الدوحة 13 أغسطس 2017: تواصل مؤسسة حمد الطبية العمل على رفع الوعي بمرض الصدفية بهدف تبديد العديد من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول هذا المرض، وذلك ضمن فعاليات التوعية المجتمعية والتثقيف الصحي التي تنظمها المؤسسة وبالتزامن مع شهر التوعية بمرض الصدفية الذي يحتفل به العالم في شهر أغسطس من كل عام.
يتمثّل الهدف الرئيسي من شهر التوعية بمرض الصدفية في رفع الوعي بهذا المرض والدعوة إلى إجراء مزيد من الأبحاث حول الصدفية وتقديم الدعم اللازم لتعزيز خدمات الرعاية المقدمة لمرضى الصدفية، كما يُعد أيضاً فرصة مناسبة لتثقيف أفراد المجتمع حول هذا المرض وتبديد المفاهيم الخاطئة المرتبطة به.
يُعد مرض الصدفية أحد أمراض المناعة الذاتية وهو مرض وراثي مزمن تتسبب الإصابة به في ظهور بقع قشرية على البشرة واحمرار بالجلد؛ حيث يؤدي إلى تغيير دورة حياة الخلايا الجلدية الأمر الذي يتسبب في تكوّن سريع للخلايا على سطح الجلد. وتظهر الإصابة بالصدفية عادةً في الركبتين والمرفقين وفروة الرأس، إلا أنها قد تصيب أيضًا منطقة الجذع وباطن اليدين والقدمين أو أي أجزاء أخرى من الجسم.
يُعد مرض الصدفية من أكثر أمراض المناعة الذاتية انتشاراً في الولايات المتحدة، حيث يبلغ عدد المصابين به نحو 7.5 مليون مصاب، وفي قطر يصيب مرض الصدفية حوالي 3% من السكان، وتتساوى معدلات الإصابة بالمرض لدى النساء والرجال على حد سواء. وغالبًا ما يتم تشخيص إصابة المرضى بالصدفية خلال الفترة العمرية بين 15 و 35 عامًا، إلا أنه قد يصيب الإنسان في أيّ عمر.
من جانبه قال الدكتور أحمد حازم تقي الدين- استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية بمؤسسة حمد الطبية: "هناك العديد من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول مرض الصدفية، بدايةً من اعتقاد البعض بأنه مرض معدي، وصولاً إلى اعتقاد البعض الآخر بأن الإصابة بالصدفية تنجم عن قلة النظافة الشخصية.
فالصدفية، هي أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجلد. وهو مرض غير معدٍ، على الإطلاق، حيث تلعب العوامل الوراثية وحالة الجهاز المناعي للشخص المصاب دوراً رئيسياً في إصابته بالصدفية؛ إذ يقوم الجهاز المناعي لدى الشخص المصاب بإرسال إشارات غير طبيعية تؤدي إلى تسريع عملية نمو الخلايا الجلدية بشكل غير طبيعي".
وأكد الدكتور تقي الدين أنه على عكس ما يعتقد الكثيرون فإن الإصابة بالصدفية لا تحدث أو تتفاقم لدى مريض الصدفية بسبب قلة النظافة الشخصية؛ حيث يكون لدى المصابين بالصدفية استعداد وراثي للإصابة بهذا المرض، وتوجد عدة عوامل تساعد على إطلاق وظهور أعراض المرض، من بينها الضغوط النفسيّة ورضوض الجلد والتغيرات الهرمونية والإنتانات واستخدام بعض أنواع الأدوية. ويمر معظم الأشخاص المصابين بالصدفية بفترات تكون فيها البشرة صافية دون ظهور أعراض على الجلد وفترات أخرى تظهر فيها الأعراض بشكل واضح".
وأشار الدكتور تقي الدين إلى أن العديد من مرضى الصدفية لا يدركون حقيقة إصابتهم بهذه الحالة بسبب تشابه أعراضها مع أعراض الطفح الجلدي، وهو ما يجعل من الصعب تشخيص الإصابة بالصدفية، لذا يتوجب على الطبيب قبل تشخيص الإصابة استبعاد مجموعة من المسببات الأخرى لهذه الأعراض مثل: الحساسية لبعض أنواع الطعام، أو الأدوية والعدوى الفيروسية. وعادةً ما يكون إجراء فحص سريري دقيق كافياً لتأكيد تشخيص الإصابة بالصدفية، إلا أن الأمر قد يتطلب في بعض الحالات إجراء خزعة لأخذ عينة من نسيج الجلد".
وعلى الرغم من عدم وجود علاجٍ شافٍ تماماً من الصدفية، إلا أنه توجد علاجات مختلفة للتخفيف والحدّ من أعراض الصدفية والسيطرة على المرض. وأوضح الدكتور تقي الدين قائلاً: "يتم وضع خطة علاجية خاصة بكل مريض تختلف من شخص لآخر حسب طبيعة حالته. وتتضمن الخيارات العلاجية المتاحة لمرض الصدفية، الكريمات والمراهم التي تُدهن موضعياً على الجلد البشرة، والعلاج بالضوء (التعرض لبعض أنواع الأشعة ما فوق البنفسجية وفق جرعات معينة)، والأدوية التي تقلل من إنتاج الخلايا الجلدية".
وينصح جميع الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالصدفية بالحصول على موعد مع طبيب مركز الرعاية الصحية الأولية، حيث سيكون بإمكانه في معظم الحالات وصف علاج فعال للمريض، وفي حال كانت الإصابة أكثر تعقيداً فسيتم تحويل المريض لأحد اختصاصيي الجلدية.
للمزيد من المعلومات عن مرض الصدفية بما في ذلك معلومات عن كيفية الحصول على الخدمات التخصصية التي تقدمها عيادات الجلدية بمؤسسة حمد الطبية، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي:
psoriasis.hamad.qa