NewsDetail
الدوحة، 21 سبتمبر 2016: في إطار احتفالها باليوم العالمي للزهايمر أكدت مؤسسة حمد الطبية على التزامها بتقديم رعاية تخصصية للمرضى المصابين بالزهايمر وأفراد أسرهم. ويُعد شهر سبتمبر هو الشهر العالمي للزهايمر، ويجري الاحتفال به هذا العام للسنة الخامسة على التوالي في إطار حملة دولية تهدف إلى رفع الوعي بهذا المرض وإزالة الوصمة المرتبطة به.
يُصنّف مرض الزهايمر كأحد أنواع الخرف، وهو مصطلح عام يطلق على فقدان الذاكرة وبعض القدرات المعرفية الأخرى والتي تتسبب في مشاكل سلوكية ومشاكل في القدرة على التفكير السليم وبالتالي يؤثر على قدرة الشخص على عيش حياة طبيعية. ويتمثل أكثر أعراض الزهايمر المبكرة شيوعاً في أن يجد المريض صعوبة في تذكر المعلومات التي تعلمها مؤخراً.
ويؤدي تطور المرض إلى الإصابة بالمزيد من الأعراض الأكثر حدة مثل عدم الوعي بالمكان والتقلبات المزاجية والسلوكية وفقدان القدرة على تمييز الأحداث والوقت والمكان، والتوهم والشك غير المبرر في أفراد الأسرة والأصدقاء ومقدمي الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تفاقم درجة فقدان الذاكرة والتغيرات السلوكية ووجود صعوبة في التحدث بطريقة واضحة وفي البلع والمشي.
ويظهر مرض الزهايمر في معظم الحالات في الأشخاص البالغة أعمارهم 65 عاماً فأكثر، إلا أن هذا المرض لا يصيب بالضرورة كبار السن فقط، حيث أن ما يصل إلى 5% من المصابين بالزهايمر تبدأ أعراض المرض بالظهور لديهم في مرحلة مبكرة، إذ من الممكن أن تظهر الأعراض لدى أشخاص أقل عمراً بشكل نسبي أي في الأربعينات والخمسينات من عمرهم.
من جانبها أوضحت الدكتورة هنادي الحمد، رئيس قسم طب الشيخوخة والرعاية المطوّلة في مؤسسة حمد الطبية، أن مرض الزهايمر هو أكثر أنواع الخرف شيوعاً، حيث أنه يشكل ما بين 60 إلى 80 في المائة من حالات الخرف. وأضافت: "يُصنّف الزهايمر كمرض تفاقمي لا يوجد علاج شافي له حتى الآن، بينما تساعد فقط علاجات الزهايمر المتوفرة حالياً على إبطاء تفاقم أعراض الخرف".
وأردفت الدكتورة هنادي بقولها: "نشهد كل عام تزايداً في عدد حالات الإصابة بالزهايمر مع تزايد عدد الأشخاص الذين يتقدمون في العمر بين السكان، وقد قمنا بتطوير خدمات طب الشيخوخة لتتضمن خدمات رعاية تخصصية لحالات الخرف، حيث نقدم العلاجات الدوائية وغير الدوائية (مثل العلاج الوظائفي) لما لا يقل عن 300 مريض تم تشخيص إصابتهم ببعض أنواع الخرف".
وأوضحت الدكتورة هنادي أن الفريق يقدم النصائح والاستشارات لأسر مرضى الزهايمر بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم لهم ومساعدتهم على رعايتهم حيث كثيراً ما يشعر من يقوم على رعاية مريض الزهايمر بالإنهاك والإرهاق عندما تبدأ بعض المشاكل السلوكية والأعراض الأكثر حدة في الظهور على المريض.
وقالت الدكتورة هنادي: " أدعو أي شخص يلاحظ ظهور أعراض غير طبيعية لفقدان الذاكرة على أحد أفراد أسرته بالحضور إلى عيادة الذاكرة للحصول على تقييم شامل وتشخيص لحالته مع ضمان الخصوصية والسرية للمريض. إن كل ما يتوجب عليه فعله فقط هو التوجّه إلى مركز الرعاية الصحية الأولية للحصول على تحويل لعيادة الذاكرة في مستشفى الرميلة، وهناك سيتم تقييم حالة المريض من قبل أخصائيي طب الشيخوخة. يمثل التشخيص المبكر والحصول على العلاج المناسب عاملان مهمان للمساعدة على الحدّ من أعراض المرض وخفض وتيرة تدهور حالة الوظائف والقدرات المعرفية لدى المريض. ويعني ذلك أنه من الممكن لنا بكل تأكيد أن نساعد المرضى المصابين بالزهايمر على التمتع بجودة حياة أفضل لفترة أطول إذا ما تمكنا من العمل معهم ومع أفراد أسرهم عند بداية الإصابة بالمرض".
تضم عيادة الذاكرة فرقاً متعددة التخصصات يمكنها تقديم الرعاية المناسبة لكل واحد من هؤلاء المرضى على حدة، حيث أن لدى كل شخص يعاني من الخرف احتياجاته وعاداته الخاصة به وبعض الأمور التي يحبها وأمور أخرى لا يحبها، وعندما تتم مراعاة كل هذه الجوانب عند تقديم الرعاية للمريض فإن ذلك يعود بنفع أكبر على المريض وأسرته.
وعادة ما يوصف مرض الزهايمر على أنه مرض عائلي، حيث يتسبب هذا المرض في تزايد العبء والضغوط على أفراد الأسرة بسبب مراقبتهم للتدهور المستمر لحالة أحد أحبائهم، ولا يكون ذلك فقط على المستوى النفسي والمعنوي بل على المستويين المادي والبدني أيضاً.
وأضافت الدكتورة هنادي: "يلعب الدعم الذي تقدمه الأسرة ومن يقوم على رعاية المرضى دوراً كبيراً في ضمان حماية كرامة الأشخاص المصابين بهذا المرض، إلا أن مقدمي الرعاية غالباً ما يكونون بحاجة إلى الحصول على بعض المساعدة للتأقلم مع الضغوط التي يمثلها تقديم الرعاية لأحد أحبائهم الذي لم يعد قادراً على الإعتناء بنفسه. إننا في مؤسسة حمد الطبية ملتزمون دائماً بالعمل على إيجاد حلول تساعد على تحسين جودة حياة المصابين بالزهايمر ومن يقوم على رعايتهم، ولذلك فإننا نؤكد دائماً لجميع أفراد الأسرة على توفر الدعم لهم وأنه لا يتوجب عليهم التردد في طلب المساعدة من المتخصصين في حال تأكد تشخيص أحد أحبائهم بالزهايمر".
جدير بالذكر أنه يجري الاحتفال باليوم العالمي للزهايمر في 21 سبتمبر من كل عام، حيث تركز المؤسسات المهتمة بالزهايمر في مختلف أنحاء العالم جهودها في هذه الاحتفالات على رفع الوعي بالزهايمر والخرف.