الدوحة، 30 مايو 2017: دعا خبير بمؤسسة حمد الطبية جميع المرضى المصابين بمرض الكلى المزمن إلى توخي الحذر في حال قرروا الصيام خلال شهر رمضان، حيث يؤدي الامتناع عن تناول الطعام وشرب الماء لفترات طويلة إلى زيادة خطر الإصابة بالجفاف.
يُعد صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام ويمثل صوم هذا الشهر شعيرة دينية هامة يحرص المسلمون على أدائها في جميع أنحاء العالم، إلا وجود بعض الفئات المعينة المعفية من الصيام كالمرضى. ورغم ذلك يفضل العديد من الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة صيام الشهر الفضيل على الرغم من حالاتهم الصحية.
وفي هذا الصدد أشار الدكتور أحمد حمدي- استشاري بقسم الطوارئ بمستشفى حمد العام-إلى أنه يمكن لمريض الكلى الصيام خلال شهر رمضان، إلا أنه يتوجب عليه أن يدرك مستوى خطورة حالته والمخاطر المحتملة التي قد تصاحب الصيام.
وأضاف الدكتور حمدي بقوله: "قد يختار مرضى الكلى الصيام ،إلا أنه يتوجب عليهم أن يأخذوا في اعتبارهم حالة الكلى قبل الصيام، حيث توجد أنواع مختلفة لمرض الكلى وتختلف حدة هذه الأمراض باختلاف أنواعها. ولذلك، فإننا ننصح المرضى المصابين بالفشل الكلوي الحاد (الفقدان المفاجئ لوظيفة الكلى بسبب إصابة مباشرة أو بسبب حدوث انسداد) بعدم الصيام إلى أن يتم شفائهم بشكل تام حيث أن الصيام قد يتسبب في المزيد من الضرر للكلى في هذه الحالة".
وأوضح الدكتور حمدي، أن المرضى المصابين بالمرض الكلوي من الدرجة الثالثة أو أكثر، يكونون عرضة بصورة أكبر لتدهور حالة الكلى وزيادة مستوى الفشل الكلوي إذا قاموا بالصيام، حيث أن الكلى لدى هؤلاء المرضى لا تكون قادرة على الاحتفاظ بمستويات طبيعية من السوائل.
وأوضح الدكتور حمدي، أن مرضى المرحلة النهائية من الفشل الكلوي أو مرضى غسيل الكلى الدموي، بحاجة للحصول على سوائل عن طريق الوريد أثناء جلسات الغسيل الكلوي، ويتوجب على المرضى الذين ينوون الصيام خلال شهر رمضان استشارة الطبيب واختصاصي التغذية، لضمان وضع خطة مناسبة تساعدهم على تجنب الإصابة بالمضاعفات أثناء الصيام. ويتضمن ذلك مناقشة أهمية اتباع نظام غذائي مناسب لصحة الكليتين خلال شهر رمضان".
بدوره أكد الدكتور غازي دراركه-مشرف اختصاصيي التغذية العلاجية بمستشفى الخور- على أهمية تناول مريض الكلى وجبة السحور، وأضاف بقوله: "من الضروري لمرضى الكلى تناول قدر أكبر من السعرات الحرارية أكثر من الأشخاص العاديين".
وقدم الدكتور غازي بعض النصائح لمساعدة المرضى المصابين بمرض الكلى المزمن على الصيام بصورة أكثر أماناً خلال شهر رمضان أهمها؛ تناول ثلاث وجبات يومياً (وجبة الإفطار ووجبة منتصف الليل ووجبة السحور) بالإضافة إلى وجبتين خفيفتين أخريين بين هذه الوجبات، تجنّب الأطعمة المالحة للمساعدة على ضبط مستوى ضغط الدم وتخفيف الشعور بالعطش، الحدّ من استهلاك الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم (التمر: لا تتناول أكثر من ثلاث تمرات يومياً، والموز والمشمش والتين والطماطم والعدس، إلخ)، وتناول كميات أقل من الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الفسفور كالفول والفاصوليا والمكسرات ومنتجات الألبان، والمشروبات الغازية، تأخير وجبة السحور إلى قبيل الفجر، استهلاك كميات كافية من البروتين واستهلاك الأغذية الغنية بالألياف وبطيئة الهضم، مثل، خبز القمح الكامل، والسلطات والخضروات المطهية.
وقد أطلقت وزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية مجدداً هذا العام الموقع الإلكتروني "صحتك في رمضان" لتوفير معلومات للجمهور حول المشاكل الصحية الأكثر شيوعاً في رمضان؛ حيث تم إطلاق الموقع العام الماضي للمرة الأولى، ويعتبر أول موقع إلكتروني في دولة قطر يختص بتقديم معلومات ونصائح حول الصحة والصيام خلال شهر رمضان، ويمكن الوصول للموقع الإلكتروني عبر الرابط التالي:
www.hamad.qa/ramadanhealth 