NewsDetail
ينظم قسم رعاية المسنين بمؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع فريق مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) برنامجاً تثقيفياً لتقييم الآثار المتزايدة والتحديات المتنامية لظاهرة الخرف في قطر. وتأتي هذه المبادرة الرئيسية ضمن برنامج موسع بهدف رفع مستوى الوعي لدى الجمهور العام حول هذه المشكلة العالمية.
وسيتم إقامة فعالية بمشاركة المجتمع يوم الأربعاء الموافق 26 أكتوبر الجاري بمبنى رئاسة مؤسسة قطر بالمدينة التعليمية. ومن المقرر إقامة تلك الفعالية من الساعة 05:30 مساءً وحتى 8:00 مساء حيث تتضمن سلسلة من الكلمات يلقيها عدد من الخبراء العالميين المرموقين في مجال دراسة مرضى الخرف وكيفية توفير الرعاية اللازمة لهم. ومن بين المتحدثين العالميين البروفسور/ روان هاروود، استشاري كبار السن وأستاذ بجامعة نوتينغهام، المعروف باهتماماته السريرية والبحثية الواسعة بما فيها الهذيان، الخرف، الجلطة، التحكم في البول والبراز، إعادة التأهيل، السقوط والأخلاقيات الطبية.
وسوف يتمكن الحضور من الوقوف على روايات وقصص مباشرة من المرضى وموفري الرعاية حول التحديات اليومية مع الخرف، علما بأن الدخول لحضور الفعالية مجانا وسوف يتم تقديم شروح باللغة العربية.
وقالت د / هنادي الحمد، رئيس قسم كبار السن بمؤسسة حمد الطبية ومنسق المرصد العالمي للخرف بمنظمة الصحة العالمية: " باعتقادي لا توجد أي حالة أخرى تحدث أثراً بالغاً في عدم القدرة على أداء الوظائف وفقدان الاستقلالية والحاجة للرعاية أكثر من الإصابة بالخرف، وليس هناك حالة أخرى تشكل ذلك العبء على المجتمع، والأسرة، والمجتمعات واقتصادها بشكل عام".
وأضافت د. هنادي : " تعد مشاريع البحوث المرتبطة بالخرف ووضع وتطوير نهج متكامل لتقديم الرعاية اللازمة من الأمور المهمة، و من الضروري أن تفهم المجتمعات والأسر ما هو الخرف وكيف يمكن الحصول على الدعم المهني المطلوب لهذه الحالات . ونحن نأمل أن نصل، من خلال هذه المناسبة المجتمعية، إلى الأفراد الذين قد يعرفون شخصاً يعاني من الخرف أو لديهم، هم شخصياً، القلق وهاجس الإصابة بآثار تلك الحالة".
ويحدث الخرف عندما يتعرض الدماغ للضرر أو التلف نتيجة لبعض الأمراض، مثل مرض الزهايمر أو التعرض لسلسلة من السكتات الدماغية. والخرف ليس مرضاً محدداً ولكنه مصطلح شامل يصف مجموعة واسعة من الأعراض المرتبطة بتدهور الذاكرة، السلوك أو مهارات التفكير الأخرى بحيث تكون شديدة بما يكفي للحد من قدرة الشخص من ممارسة أنشطته اليومية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فهناك سوء فهم وعدم إدراك لحقيقة الخرف. فمثلاً، وعلى الرغم من أن الخرف يصيب عادة كبار السن بصفة خاصة، إلا أنه لا يشكل جزءً طبيعياً للتقدم في العمر. وهناك ما يقارب 47،5 مليون شخص في العالم يعانون من الخرف ويتم تشخيص ما يقارب 7،7 مليون حالة جديدة سنوياً. ويعد مرض الزهايمر من الأسباب الرئيسة التي تؤدي للخرف حيث يمثل مرضى الزهايمر 60-70% من حالات الإصابة بالخرف.
ومن جانبه قال إغبيرت سكيلنجز، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش): " باعتبارها دولة فريدة بالمنطقة، فإن دولة قطر مصممة على التصدي لمرض الخرف" مضيفاً: "هناك لجنة من التحالف المحلي تنخرط في وضع استراتيجية وطنية للخرف. الدول الأخرى التي قامت بنفس الشيء وضعت عملية تطوير شبكات دعم النظراء ومستشاري الخرف القائم على المجتمع على قمة تفاعلها مع التحديات المتزايدة في هذا الشأن. وبهذه الفعالية، فإن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) وشركائه يقومون بالجزء الخاص بهم للتصدي لأمرين رئيسيين أثناء التعامل مع هذا المرض: الأول هي الشعور بالتشاؤم نتيجة الزيادة في الأشخاص الذين يعانون من الخرف وهي مشكلة غير قابلة للحل. أما الأمر الثاني فهو أكثر إيجابية من حيث إيجاد طريقة للتعايش مع انتشار هذه الحالة بالعمل المشترك كمجتمع. إن مثل تلك الفعالية من شأنها تمكين الناس من اجل الالتقاء والتعلم وتقديم الدعم لبعضهما البعض".
"إن الاصابة بالخرف قد يمثل صدمة عنيفة لأي شخص وقد يشعر الشخص بأنه في غاية من الضعف. هنا يأتي دور المقربين ، والدعم الأسري القوي والرعاية الفعالة. من المهم، كذلك، التخطيط للمستقبل للتأكد من أن كافة الأمور الشخصية والقانونية يتم التحكم فيها وإدارتها بينما لا يزال الشخص الذي يعاني من الخرف قادر على اتخاذ القرار بنفسه".
الجدير بالذكر ان الخرف هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإعاقة والاعتماد على الغير من قبل كبار السن على مستوى العالم. ويضيف الأثر العضوي، النفسي، الاجتماعي والاقتصادي الذي يحدثه الخرف على موفري الرعاية، والأسر والمجتمع المزيد من التعقيد نحو ضرورة توفير وإعداد خدمات فعالة.