• 31/03/2018

    أكدت السيدة هيلة جوهر- المدير التنفيذي لإدارة التمريض في مركز صحة المرأة والأبحاث -على الدور الأساسي الذي تؤديه الممرضات في تشجيع النساء على اختيار الرضاعة الطبيعية والاستمرار فيها.  

    وقالت السيدة هيلة جوهر:" أثبتت الأدلة أن الاقتصار على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل تأتي بالعديد من المنافع على الأم وطفلها على حد سواء. وفي حين أنه ليس من السهل على المرأة الالتزام بهذه التوصية في كافة الأوقات، يتمثل العامل الرئيسي لنجاح الرضاعة الطبيعية في فهم التحديات التي تواجهها كل امرأة وتيسير سبل وصولها إلى المعلومات والدعم الذي تحتاج إليه". 

    وأظهرت العديد من الدراسات البحثية، أن الأم التي ترضع طفلها لمدة ستة أشهر أو أكثر تكون أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي والمبيض قبل أو بعد انقطاع الطمث، وأقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري من النمط الثاني. وتؤمن الرضاعة الطبيعية الطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاج إليها الرضيع. فهي تعزز نموّه من الناحية الحسية والإدراكية وتحميه من عدد من الأمراض المعدية والمزمنة. كما تحدّ الرضاعة الطبيعية من نسبة وفيات الأطفال من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال كالإسهال وذات الرئة وتضمن تعافيهم السريع منها. وتسهم الرضاعة الطبيعية أيضاً في توثيق مشاعر الأمومة والارتباط بين الأم وطفلها، وتساعد على تحقيق التعافي بعد الولادة، إلى جانب خفض خطر الإصابة بالنزيف التالي للولادة، أو الأنيميا، أو سرطان الثدي والمبيض، ارتفاع ضغط الدم، السكري من النمط الثاني أو هشاشة العظم في سن انقطاع الطمث. 

    واستناداً إلى السيدة جوهر، ينبغي إطلاع الأمهات على خيارات الرضاعة لتمكينهنّ من اتخاذ قرارات مستنيرة. فالعديد من النساء، بحسب قولها، يتوقفن عن الرضاعة في وقت أبكر مما كان مقرراً. وغالباً ما يُعزى ذلك إلى المعلومات غير الدقيقة التي تم تزويدهنّ بها  أو عدم توفر التثقيف اللازم حول منافع الرضاعة الطبيعية، أو المضاعفات التي لم يتمكنّ من تجاوزها ويشمل ذلك تشقق الحلمات والألم الناتج عن ذلك، والإصابة بالالتهابات كالتهاب الثدي، والصعوبات التي يمكن أن يواجهنها مع الطفل لإرضاعه من الثدي بشكل صحيح. 

    وصرحت السيدة ناهريدا نظير مير، وهي أم لولدين، أنها تتفهّم الأسباب التي تدفع بعض الأمهات إلى اختيار التوقف عن الرضاعة الطبيعية، حيث تعمل حالياً على زيادة الوعي بالأثر الإيجابي الذي يحدثه التوجيه والدعم في تجربة الأمهات المرضعات اللواتي يواجهن صعوبات في هذا المجال. فالسيدة ناهريدا حصلت على الدعم خلال فترة الرضاعة في مرافق التوليد التابعة لمؤسسة حمد الطبية وتمكنت من إرضاع طفلها الثاني على الرغم من المشاكل التي واجهتها عند إرضاع طفلها الأول. 

    وفي هذا الصدد، قالت السيدة مير :"واجهت صعوبة كبيرة في إرضاع طفلي الأول الذي كان يبكي باستمرار. ولما استشرت بعض أفراد أسرتي، أبلغوني بأن الطفل جائع لأن كمية الحليب في الثدي ليست كافية. لم أكن أملك معلومات وافية عن الرضاعة الطبيعية في ذلك الوقت وخشيت أن تكون كمية الحليب والعناصر المغذية التي يأخذها طفلي مني غير كافية، فلجأت على الفور إلى دعم حليب الثدي بالحليب المركب (الحليب الصناعي)".

    وفي سبيل تشجيع المزيد من النساء على اختيار الرضاعة الطبيعية لأطفالهن، تُقدّم الممرضات وأخصائيات التثقيف الصحي والقبالة الإكلينيكية معلومات حول منافع الرضاعة الطبيعية وتعليمات حول التقنيات المختلفة المتاحة للنساء الحوامل اللواتي يحضرن إلى مركز صحة المرأة والأبحاث للخضوع لتقييم ما قبل الولادة. وفي حال دعت الحاجة أو تمّ طلب الحصول على المزيد من التوجيه في هذا المجال، سيجري تأمين الدعم الشخصي الإضافي في قسم العيادات الخارجية. 

    وأردفت السيدة مير قائلةً:" خلال فترة حملي، التقيت بإحدى القابلات المتخصصات بالرضاعة، فأطلعتني على تفاصيل كثيرة متعلقة بالرضاعة الطبيعية. وأدركت بأن المواليد الجدد لا يحتاجون سوى إلى كمية صغيرة من الحليب لأن حجم أمعائهم بحجم كرة صغيرة، مما يفسر سبب بكاء مولودي الأول سعد، بشكل متواصل وإصابته بارتجاع معدي مريئي". 

    وتابعت مير كلامها قائلةً:" خلال مرحلة حملي بطفلي الثاني، تلقيت الكثير من الدعم من المستشفى، كما أن القابلة الإكلينيكية كانت متوفرة بصورة دائمة على الهاتف وشخصياً للإجابة على أسئلتي بحيث زودتني بالمعلومات والأدوات التي أحتاج إليها لإرضاع طفلي من دون صعوبات. ونتيجة لذلك، لم يُعانِ طفلي الثاني، فهد، من الارتجاع المعدي المريئي وأصبح بإمكاني النوم مرتاحة البال، لأنني على ثقة بأن طفلي يحصل على كافة العناصر المغذية التي يحتاج إليها من الرضاعة الطبيعية. وبعد خوض هذه التجربة الإيجابية، أشعر أنه من واجبي مشاركة خبرتي وتشجيع الرضاعة الطبيعية بين أفراد عائلتي وفي المجتمع".