بعد مرور عامين على افتتاحه الرسمي، يواصل "بيت أمان" التابع لمؤسسة حمد الطبية تقديم الدعم للعمال الوافدين الذين يسمح لهم بالخروج من المستشفى لمواصلة مراحل التعافي الأخيرة في "بيت أمان" أثناء انتظارهم استكمال إجراءات عودتهم إلى بلدانهم. ومنذ افتتاحه في شهر يونيو من عام 2016، استضاف "بيت أمان" 20 نزيلاً، خرج 9 منهم بعد استكمال شفائهم للعودة إلى وطنهم.
من جانبها قالت الدكتورة وفاء اليزيدي- رئيس مركز قطر لإعادة التأهيل-: "لا يحتاج العمال الوافدون الذين نستقبلهم في "بيت أمان" إلى الإقامة في المستشفى للحصول على الرعاية والإشراف الطبي الذي تقدمه وحدات الرعاية المطوّلة وإعادة التأهيل في مؤسسة حمد الطبية، ولكنهم لا يزالون بحاجة إلى بعض الدعم والمساندة؛ فغالبية نزلاء "بيت أمان" هم مرضى تعرضوا لإصابات في الدماغ أو العمود الفقري أو لإصابات متعددة في أجزاء وأعضاء مختلفة من الجسم ناتجة عن تعرضهم لحوادث، إلا أنهم وبعد شفائهم من إصاباتهم البليغة وتقييم أوضاعهم الصحية بأنهم بحالة تسمح لهم بمغادرة المستشفى أو وحدة الرعاية المطوّلة التي يقيمون فيها، فإنهم يكونون لا يزالون بحاجة إلى الدعم. ولذلك فإننا نقوم في "بيت أمان" بتوفير الدعم والمساندة لهؤلاء المرضى".
وحول الهدف من إنشاء "بيت أمان" وطبيعة الحالات التي يستقبلها قال السيد محمود صالح الرئيسي- رئيس مجموعة الخدمات الطبية المستمرة بمؤسسة حمد الطبية: "تم تجهيز "بيت أمان" لاستقبال العمال الذين يسمح لهم بمغادرة مستشفيات مؤسسة حمد الطبية ولم يعودوا بحاجة إلى الحصول على مزيد من الرعاية في المستشفى، إلا أنهم لا يكونون جاهزين تماماً للعودة إلى منازلهم بسبب عدم وجود التجهيزات اللازمة في منازلهم التي تتناسب مع حدة الإصابة التي تعرضوا لها وحالاتهم الصحية؛ حيث يتواجد في "بيت أمان" موظفون متخصصون على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لتقديم الدعم للنزلاء. إن الهدف الرئيسي من تأسيس هذا المرفق هو توفير مساحة مناسبة للعمال الوافدين الذين يغادرون المستشفى للتعافي بشكل كامل واستعادة قدرتهم على ممارسة أنشطة حياتهم اليومية".
تم إنشاء "بيت أمان" بالتعاون مع "الشركة القطرية للبناء"، ويوفر المركز مكاناً للسكن مجهز لاستقبال وإقامة العمال المصابين بإعاقة حركية خلال فترة انتظارهم استكمال إجراءات العودة إلى بلادهم. يقع "بيت أمان" في منطقة الثمامة، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 12 نزيلاً، وعادةً ما يقضى معظم النزلاء عدة أشهر في هذا المرفق قبل السفر عائدين إلى دولهم.
بدوره أوضح الدكتور ناصر النابت- المدير التنفيذي لتطوير الأعمال بمجموعة الخدمات الطبية المستمرة والمشرف المسؤول عن "بيت أمان"- أن الكثير من نزلاء المركز يواصلون حضور مواعيد المتابعة الطبية كمرضى خارجيين في عيادات إعادة التأهيل بمركز قطر لإعادة التأهيل. وأشار الدكتور النابت إلى أنه وعلى الرغم من تواجد كوادر تمريضية وكوادر مساعدة لكوادر التمريض بالمركز طوال الوقت فإنهم يشجعون النزلاء دائماً على محاولة الاعتماد بشكل أكبر على أنفسهم والعيش باستقلالية وممارسة أنشطتهم اليومية بشكل طبيعي قدر الإمكان لمساعدتهم على العودة بشكل تدريجي إلى حياتهم الطبيعية.
وأضاف الدكتور النابت بقوله: "يعتبر المرضى الذين نستقبلهم في "بيت أمان" مرضى خارجيون أي أنهم لا يحتاجون إلى الإقامة في المستشفى، ويعمل مركز "بيت أمان" بمثابة مرفق سكني مجهز لاستقبال هؤلاء المرضى بما يتناسب مع حالاتهم الصحية؛ حيث يتميز ببيئته الآمنة والهادئة التي تساعد النزلاء من العمال الوافدين على استكمال مراحل التعافي والتأهيل قبل العودة لبلادهم، مشيراً إلى أن الموظفين في هذا المرفق يبذلون أقصى جهودهم لمساعدة النزلاء على التعافي بشكل كامل والتأقلم مع وضعهم الصحي الجديد وممارسة أنشطة حياتهم اليومية بشكل طبيعي والاعتناء بأنفسهم".
وأردف الدكتور النابت بقوله: "أثناء فترة انتظار النزلاء لاستكمال إجراءات السفر للعودة إلى بلادهم نقوم بإشراكهم في العديد من الأنشطة المفيدة مثل التمارين الرياضية والعناية بالنباتات والطهي والرسم والتواصل مع الزوار، كما يقوم موظفونا بتنظيم أنشطة وفعاليات أخرى للنزلاء بشكل منتظم مثل دورة في الرسم تم عقدها مؤخراً بالتعاون مع جمعية الفنانين العالميين بالدوحة".
وعبّر الدكتور النابت عن شكره وامتنانه لكل من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان و وزارة الداخلية ومؤسسة الشيخ جاسم وحمد بن جاسم الخيرية على ما قدموه من دعم لتسهيل عودة تسعة من نزلاء المركز إلى بلادهم، بالإضافة إلى دورهم في ضمان استمرار جميع نزلاء المركز في الإقامة بدولة قطر بشكل قانوني أثناء المراحل النهائية من برامج إعادة التأهيل الخاصة بهم، ومساعدتهم على مغادرة البلاد دون تأخير بمجرد انتهائهم من برامجهم العلاجية".