الدوحة _6 أغسطس، 2016: في إطار شهر التوعية بمرض الصدفية الذي يحتفل به العالم في شهر أغسطس من كل عام، تعمل مؤسسة حمد الطبية على رفع الوعي بهذا المرض الجلدي الذي يعد من بين الأمراض غير المعروفة جيدًا لدى الكثيرين.
من جانبه قال الدكتور أحمد حازم تقي الدين-استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية بمؤسسة حمد الطبية: "الصدفية هي مرض جهازي مزمن يصيب الجهاز المناعي قد تكون الإصابة به ناتجة عن عوامل وراثية. تتسبب الصدفية في إنتاج زائد للخلايا الجلدية ينتج عنه عادةً تهيج بالجلد وظهور بقع قشرية سميكة فضية اللون على البشرة.
يصيب مرض الصدفية حوالي 3% من السكان في دولة قطر، ويتعرض الرجال والنساء للإصابة به بمعدلات متساوية. وغالبًا ما يتم تشخيص إصابة المرضى بالصدفية خلال الفترة بين عمر 15 و 35 عامًا، إلا أن هذا المرض قد يصيب الإنسان في أي وقت، وهو مرض غير معدي".
يتسبب مرض الصدفية في تغيير دورة حياة الخلايا الجلدية؛ حيث يؤدي إلى تكوّن سريع للخلايا على سطح الجلد. وتظهر الإصابة بالصدفية عادةً في الركبتين والمرفقين وفروة الرأس، إلا أنها قد تؤثر أيضًا على الجذع وباطن القدمين.توجد عدة أنواع من الصدفية، وعادة ما يمر المرضى المصابون بمعظم هذه الأنواع بهجمات متعددة للصدفية؛ حيث تظهر الصدفية خلال أسابيع أو أشهر عديدة، ثم تهدأ الأعراض لبعض الوقت أو تختفي بشكل كامل.
وعلى الرغم من معدل انتشار مرض الصدفية، إلا أن هذا المرض يظل غير معروف لدى كثير من الناس. وتؤثر الإصابة بمرض الصدفية على معنويات الشخص المصاب وعلى جودة حياته؛ حيث يشعرأغلب مرضى الصدفية بالقلق والإحراج والاكتئاب نتيجة الإصابة بهذا المرض؛ إذ يواجهون تمييزًا عند التعامل مع الآخرين بسبب خوف كثير من الناس من هذا المرض وظنهم الخاطئ بأنه مرض معدي. وبالإضافة إلى الآثار النفسية والاجتماعية التي يعاني منها المصاب، يزيد مرض الصدفية من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية والسكري وداء كرون (متلازمة كرون) وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وعدد من المشاكل الصحية الخطيرة الأخرى إذا لم يتم علاجه.
ويضيف الدكتور تقي الدين قائلاً: " الإصابة بالصدفية تنجم عن تركيبة تجمع بين بعض العوامل الوراثية وبين تعرض الشخص المصاب لعوامل خارجية تساعد على تنشيط أعراض المرض. وقد تتضمن هذه العوامل الخارجية الضغوط النفسية ورضوض الجلد (مثل الجروح والخدوش) وبعض أنواع معينة من الإنتانات وبعض الأدوية".
وشدد الدكتور تقي الدين على أهمية إيجاد ونشر وعي أفضل بمرض الصدفية وأنواعه المختلفة - بما في ذلك التهاب المفاصل الصُّدَافي- بين الجمهور وكوادر الرعاية الصحية أيضًا. كما نصح الدكتور تقي الدين الأشخاص الذين يشتبهون في إصابتهم بالصدفية بالحصول على المشورة الطبية، مضيفًا أنه من المهم ضمان تشخيص المرضى بشكل صحيح وضمان حصولهم على العلاج المناسب.
وأردف الدكتور تقي الدين بقوله: "التهاب المفاصل الصُّدَافي هو التهاب مفاصل مرتبط بالصدفية، وغالبًا ما يتم تشخيص معظم المرضى بالصدفية أولاً ثم يتم تشخيص إصابتهم بالتهاب المفاصل بعد ذلك، إلا أنه من الممكن أن تبدأ مشاكل المفاصل في بعض الأحيان قبل ظهور الإصابة بالصدفية على الجلد. وشأنه شأن الصدفية، فإن مرض التهاب المفاصل الصُّدَافي هو مرض يمكن علاجه إلا أنه لا يمكن الشفاء منه. وينصب الاهتمام في هذه الحالات على السيطرة على الأعراض وتجنب حدوث أضرار للمفاصل. ويمكن لمرض التهاب المفاصل الصٌّدَافي في حال تركه دون علاج أن يتسبب في إعاقة المريض".
وتتضمن الخيارات العلاجية المتاحة لمرض الصدفية الكريمات والمراهم التي تدهن على البشرة، والعلاج بالضوء (التعرض لبعض أنواع الأشعة ما فوق البنفسجية وفق نسب معينة)، والأدوية التي تقلل من إنتاج الخلايا الجلدية. ويتم اختيار العلاج حسب حالة المريض وشدة المرض.
واختتم الدكتور تقي الدين حديثه قائلاً: "من الممكن أن تتفاقم أعراض الصدفية بسبب عوامل مرتبطة بأسلوب حياة الشخص المصاب، مثل زيادة الوزن أو السمنة، والتدخين، وتعاطي الكحول، واتباع نظام غذائي غير صحي يعتمد على تناول الوجبات الغنية بالدهون المشبعة والنشويات والسكريات. ومن جهة أخرى، فإن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والنوم لفترات كافية هي ممارسات هامة جدًا لجميع الأفراد، إلا أنها تعد مهمة على وجه الخصوص للأشخاص المصابين بالصدفية أو المعرضين للإصابة بها".
للحصول على مزيد من المعلومات عن مرض الصدفية بما في ذلك معلومات عن كيفية الحصول على الخدمات التخصصية التي تقدمها عيادات الجلدية بمؤسسة حمد الطبية، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني:
psoriasis.hamad.qa.