نجح فريق طبي متعدد التخصصات في مؤسسة حمد الطبية في إنقاذ حياة شاب (33
عاماً) تعرض لتوقف القلب المفاجئ أثناء مشاركته في مباراة لكرة السلة وتوقف
قلبه عن العمل وفقد وعيه ؛ حيث ساهمت الرعاية الطبية المكثفة التي قدمها
الفريق متعدد التخصصات للمريض في تجاوز النوبة القلبية التي هددت حياته
وغادر المستشفى في غضون أسبوعين بعد إجراء جراحة ناجحة لزرع شرايين في
القلب . وكان المريض قد سقط وسط زملائه أثناء مباراة لكرة السلة فأجروا له
بعض الإسعافات الأولية إلى حين وصول سيارة الإسعاف حيث أجرى فريق الإسعاف
الطبي التابع لحمد الطبية إسعافات طبية متخصصة لإنعاش القلب إلى حين نقله
لقسم الطوارئ بمستشفى حمد العام . وقد شاركت عدة أقسام طبية في رعاية
المريض وهي : إدارة خدمات الإسعاف ، وقسم الطوارئ ، وفريق برنامج المعالجة
بنظام الأكسجة الغشائي خارج الجسمECMO ، وفرق القسطرة والتخدير والجراحة في
مستشفى القلب.
وبدوره وصف الدكتور إبراهيم فوزي حسن – مدير وحدة
العناية المركزة للباطنية ونائب المدير الطبي لخدمات الإسعاف ومدير برنامج
ECMO بمؤسسة حمد الطبية- التعامل الطبي الاحترافي لكافة الكوادر الطبية
التي تعاملت مع حالة المريض الشاب بأنها منظومة متكاملة للرعاية الشاملة
مما ساهم في إعادة القلب للعمل وتعافي المريض عقب تشخيص الحالة بأنها فشل
في عضلة القلب .
وأضاف د.إبراهيم قائلاً: " قام فريق أطباء الطوارئ
برئاسة د.الهادي يوسف- استشاري الطوارئ بإنعاش القلب ولكن من دون استجابة
حيث قام فريق برنامج ECMO برئاسة د.عبدالسلام سيف – استشاري الرئة
والعناية الحرجة بتركيب جهاز دعم القلب والرئة الصناعية للمريض حيث يقوم
هذا الجهاز بأداء عمل القلب والرئتين وذلك إلى حين استقرت الحالة ومن ثم
أصبح بالامكان نقل المريض إلى مستشفى القلب لاستكمال علاجه من جانب فريق
رعاية مرضى القلب" .
وعقب نقل المريض إلى مستشفى القلب تولى الدكتور
عبدالرحمن العربي – استشاري أمراض القلب ، والدكتور عمرو صلاح – استشاري
التخدير والرعاية الحرجة رعاية المريض حيث أجريت له القسطرة القلبية ثم
أجريت له جراحة زرع الشرايين في القلب من خلال فريق متخصص برئاسة الدكتور
عبدالواحد الملا- استشاري جراحة القلب إلى أن تحسنت حالة المريض وغادر
المستشفى عقب اسبوعين من تعرضه لتوقف القلب المفاجئ .
ويذكر
د.إبراهيم فوزي، وحسب الأبحاث العالمية، أن نسبة قليلة فقط من المرضى الذين
يتعرضون لحالات السكتة القلبية وتوقف القلب المفاجئ خارج المستشفى ينجحون
في الشفاء، وذلك لعدة أسباب منها التأخر في إبلاغ الإسعاف وعدم تقديم
الإسعافات الأولية الصحيحة، وفي مرات أخرى تكون عدم توفر الأجهزة المتطورة
مثل جهاز دعم القلب الصناعي (ECMO) أو الوصول متأخرًا إلى فريق القسطرة
القلبية وفريق القلب الجراحي.
وفِي حالة المريض المذكور فقد تم
تبليغ الإسعاف مباشرة وتقديم إنعاش القلب الصناعي من الأشخاص المحيطين
بالمريض، وقد وصل فريق الإسعاف الطبي في وقت قياسي (٥ دقائق) مما حسّن من
فرصة النجاة، وتعامل الفريق الطبي في طوارئ حمد العام باحترافية عالية
بتقديم الدعم القلبي عن طريق الأدوية وبالاستعانة بفريق دعم القلب الصناعي
(ECMO) لاستخدام الجهاز بديلا للقلب مبكراً، بالإضافة إلى تدخل فريق دعم
القلب الصناعي في وقت مناسب الأمر الذي أدى إلى استقرار في التروية الدموية
للجسم مما سمح باستقطاع الوقت الكافي لاستكشاف كل الحلول الممكنة والتوصل
إلى أفضل القرارات الصائبة لإعادة تروية الشرايين القلبية، وهذا ما أشرف
عليه الفريق الطبي في مستشفى القلب بمهنية واحترافية عالية. وساهم عدم
التأخر في تقديم الدعم الطبي للمريض في تجنب حدوث عواقب أخرى خطيرة مثل
الموت الإكلينيكي وغيرها.
كما أن جهاز دعم القلب والرئة الصناعية
الذي تم تركيبه للمريض لا يتوافر إلا في عدد محدود من المراكز الطبية وقد
بدأت مؤسسة حمد الطبية استخدامه قبل أربع سنوات حيث تم استخدامه لنحو
مايقارب ال ١٠٠ مريض وحقق الفريق الطبي لبرنامج ECMO نسب نجاح في استخدام
هذا الجهاز تفوق المعدلات العالمية المعلنة .
من جانب آخر نظم
الفريق الطبي متعدد التخصصات في مؤسسة حمد الطبية في السادس عشر من يناير
الجاري محاضرة علمية موسعة في قاعة حجر بمركز التعليم الطبي حول التعامل
الطبي مع حالة المريض المذكور بحضور عدد كبير من الأطباء والمتخصصين .
وأدار المحاضرة د.إبراهيم فوزي حيث تحدث فيها كافة الأطباء الذين تولوا
رعاية المريض في كافة الأقسام الطبية المشار إليها حتى تعافى المريض.
وأشار
الدكتور الهادي يوسف خلال كلمته بالمحاضرة إلى أن النتائج الإيجابية التي
تحققت في حالة هذا المريض تؤكد على أهمية العمل الجماعي ضمن فريق متكامل
لتقديم رعاية شاملة للمرضى. وأضاف بقوله: "لم يكن من الممكن تحقيق هذه
النتيجة الرائعة لولا الاستجابة السريعة وتقديم الرعاية الفورية للمريض
بالإضافة إلى المهارات المتميزة لأعضاء الفريق والجهود الكبيرة التي بذلتها
كوادر الإسعاف قبل وصول المريض للمستشفى والتعامل المميز مع الحالة من قبل
الفريق الطبي لبرنامج ECMO بقيادة الدكتور عبد السلام سيف. كانت الفترة
التي استمرت فيها النوبة القلبية للمريض طويلة جداً وكان استخدام تقنية دعم
القلب الصناعي (ECMO) عاملاً حاسماً في إنقاذ حياة المريض".
بدوره
أكّد الدكتور عبد السلام سيف، على دور العمل الجماعي في تحقيق نتيجة
إيجابية رائعة في حالة هذا المريض. وأشار قائلاً: "لقد ساهمت عدة عوامل
أساسية في تحقيق هذه النتيجة الطيبة وهي تقديم العلاج الفوري للمريض من قبل
فريق الطوارئ وتوفير الرعاية التخصصية المناسبة للمريض في الوقت المناسب
بالإضافة إلى الاستجابة الرائعة والرعاية المميزة التي قدمها الفريق الطبي
بمستشفى القلب للمريض بقيادة الدكتور عبد الرحمن العربي".
من جانبه
نوّه الدكتور نيك كاسيل-مساعد المدير التنفيذي ورئيس المهن الإسعافية بخدمة
الإسعاف التابعة لمؤسسة حمد الطبية، بالدور الهام الذي قام به فريق
الجراحة لمساعدة المريض على الشفاء، قائلاً: "لقد كانت مهارات فريق الجراحة
تحت قيادة الدكتور عبد الواحد الملا والرعاية التي قدموها للمريض بعد
العملية الجراحة بمثابة عامل أساسي ساعد المريض على العودة لممارسة حياته
بصورة طبيعية".