتي. كما يتوجب عليهن تجنب الوجبات والحلويات ذات السعرات الحرارية العالية، بما في ذلك مشروبات الصودا المحتوية على السكريات، وعصير الفاكهة المحلّى، والحلويات، ورقائق البطاطا المقلية، والكعك، والمثلجات كاملة الدسم".   

    ويوفر مستشفى النساء استشارات التغذية بصورة يومية للمريضات دون الحاجة إلى حجز مواعيد مسبقة، كما يتم عقد جلسات تثقيفية جماعية بصورة أسبوعية باللغات العربية والإنجليزية والهندية، وذلك كل يوم إثنين من 11 صباحًا إلى 12 ظهرًا، حيث تهدف الجلسات إلى تثقيف السيدات حول كيفية العيش مع السكري، فضلاً عن تقديم استشارات خاصة بالوقاية من السكري لمساعدة السيدات على تجنب الإصابة بهذا المرض المزمن. 

    كما تتم إحالة السيدات المصابات بسكري النوع الأول والثاني إلى مثقفة السكري بمستشفى النساء للحصول على استشارات عامة حول داء السكري ومخاطره. كما يتم تزويدهن بالمعلومات اللازمة حول كيفية أخذ حقن الإنسولين، وأساليب التعامل مع ارتفاع وانخفاض سكري الدم، وكيفية استخدام جهاز فحص نسبة سكري الدم، فضلاً عن كيفية تسجيل قراءات فحوصات سكري الدم في الجداول الخاصة بذلك والمتابعة المستمرة في المنزل لمعدلات السكري.  

    وبالإضافة لذلك، يمكن لجميع المرضى الاتصال بالخط الساخن المخصص لمرضى السكري على الرقم: 44396980 للحصول على الاستشارات الخاصة بالسكري، وذلك على مدار خمسة أيام أسبوعيًا (من الأحد إلى الخميس، من الساعة 8 صباحًا وحتى 2 مساءً).