• 20/03/2018

    يقوم برنامج التدخل المبكر بمركز تطوير الطفل في مؤسسة حمد الطبية بمتابعة 73 طفلاً من ذوي متلازمة داون الذين لم يتجاوزوا السنة الثالثة من عمرهم، كما يتلقى البرنامج سنوياً ما بين 40 و 50 طلب تحويل جديد لأطفال من ذوي متلازمة داون . وتسعى مؤسسة حمد الطبية إلى تحسين حياة الأطفال المصابين بمتلازمة داون عبر تسهيل الوصول إلى العلاجات التخصصية والمواد التثقيفية من خلال برنامج التدخل المبكر الذي يقدمه مركز تطوير الطفل والخدمات العلاجية في مستشفى الرميلة.

    وتعد متلازمة داون، حالة مرضية جينية (وراثية) سببها وجود نسخة إضافية من كروموسوم 21 بشكل كامل أو جزئي. ويصاحب هذه الحالة، التي تنجم عن خلل في الكروموسات يعدّ هو الأكثر شيوعاً، مجموعة من السمات البدنية المميزة، والتحديات على مستوى الصحة والتطور النمائي، ودرجة معينة من الإعاقة الذهنية. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة احتمال الإصابة بحالة متلازمة داون هي واحد  لكل 1000 ولادة، حيث يولد في العالم سنوياً ما بين 3000 إلى 5000 طفل مصاب بهذه المتلازمة.

    واستناداً إلى اختصاصيي تأهيل وتنمية الأطفال في مركز تطوير الطفل والخدمات العلاجية التابع لمؤسسة حمد الطبية، يعد كل من التدخل المبكر وإعادة التأهيل عاملاً أساسياً لمساعدة الأطفال المصابين بمتلازمة داون على  التطور وصقل مواهبهم.

    ويجدر التنويه أن أطفال متلازمة داون غالباً ما يكونوا أكثر عرضة للإصابة ببعض الحالات المرضية مثل: أمراض القلب الخلقية، وضعف في السمع والنظر، واضطرابات في الجهاز الهضمي، إلا أنه أصبح بالإمكان توفير العلاج للعديد من هذه الحالات. فمعظم الذين يعانون من متلازمة داون يمارسون اليوم حياتهم بصورة عادية، وأصبح متوسط العمر المتوقع لديهم أكثر ارتفاعاً من ذي قبل.

    وفي سياق حديثها عن هذه المتلازمة، أوضحت الدكتورة سونا فايد تاهتموني- استشارية طب الأطفال في مركز تطوير الطفل- قائلة:" غالباً ما يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة داون من إعاقات ذهنية وجسدية، ما يؤدي إلى بلوغهم مراحل النمو المتوقعة في سن متأخرة. كما يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بعدد من المشاكل الصحية منها أمراض القلب الخلقية، والصرع، واللوكيميا، واضطرابات الغدة الدرقية، ومشاكل في السمع والبصر، فضلاً عن احتمال إصابتهم بضعف في الجهاز المناعي. لهذا السبب، يُنصح بإجراء فحوصات دورية للأشخاص المصابين بمتلازمة داون طوال مراحل حياتهم للكشف عن المشاكل المرضية المرافقة لهذا المرض ".

    وأكدت الدكتورة تاهتموني أنه من الممكن تحسين حياة المصابين بمتلازمة داون عبر تلبية احتياجاتهم على مستوى الرعاية الصحية، مشددة على أهمية برامج التدخل المبكر، قائلةً: "بإمكان أطفال متلازمة داون أن يعيشوا حياة عادية إذا حرص أولياء الأمور ومزودو الرعاية الصحية على تلبية احتياجاتهم وتوفير الرعاية الصحية المناسبة لهم. فالخضوع للفحوصات الدورية تحت إشراف أخصائيي الرعاية الصحية يسهم في متابعة صحتهم النفسية والبدنية وتوفير البرامج العلاجية في الوقت المناسب التي تتضمن خدمات العلاج الطبيعي والوظائفي وعلاج النطق واللغة والتربية الخاصة، والخدمات الاستشارية عند الضرورة".

    ومن جهتهما، أكد والدا الطفلة (ليان فهمي) ذات العامين والتي تخضع حالياً للعلاج في مركز تطوير الطفل والخدمات العلاجية بمؤسسة حمد الطبية بأنهما يدركان تماماً أهمية برامج التدخل المبكر، قائلين :" من دواعي سرورنا أن تتلقى ابنتنا الرعاية اللازمة على يد فريق من الخبراء الذي لم يبدِ اهتماماً بنا فحسب، بل كان بمنتهى التعاطف معنا أيضاً. فطفلتنا ليان تخضع حالياً لخدمات إعادة التأهيل، التي تضم العلاج الطبيعي والوظائفي وعلاج النطق واللغة، فضلاً عن خدمات التربية الخاصة التي يوفرها المركز. وبفضل هذا البرنامج التدخلي الذي ساهم في تمكيننا وتزويدنا بالأدوات اللازمة كوالدين، أصبحنا قادرين على مواجهة التحديات اليومية التي تطرحها رعاية ابنتنا. كما ساعدنا كعائلة وزرع في قلوبنا الأمل في مستقبل ابنتنا. فالتأثير الذي تركه برنامج التدخل المبكر بمؤسسة حمد الطبية، نلمسه كل يوم في مختلف مناحي حياتها وحياتنا الأسرية".

    وإحياءً لليوم العالمي لمتلازمة داون، الذي يحتفل به العالم في 21 مارس من كل عام، تنظّم مؤسسة حمد الطبية يوماً عائلياً للمرضى وأسرهم في بيت الضيافة بمدينة حمد بن خليفة الطبية من الساعة 10 صباحاً وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر. ومن المقرر أيضاً إقامة أنشطة توعوية ما بين الساعة 8 صباحاً و12 ظهراً في الأروقة الرئيسية في كل من مستشفى النساء، ومستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى الخور، ومركز قطر لإعادة التأهيل ومركز صحة المرأة والأبحاث. كما ستشارك وزارة التخطيط التنموي والإحصاء في الفعاليات من خلال تقديم هدايا للأطفال.

    وفي هذا الإطار، قالت السيدة فاطمة مصطفى، مساعد مدير تأهيل الأطفال في مركز تطوير الطفل:" ستشهد فعاليات اليوم العائلي تنظيم عدد من الأنشطة الترفيهية للأطفال وأفراد عائلتهم، وستتيح الفرصة أمام أولياء الأمور كي يجتمعوا في ما بينهم ويتبادلوا تجاربهم وخبراتهم. كما سيتم وضع المنصات التوعوية لتعريف زوّار المستشفيات بمتلازمة داون فضلاً عن توزيع المطويات التثقيفية التي تلقي الضوء على هذه الحالة المرضية".