الدوحة، 13 يونيو 2017: حذّر الدكتور عبد العزيز الهاشمي، استشاري أمراض الرئة واضطرابات النوم بمؤسسة حمد الطبية، من عدم النوم لساعات كافية خلال أيام شهر رمضان، مشيراً إلى أن قلة النوم تعد أمراً شائعاً يعاني منه الكثير من الصائمين خلال هذا الشهر وقد يزيد من مشقة الصيام لبعضهم، ولذلك فإنه من المهم الحصول على قسط وافر من النوم كل يوم.
يمثل النوم أحد الاحتياجات الفسيولوجية الطبيعية للجسم مثل الأكل والتنفس، حيث يحتاج الإنسان للنوم للمحافظة على سلامة جسمه وتجديد طاقته وتمكينه من أداء الوظائف العقلية والفسيولوجية المختلفة. ولذلك فإن حرمان الجسم من النوم لفترة كافية قد يؤثر سلباً على قدرات الفرد على أداء وظائفه على مدار اليوم. ومع الصيام اليومي خلال ساعات النهار طوال شهر رمضان فقد يعاني الصائم من انقطاع في نمط النوم الطبيعي الذي اعتاد عليه.
وأوضح الدكتور عبد العزيز الهاشمي بقوله: "يؤدي حرمان الجسم من النوم إلى زيادة إفراز هرمون الجريلين المسؤول عن تحفيز الشهية والشعور بالجوع، كما تتسبب قلة النوم في الوقت نفسه في تقليل إفراز هرمون الشبع المسؤول عن التحكم في الشهية والذي يعرف بهرمون اللبتين. ولذلك فإنه عندما يعاني الصائم من قلة النوم فإن التأثير يكون مركباً، كما أن عادات الأكل عادةً ما تتغير عند حرمان الجسم من النوم، حيث أظهر الأشخاص الذين يُحرمون من النوم لفترات كافية زيادة في الشهية والرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى زيادة الوزن".
وأشار الدكتور عبد العزيز الهاشمي إلى أن الإفراط في تناول الطعام قد يؤدي إلى الإصابة بأعراض مختلفة كعسر الهضم والارتجاع المعدي المريئي ومشاكل القولون، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة إمكانية الإصابة باضطرابات النوم خلال شهر رمضان.
وأضاف الدكتور عبد العزيز الهاشمي بقوله: "من المهم لجميع الصائمين الحرص على أن يحصلوا في أيام رمضان على نفس القدر من النوم الذي يحصلون عليه في الأيام العادية. عادةً ما ينام الأشخاص من سبع إلى ثمان ساعات متصلة خلال الليل، ولكنهم لا يتمكنون من ذلك خلال رمضان، ولذلك ننصح بمحاولة تعويض ساعات النوم التي لا يتمكنون من نومها خلال الليل أثناء ساعات اليوم الأخرى".
وأوضح الدكتور عبد العزيز الهاشمي أنه عندما يغيّر الأشخاص أنماط ومواعيد نومهم واستيقاظهم فإنهم يعانون من النعاس والصداع والتقلبات المزاجية خلال اليوم، وأردف بقوله: "قد تؤدي التغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ إلى زيادة خطر الإصابة بأحد اضطرابات النسق اليومي للجسم مثل اضطراب تأخر مرحلة النوم. ولذلك فإنه من المهم اتباع نمط منتظم للنوم خلال شهر رمضان لتسهيل عملية إعادة ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ بعد الشهر الفضيل".
وأضاف الدكتور عبد العزيز الهاشمي: "بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تاريخ سابق مع المعاناة من عدم انتظام أنماط ومواعيد النوم فإنهم قد يعانون من الأرق واضطرابات الساعة البيولوجية المزمنة بعد شهر رمضان، بالإضافة إلى مواجهة صعوبات في العودة لأنماط ومواعيد نومهم الأصلية، وهو ما قد يزيد من صعوبة التزامهم بمواعيد العمل أو الدراسة في الأيام العادية بعد رمضان".
ونصح الدكتور الهاشمي بإعادة ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ تدريجياً على مدار عدة أيام، وخاصةً خلال آخر أيام عطلة العيد وقبل العودة للعمل أو المدارس بعد الإجازات. وأوضح أن هذا الأمر يعد خطوة هامة لإعادة ضبط ومزامنة الساعة البيولوجية للجسم.
وتتضمن النصائح الأخرى التي ذكرها الدكتور عبد العزيز الهاشمي للمساعدة على ضبط وتنظيم أنماط ومواعيد النوم خلال شهر رمضان زيادة التعرض لأشعة الشمس، وتناول الأطعمة المغذية والصحية، ونوم القيلولة أو النوم لفترة قصيرة خلال النهار، بالإضافة إلى تجنب تناول المنتجات التي تحتوي على الكافيين، والحدّ من التعرض للأضواء الاصطناعية الباهرة وإضاءة الأجهزة الإلكترونية خلال الساعات الأربع السابقة للنوم، والنوم في غرفة مظلمة وباردة.
وقد أطلقت وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية مجدداً هذا العام الموقع الإلكتروني "صحتك في رمضان" لتوفير معلومات للجمهور حول المشاكل الصحية الأكثر شيوعاً في رمضان. وقد أطلق الموقع العام الماضي للمرة الأولى، ويعتبر هو أول موقع إلكتروني في دولة قطر يختص بتقديم معلومات ونصائح حول الصحة والصيام خلال شهر رمضان، يتواجد الموقع الإلكتروني على الرابط الآتي:
www.hamad.qa/ramadanhealth