• 28/12/2016
    استضاف مركز حمد للإصابات والحوادث التابع لمؤسسة حمد الطبية مؤخراً مجموعة من الخبراء والمحاضرين من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكندا وأوروبا والهند ودول مجلس التعاون الخليجي لحضور مؤتمر حول مراجعة واعتماد مراكز الإصابات والحوادث. وقد عرض المشاركون في المؤتمر الذي استمر على مدار أربعة أيام تجاربهم في مجال تطبيق أفضل الممارسات المعتمدة لتطوير أنظمة مراكز الإصابات والحوادث والتي تعمل على إنقاذ حياة المصابين وخفض معدلات الإصابة بالإعاقات الناجمة عن التعرّض للحوادث.    

    وكان موضوع المؤتمر لهذا العام "رحلة فريق مركز الإصابات والحوادث من التأسيس إلى المصادقة والاعتماد"، وحضر المؤتمر نحو 200 مشارك. ويُعد مركز حمد للإصابات والحوادث برئاسة الدكتور حسن آل ثاني، رئيس خدمات الإصابات والحوادث في مؤسسة حمد الطبية، المركز الوطني للإصابات والحوادث في دولة قطر كما أنه مصنّف كمركز إصابات وحوادث من المستوى الأول. وقد حصلت مؤسسة حمد الطبية العام الماضي على جائزة التميّز في مجال الإصابات والحوادث من الهيئة الكندية للاعتماد الدولي، لتصبح مؤسسة حمد الطبية بذلك هي أول مؤسسة على مستوى العالم تحصل على هذه الاعتراف الدولي.

    وقد ركّز المؤتمر على ثلاثة مواضيع رئيسية، وهي: عملية مراجعة واعتماد مراكز الإصابات والحوادث، وأحدث منهجيات الحدّ من أضرار الإصابات على مصابي الحوادث، والبحوث الطبية. 

    من جانبه قال الدكتور حسن آل ثاني، رئيس المؤتمر ومدير مركز حمد للإصابات والحوادث: "نحن سعداء جداً بنجاح مؤتمر مركز حمد للإصابات والحوادث . أعتقد أن هذا المؤتمر قد ساهم على مدار أيامه الأربعة في عملية التطوير المهني المستمر لجميع كوادر الرعاية الصحية التي تشترك في تقديم الرعاية لمصابي الحوادث".   

    وأشار الدكتور حسن آل ثاني إلى أن المؤتمر تناول مجموعة من المواضيع والمحاور الهامة في مجال أنظمة الإصابات والحوادث على مستوى المنطقة والعالم بهدف تحفيز المشاركين على ابتكار الأفكار الجديدة وإيجاد الحلول التي يمكن لهم تطبيقها في الرعاية التي يقدمونها لمرضاهم في مراكز الإصابات والحوادث. وأضاف الدكتور حسن آل ثاني: "نتشارك جميعاً الطموح لتحسين ممارسات تقييم وإدارة حالات مرضى إصابات الحوادث ذوي الحالات الحرجة في مختلف مراكز الإصابات والحوادث بالمنطقة. لقد مثّل هذا المؤتمر خطوة هامة نحو الأمام في سبيل تحقيق هذا الهدف الهام".  

    وأردف الدكتور حسن آل ثاني بقوله: "لقد شعرنا بأن هذا هو الوقت المناسب للبدء في التفكير بشكل جماعي في كيفية تطبيق أفضل الممارسات وتحقيق أفضل النتائج وزيادة معدلات نجاة مصابي الحوادث، حيث تمثّل إصابات الحوادث المرورية وإصابات العمل أبرز أنواع الإصابات التي تؤدي إلى الوفاة والإصابة بالإعاقات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ولذلك فإنه يتوجب علينا التصدي لمسببات الوفاة هذه من خلال تطبيق الأساليب المثبتة علمياً لتقديم الرعاية المناسبة للمريض المناسب في الوقت المناسب. إن اعتماد وتحديد مستشفيات مختارة للعمل كمراكز للإصابات والحوادث يمثل خطوة أولى ضرورية يتبعها تحديد أهم مكونات منظومة رعاية مصابي الحوادث التي يجب تأسيسها وتحسينها" .

    وبدوره قال الدكتور أيمن المنير، مدير البحوث الطبية بإدارة جراحة الأوعية الدموية وإصابات الحوادث والرئيس المشارك للمؤتمر: "لقد مثّل المؤتمر فرصة رائعة للخبراء من مختلف التخصصات الذين يشتركون في رعاية مصابي الحوادث لمناقشة أحد أبرز المواضيع التي يكثر الحديث عنها في مجال رعاية مصابي الحوادث في الوقت الحاضر، وهو منهجيات الحدّ من أضرار الإصابات على مصابي الحوادث، حيث تمكّن المشاركون من تبادل خبراتهم حول كيفية الحدّ من الضرر وكيفية إنقاذ حياة المصابين من خلال التدخل الجراحي المبكر، وذلك بسبب تعرّض الكثير من مصابي الحوادث لإصابات بالغة تستدعي التدخل السريع". 

    وأوضح الدكتور أيمن المنير أن المؤتمر ركّز على إبراز أهمية التعاون بين جميع الكوادر المعنية بمصابي الحوادث من فرق خدمة الإسعاف وكوادر العناية المركزة وجراحي إصابات الحوادث، وموظفي سجلات قواعد البيانات بمراكز الإصابات والحوادث، ومكاتب أبحاث الإصابات والحوادث، وفرق الوقاية من الإصابات، ومسؤولي برامج الزمالة الطبية في تخصص إصابات الحوادث، والكوادر التمريضية، وكوادر الأشعة واختصاصيي الصيدلة السريرية والعلاج التأهيلي وفريق بنك الدم. 

    وتساهم عملية مراجعة واعتماد مراكز الإصابات والحوادث دوليا في خفض معدلات الوفاة بين مصابي الحوادث الذين يتعرضون لإصابات بالغة. ولذلك قامت لجنة من مجموعة المحاضرين تمثل عدة دول وصلت كل دولة منها إلى نقطة مختلفة في عملية اعتماد مراكز الإصابات والحوادث بتقييم المكونات الأساسية اللازمة للمنظومة الشاملة للإصابات والحوادث، حيث ناقشت اللجنة خلال المؤتمر ستة مكونات أساسية يجب توفرها في المنظومة الشاملة للإصابات والحوادث من بينها: الوقاية من الإصابات، تحسين الجودة، البحوث، سجل الإصابات والحوادث، والجاهزية للاستجابة في حالات الكوارث. بالإضافة إلى الجلسات المخصصة لمناقشة بعض البحوث الطبية فقد حضر المشاركون مجموعة من الجلسات التفاعلية الخاصة التي عقدت على مدار يومين والتي دار موضوعها حول كيفية كتابة المشاريع البحثية ونشرها في المجلات العلمية.