الدوحة، 21 سبتمبر، 2016: يؤدي المركز الوطني لعلاج السكري بمؤسسة حمد الطبية دوراً هاماً في مساعدة المرضى على التعايش مع مرضهم والتحكّم به.
وقد ساهم المركز الوطني لعلاج السكري في توفير الرعاية العلاجية المتميزة لمريض قطري يبلغ من العمر 35 عامًا ويُعاني من متلازمة داون حتى تحسنت حالته بشكل ملحوظ . وكان المريض (علي) قد تم تشخيص حالته في البداية على أنّه مصاب بمرض السكري من النوع الثاني بعد أن شكا من التعب وازدياد شعوره بالعطش، وأكَّد تحليل الدم إصابته بالسكري ووُصِفَت له أدوية تُؤخذ عن طريق الفم وتُستخدم لتخفيض مستوى السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني؛ إلا أن هذا النوع من الأدوية نادرًا ما يُستخدم لمعالجة مرض السكري من النوع الأول.
وفي شهر فبراير، أُدخل (علي) إلى قسم الطوارئ في مستشفى حمد العام وهو يعاني من الحمّاض الكيتوني السكري، وشُخّصت إصابته بمرض السكري من النوع الأول. والحماض الكيتوني السكري هو حالة خطيرة يمكن أن تؤدّي إلى إصابة المريض بغيبوبة أو حتى الموت. وهذا يحدث عندما يعجز الجسم عن استخدام الغلوكوز كمصدرٍ للطاقة، ويلجأ بدلاً من ذلك إلى استعمال الدهون للحصول على الطاقة. ونتيجةً لذلك، تتراكم في الدم والبول المواد الكيميائيّة التي يُطلق عليها الكيتونات، وعندما يكون مستوى الكيتونات مرتفعًا، تُصبح سامّة.
وقالت السيدة/ منال عثمان، مدير قسم التثقيف الصحي لمرضى السكري بمؤسسة حمد الطبية: "إنّ الأطباء غير المتخصصين في تشخيص داء السكري ومعالجته، يغيب عن بالهم أحيانًا احتمال إصابة شخص بالغ بالنوع الأول من مرض السكري. وقد يبدو للطبيب أن بعض المرضى البالغين الذين يعانون من أعراضٍ مثل كثرة التبوّل والعطش الشديد، بأنّهم مصابون بالسكري من النوع الثاني، خاصة إذا كان المريض يعاني من زيادة الوزن أو لديه تاريخ عائلي في الإصابة بمرض السكري".
على الرغم من أنَّ كلا النوعين، الأوّل والثاني، من مرض السكري يؤدّيان إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وقد يتشابها في العديد من الأعراض والعواقب التي قد يخلّفانها على المدى الطويل، إلاّ أنّ إستراتيجيات العلاج تختلف باختلاف نمط السكري، لذا يجب أن يتوخى الطبيب الدقة أثناء التشخيص لتفادي أي عواقب خطيرة.
بعد خروج (علي) من قسم الطوارئ، بدأ يعمل مع طبيب وأخصائي تغذية ومُثقّف صحي في المركز الوطني لعلاج السكري بمستشفى حمد العام حيث حصل على المزيد من المعلومات حول حمية الأنسولين التي بدأت في قسم الطوارئ، وتلقّى الإرشاد والتثقيف حول البرامج الغذائية الملائمة. وفي غضون ستة أشهرٍ، عاد الهيموغلوبين السكري إلى مستواه الطبيعي.
وأوضحت السيدة/ عثمان قائلة: " تتمثّل أولويتنا الأولى في مساعدة مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني على فهم حالتهم، وفهم العلاج الذي سيخضعون له. فنحن مثلًا نساعد المرضى الذين يحتاجون إلى حقن الأنسولين على تعلّم أسلوب الحقن الصحيح وكيفيّة تخزين الأنسولين والتخلّص من الإبر. كما نعمل مع أسرة المريض ونعلّمهم كيفيّة حقن الأنسولين.
وبعد ذلك، يتلقّى المريض التوجيه والدعم فيما يتعلَّق بالنظام الغذائي والبرنامج الرياضي الذي يُنصح باتباعه، كما نقوم بمتابعته لتحديد أيّ مشاكل صحيّة وتحديات قد يواجهها خلال تلقيه العلاج وإدارة حالته".
ونوّهت السيدة/ عثمان إلى أن علاج مرض السكري هو ذو طابع فرديّ ويمكن أن يختلف اختلافًا كبيرًا من مريض إلى آخر. إلا أن جانبًا واحدًا يبقى على حاله ولا يتغيّر، وهو الجهد التعاوني ونهج الرعاية الصحية الذي يتبعه الأطباء في المركز الوطني لعلاج السكري.
وأضافت قائلة: " نحن نعمل معًا لتثبيت أولاً مستوى السكر لدى المرضى، ومن ثمّ تقديم الدعم والرعاية لهم في حياتهم اليوميّة. ومن هذا المنطلق، يتمحور تركيزنا على الوقاية من المضاعفات التي قد تحدث على المدى الطويل. فمرضى السكري الذين لا يتحكّمون أو يعجزون عن التحكّم بمستوى السكر في الدم، هم معرّضون لخطر الإصابة بمضاعفات مزمنة، مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية وفقدان البصر والفشل الكلويّ وبتر الأطراف " .
وأكّدت السيدة/ عثمان أن هدف المركز الوطني لعلاج السكري هو تقديم التوجيه والدعم اللازمين لتمكين المرضى من التحكّم بحالتهم الصحية والتعايش معها. فالمرضى هم عنصر الأساس والأكثر أهمية في إدارة الرعاية الصحية الخاصة بهم.
وأوضحت السيدة/ عثمان قائلة: " يتمثّل دورنا في منح المرضى الدعم والإرشاد اللازمين للتعامل مع مرض السكري. فنحن نشجّعهم على الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحّي وإجراء تغييرات على نمط عيشهم ليتمكنوا من تثبيت مستوى السكر لديهم ضمن المستويات الطبيعية. إنَّ مهمّتنا هي أن نكون بمثابة المدرّب والمثقّف الصحي لهم حيث نقوم بالإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم وتقديم المشورة لهم حول الدواء والنظام الغذائي والنشاط البدني الأنسب. إلا أن اتخاذ الخيار الصحي الأفضل كل يوم يعود إلى المريض وحده."
للحصول على المزيد من المعلومات حول مرض السكري بما في ذلك علاماته وأعراضه، فضلاً عن المشورة حول الأنظمة الغذائية الصحية وكيفية دمج ممارسة التمارين الرياضية ضمن روتينكم اليوميّ، يرجى زيارة الموقع التالي
http://diabetes.hamad.qa.