الدوحة، 4 أغسطس 2019: أكدت الدكتورة آمال أبو بكر- استشاري الرضاعة الطبيعية ورئيس برنامج الرضاعة الطبيعية بمركز صحة المرأة والأبحاث التابع لمؤسسة حمد الطبية- على أهمية تشجيع الأمهات الجدد على إرضاع أطفالهن طبيعياً؛ حيث تعزز الرضاعة الطبيعية مناعة الطفل ضد العدوى والأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ولوكيميا الأطفال، وهي من الأمراض المسببة للوفاة بين الأطفال. وأشارت الدكتورة أبو بكر إلى توصيات منظمة الصحة العالمية التي تؤكد على أن زيادة عدد المواليد الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية المثالية يمكن أن يسهم في إنقاذ أرواح مئات الآلاف من الأطفال والأمهات كل عام.
وأضافت الدكتورة أبو بكر: "يحتوي حليب الأم على العناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل على النحو الأمثل؛ حيث أثبتت الدراسات أن الأحماض الدهنية والكوليسترول التي يحتوي عليها حليب الأم الطبيعي تسهم بشكل كبير في تعزيز مناعة الطفل ورفع مستوى ذكائه. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه من الممكن تجنب ما يزيد عن 823 ألف حالة وفاة بين الأطفال و 20 ألف حالة وفاة بين الأمهات سنوياً حول العالم في حال تم الالتزام بشكل كامل بالرضاعة الطبيعية المثالية وخاصة للأطفال دون عمر 6 أشهر. وتوصي منظمة الصحة العالمية بمواصلة الرضاعة الطبيعية للمواليد الجدد حتى عمر سنتين مع إضافة الأغذية الصحية التكميلية في الوقت المناسب للنظام الغذائي للطفل".
ويقصد الخبراء بمصطلح الرضاعة الطبيعية المثالية ممارسة الرضاعة الطبيعية الحصرية أي حصول الطفل على حليب الأم فقط دون إضافة أي نوع آخر من الطعام أو الشراب على مدار الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، ثم يتم إدخال بعض الأغذية المكملة في النظام الغذائي للطفل بعد بلوغه عمر 6 أشهر مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية للطفل حتى عمر سنتين.
وأوضحت الدكتورة أبو بكر أن الأدلة العلمية أثبتت أن الرضاعة الطبيعية مفيدة أيضاً لصحة الأم على المستويين البدني والنفسي، حيث تعزز الرضاعة الطبيعية الارتباط بين الأم وطفلها وتساعد الأم على التعافي خلال مرحلة ما بعد الولادة من خلال الحد من خطر الإصابة بالنزف بعد الولادة، كما تحد من خطر الإصابة بالأنيميا، وسرطان الثدي والمبيض، وارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع الثاني، وهشاشة العظام خلال مرحلة انقطاع الطمث. كما أثبتت الأبحاث انخفاض معدلات الإصابة بالقلق واكتئاب ما بعد الولادة بين الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن طبيعياً مقارنةً بالأمهات اللاتي لا يعتمدن على الرضاعة الطبيعية لأطفالهن.
وتشارك مؤسسة حمد الطبية في الاحتفال بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية سنوياً والذي يهدف إلى تسليط الضوء على الفوائد الصحية الكبيرة للرضاعة الطبيعية، ويجري الاحتفال بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية هذا العام تحت شعار "تمكين الوالدين، دعم الرضاعة الطبيعية".
وأضافت الدكتورة أبو بكر قائلة: "نقدم في مؤسسة حمد الطبية من خلال كوادر الرعاية الصحية المدربة دعماً متخصصاً للأمهات في مجال الرضاعة الطبيعية، حيث تساعد كوادرنا الأمهات الجدد على اكتساب الثقة اللازمة لإرضاع أطفالهن طبيعياً وتحسين قدرتهن على تقديم التغذية الكافية لأطفالهن وتجنب أي مشكلات تتعلق بالرضاعة الطبيعية أو تقديم حلول مناسبة لها حال وقوعها".
من جهة أخرى تحدثت كل من السيدة سميحة، وهي أم قطرية شابة، والسيدة بتول، وهي مقيمة عربية الجنسية، عن تجربتهما في مركز صحة المرأة والأبحاث والدعم الذي حصلتا عليه من كوادر المركز فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية، حيث أشادتا بالرعاية الحانية وبالدعم الذي تم تقديمه لهما في المركز.
وقالت السيدة بتول: "أود أن أشكر الدكتورة آمال وفريقها على كل ما قدموه من دعم ومساندة وتشجيع، حيث أوضحوا لي أهمية الرضاعة الطبيعية لصحة طفلي وقدموا لي العديد من النصائح والإرشادات المفيدة حول الرضاعة الطبيعية، وأصبح لدي الآن معلومات كافية في مجال الرضاعة الطبيعية وأشعر بالثقة في قدرتي على إرضاع طفلي طبيعياً على النحو الأمثل".
بدورها أشادت السيدة سميحة بالدعم الذي حصلت عليه في مركز صحة المرأة والأبحاث وتقدمت بالشكر للدكتورة آمال على ما قدمته لها من دعم ونصائح لمساعدتها على إرضاع طفلتها طبيعياً، وأضافت: "قدمت لي الدكتورة آمال وفريقها كل ما يلزم من دعم ونصائح مع الحرص في الوقت ذاته على توفير بيئة هادئة ومريحة وضمان الخصوصية".
تعمل عيادة الرضاعة الطبيعية بقسم العيادات الخارجية في مركز صحة المرأة والأبحاث بصورة يومية من الساعة 9 حتى 11:30 صباحاً. وفي إطار الاحتفال بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، ينظم مركز صحة المرأة والأبحاث فعاليات توعوية بالمركز من 4 إلى 7 أغسطس من الساعة 10 صباحاً حتى 1 مساءً، كما ينظم المركز فعاليات توعوية بمكتبة قطر الوطنية يومي 4 و 5 أغسطس من الساعة 4 حتى 9 مساءً.