NewsDetail
أسست وحدة المها للأطفال بمستشفى الرميلة التابع لمؤسسة حمد الطبية برنامجاً ناجحاً تم تصميمه خصيصاً لمساعدة الأطفال المعتمدين على أجهزة التنفس الاصطناعي لفترات طويلة على العودة للعيش في منازلهم مع أسرهم ومعاودة الاندماج بالمجتمع. كما يحقق هذا البرنامج تحسن نوعي في جودة حياة هؤلاء الأطفال الذين ظلّ العديد منهم مقيماً في المستشفى لسنوات.
من جانبه قال الدكتور عبد العزيز درويش، المدير الطبي لمستشفى الرميلة: "تأسست وحدة المها للأطفال في عام 2010 بهدف تقديم الرعاية للأطفال الذين يعانون من حالات مرضيّة مزمنة تتطلب بقائهم على أجهزة التنفس الاصطناعي لفترات طويلة، إلا أننا أدركنا أن تقديم رعاية طبية جيدة فحسب لا يعد كافياً حيث يستحق هؤلاء الأطفال الاستفادة من منهجية رعاية أكثر شمولاً توفر لهم جودة حياة أفضل. وقد ترتّب على ذلك تصميم برنامج متخصص يمكّن بعض هؤلاء الأطفال من التوقف تدريجياً عن الاعتماد على أجهزة التنفس الاصطناعي. لقد تمكّن بعض المرضى من مغادرة المستشفى والعودة للعيش في منازلهم مع أسرهم بشكل آمن".
وتهدف وحدة "المها 1" وهي وحدة أطفال عالية التخصص إلى توفير العلاج للأطفال الذين يعانون من حالات مرضيّة مزمنة تتطلب حصولهم على رعاية مطوّلة مع بقائهم على أجهزة التنفس الاصطناعي. ويعاني هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و 14 عاماً من اضطرابات في أجهزة متعددة بالجسم تتطلب وضعهم على أجهزة التنفس الاصطناعي لمساعدتهم على التنفس. وقد تنجم هذه الاضطرابات عن حالات خِلْقِيّة (بمعنى أن هؤلاء الأطفال يولدون وهم مصابون بهذه الحالات) أو بسبب حالات يصاب بها الأطفال في فترات لاحقة من حياتهم، كأن يصاب الطفل بعدوى تتسبب في إصابته باضطرابات تنفُّسِيَّة.
بدورها أشارت الدكتورة ريم بابكر عبدالله محمد، استشاري طب الأطفال بوحدة "المها 1"، إلى أهمية العمل الاحترافي الذي قام به جميع أعضاء الفريق حيث قاموا بمراجعة دقيقة لكل مرحلة من مراحل عملية الرعاية التي يحصل عليها كل الأطفال المشاركين في البرنامج، وذلك لضمان أن تظل سلامتهم دائماً على رأس الأولويات عند إجراء أي تغيير في تقديم الرعاية لهم. وأضافت الدكتورة ريم: "لقد قمنا بالعمل ضمن فرق متعددة التخصصات تتألف من أطباء متخصصين وكوادر تمريضية، حيث بدأنا قبل كل شيء بمراجعة كل الخيارات المتاحة لتحديد خطة الرعاية الصحيحة التي يمكن تطبيقها مع الأطفال الذين تم تقييم حالاتهم على أنهم مرشحين مناسبين لهذا البرنامج".
وأردفت الدكتورة ريم بقولها: "قمنا بعد ذلك بإشراك أولياء أمور هؤلاء الأطفال وشرح البرنامج لهم لضمان فهمهم التام لما نهدف له من هذا البرنامج. لقد كان من المهم جداً الحصول على موافقاتهم على هذه المنهجية الجديدة وإقناعهم بالفوائد الحقيقية التي ستترتب على حياة أبنائهم. كما نشرح للطفل التغييرات التي سنجريها على الرعاية التي يحصل عليها وذلك بما يتناسب مع عمره ومستوى إدراكه، حيث نؤمن بشدة بأن التواصل الفعّال مع المريض والأسرة من شأنه أن يدعم نجاح مثل هذه المشاريع".
يذكر أن هذا المشروع قد تم تطويره بهدف تحسين عملية تنسيق الرعاية المقدمة للمرضى من خلال إشراك أسرة المريض في الرعاية والعلاج وبالتالي تحقيق تحسينات في جودة حياة المرضى من خلال مساعدتهم على الاندماج في مجتمعهم. وقد تم في إطار هذا المشروع الناجح تدريب أكثر من 10 من مقدمي الرعاية الصحية على كيفية رعاية الأطفال الذين خضعوا لإجراء فَغْر الرُّغامَى (ثقب بالقصبة الهوائية يسمح بدخول وخروج الهواء إلى داخل الرئتين لمواصلة عملية التنفس) وهو ما ترتب عليه تسريح ثلاثة مرضى بشكل آمن للعودة للعيش في منازلهم. وبالإضافة لذلك فقد تمكّن أربعة مرضى آخرين من التوقف تدريجياً عن الاعتماد على أجهزة التنفس الاصطناعي.