شاركت مؤسسة حمد الطبية في المؤتمر الدولي الأول في العلاج الطبيعي لمرضى الأورام في مدينة أمستردام بهولندا، من خلال قسم العلاج الطبيعي والليمفوديما بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، الذي عُقد في الخامس من يونيو الماضي ضمن 32 دولة مشاركة بالمؤتمر من مختلف دول العالم.
بدوره أكد السيد محمد شافي-رئيس قسم العلاج الطبيعي والليمفوديما بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان- أن دولة قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي قامت بإلقاء عرض تقديمي حول النموذج الذي يقدمه قسم الليمفوديما بالمؤسسة لرعاية مرضى سرطان الثدي ما بعد الجراحة؛ حيث يعد التورم الليمفاوي أحد الأعراض المحتمل حدوثها بعد إجراء جراحة لمرضى سرطان الثدي، وبدورهم قام العاملون بقسم الليمفوديما بالاستعانة بالأبحاث العالمية في هذا المجال وتطبيق المناسب منها على المرضى في دولة قطر، مما أتاح تقديم الرعاية للمرضى ليس بعد الجراحة فحسب، بل قبل إجرائها من خلال دراسة الحالات المرضية جيداً وتوضيح الاحتياطات والتعليمات اللازمة تجنباً لتطور المرض، الأمر الذي ساعد على تقليل عدد الإصابات الشديده بالليمفوديما بمعدل 12% مقارنةً بالعام الماضى حيث يعمل اختصاصيو الليمفوديما بالمركز إلى جانب الجراحين ضمن فريق طبي متعدد التخصصات. وقد حازت تجربة قطر على إعجاب وإشادة من الحضور.
كما شارك قسم الليمفوديما بالمؤسسة أيضاً، بالمؤتمر العالمي الثامن للتورم الليمفاوي بمدينة روتردام بهولندا الذي عُقد في السادس من يونيو الماضي ضمن مئات الدول المشاركة على مستوى العالم، وكانت قطر هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة بالمؤتمر؛ حيث قام بدوره السيد عماد عبد الله-اختصاصي العلاج الطبيعي والليمفوديما بمؤسسة حمد الطبية_ بإلقاء محاضرة لاستعراض تجربة دولة قطر وتطور الخدمات بعيادة الليمفوديما منذ افتتاحها عام 2013، وتأثيرها الإيجابي على الكثير من المرضى حتى الآن، إلى جانب الاهتمام بنشر الوعي حول التورم الليمفاوي بين مقدمي الرعاية الصحية في مؤسسة حمد الطبية وخارجها من خلال العديد من ورش العمل والمحاضرات التوعوية، وشهدت تجربة مؤسسة حمد استحسان جميع الدول المشاركة بالمؤتمر، وتلقت إشادة من قِبل المنظمة العالمية للعلاج الليمفاوي من حيث جودة العلاج والخدمات المقدمة وفق أحدث المعايير العالمية وبشكل مجاني.
الجدير بالذكر، أن الليمفوديما هي تجمع غير طبيعي للسائل الليمفاوي الغني بالبروتين في أجزاء مختلفة من الجسم والذي يؤدي غالباً إلى التهاب مزمن وينتج عنه تليفات في الأجزاء المصابة، ويعد قسم الليمفوديما الوحيد الذي يعالج حالات الإصابة بالليمفوديما في دولة قطر، منذ أن تم افتتاحه عام 2013م؛ حيث يستقبل جميع الحالات المحوَّلة من مختلف مستشفيات مؤسسة حمد الطبية وكذلك المراكز الصحية، فضلاً عن استقبال بعض المرضى من خارج البلاد، ويتم توفير العلاج اللازم لهذه الحالات بشكل مجاني وفق أحدث تقنيات العلاج وعلى أيدي أمهر الاختصاصيين المدربين بالخارج، مما جنَّب الكثير من المرضى عناء السفر لتلقي العلاج بالخارج.
و الإصابة بالليمفوديما قد تكون مشكلة وراثية تظهر عند المواليد نتيجة إصابتهم بخلل في الجهاز الليمفاوي وقد تظهر الإصابة بعد سنوات متقدمة من العمر، ويظهر التورم في الأطراف، الوجه، الثدي، الأعضاء التناسلية حسب الجزء المصاب أو المتواجد به الخلل، أو نتيجة الإصابة بالسرطان والتعرض للعلاج الإشعاعي الذي يؤدي أيضاً إلى حدوث خلل بالجهاز الليمفاوي.
وحسب السيد شافي، فإنه مع زيادة الوعي لدى الأطباء وارتفاع مستوى التشخيص ازدادت عدد حالات الإصابة التي تم تشخيصها بمرض الليمفوديما لتقدر بحوالي 188 حالة خلال النصف الأول من العام الحالي 2018 ومن المتوقع أن تصل إلى 400 حالة بنهاية العام مقارنةً بالعام الماضي 2017م الذي بلغ فيه إجمالي عدد الحالات المصابة بالليمفوديما 341 حالة أغلبها من النساء.
ونبّه السيد عماد، إلى ضرورة الانتباه للأعراض المصاحبة لليمفوديما التي تبدأ في الظهور ببطء وتستمر في الزيادة؛ حيث تظهر عادةً في الأطراف، وتربع أصابع القدم، انتفاخ ظهر القدم، اختفاء شكل وثنيات الكعب، التعرض للالتهابات الجلدية، حدوث تورم بالطرف السفلي ويصاحبه تغيرات بالجلد، وحذر من إهمال مرض الليمفوديما تجنباً لتفاقم الحالة، والوصول لمرحلة متأخرة بوظائف الجهاز الليمفاوي؛ الذي يقوم بعدة وظائف أهمها؛ نقل المياه، البروتين والجزيئات الكبيرة بين خلايا الجسم إلى الجهاز الدوري، امتصاص ونقل الخلايا الدهنية بالأمعاء، ويعمل على دعم الجهاز المناعي لجسم الإنسان.
وتتمثل طرق علاج مرض الليمفوديما كما يقول السيد شافي في العلاج الشامل المزيل للاحتقان، وهو العلاج الأكثر نجاحاً عن طريق التصريف اليدوي للسائل الليمفاوي وتوجيهه للغدد السليمة بالجسم، واستخدام الجوارب أو الأربطة الضاغطة للحد من فرصة تورم السائل مرةً أخرى، ويتم توعية وتثقيف المرضى وأسرهم حول العناية الذاتية حتى يصبح المريض قادراً على العناية بالطرف المصاب قدر الإمكان، وبالتالي يتحسن مستوى حياته.
وتساعد الأربطة الضاغطة على تقليل معدل الترشح، وتزيد من كفاءة التصريف عن طريق حركة المفاصل والعضلات، كما تمنع تجمع السائل الليمفاوي مرة أخرى بعد تصريفه إلى جانب إزالة التليفات بالأنسجة المصابة.