• 04/12/2019

    قدّم أخصّائيو العلاج الطبيعي في مركز قطر لإعادة التأهيل التابع لمؤسسة حمد الطبية خدمات الرعاية الصحية  من خلال ما يزيد على 28 ألف زيارة علاجية للمرضى الذين راجعوا المركز لتلقّي العلاج الطبيعي هذا العام، ويشكّل هذا العدد نصف إجمالي عدد مرضى العيادات الخارجية الذين تلقوا مختلف خدمات الرعاية الصحية في هذا المركز والذي يعتبر أكبر مستشفى متخصص في إعادة التأهيل في المنطقة.
      
    ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد الزيارات العلاجية لتلقي العلاج الطبيعي في المركز بحلول نهاية شهر ديسمبر الحالي إلى 30 ألف زيارة وذلك بزيادة في عدد الزيارات قدرها 15% مقارنة بالعام الماضي.

    وأشار السيد/ مظهر أحمد، مشرف العلاج الطبيعي في مركز قطر لإعادة التأهيل، إلى أن السبب في تزايد أعداد مرضى العلاج الطبيعي يعود إلى عاملين أولهما الزيادة في أعداد المرضى المراجعين لمختلف مرافق مؤسسة حمد الطبية طلباً للعلاج والثاني توجّه الكثير من المرضى إلى تحسين قدراتهم الحركية الجسدية بعد تدنّي مستوى هذه القدرات بسبب التقدّم في السنّ أو نتيجة لتعرّضهم للإصابات أو الأمراض. 

    وقال السيد/ مظهر أحمد:"يشكّل المرضى الذين عانوا من مشاكل عصبية وعضلية ناجمة عن الإصابة بالجلطات الدماغية والأمراض العصبية الغالبية العظمى من مرضى العلاج الطبيعي في حين أن 30% من هؤلاء المرضى هم من كبار السن الذين تجاوزوا السبعين من العمر ويعانون من إعاقات ومشاكل عضلية وعظمية بما فيها التهابات وآلام المفاصل، كما نقوم بمعالجة مرضى يعانون من أمراض متفاقمة في الجهاز العصبي مثل التصلّب العصبي المتعدّد، ومن بين المرضى الذين نقوم بمعالجتهم المرضى اليافعين الذين تتجاوز أعمارهم 14 عاماً ويعانون من الشلل الدماغي، وعلى الرغم من أن نطاق خدمات العلاج الطبيعي في مركز قطر لإعادة التأهيل يتركز بشكل رئيسي حول معالجة المشاكل العصبية وأمراض الشيخوخة إلا أننا نقدّم الرعاية الصحية لحالات مرضية أخرى خاصة عندما يتعذر علاج هذه الحالات في مرافق المؤسسة الأخرى".

    وحول أهمية العلاج الطبيعي لمرضى الجلطات الدماغية ودوره في مساعدة الأطباء على اتخاذ القرارات العلاجية، قال السيد/ مظهر أحمد:" لقد قمنا في العام 2014 وبتوجيهات من السيدة/ نورة المضاحكة، رئيس قسم العلاج الطبيعي في مركز قطر لإعادة التأهيل ، بتشكيل فريق من الأخصائيين أوكلت إليه مهمة وضع مجموعة من القواعد التوجيهية المخصصة لمعالجة المرضى الذين كانوا قد تعرضوا لجطات دماغية حادة بحيث يتّبع أخصائيو العلاج الطبيعي المتخصصين في علاج المشاكل العصبية في كافة مرافق مؤسسة حمد الطبية هذه القواعد التوجيهية، وبعد عام من العمل الدؤوب والمكثّف نجح الفريق في وضع (مجموعة القواعد التوجيهية لعلاج مرضى الجطات الدماغية الحادّة)، وقد تمّ تدريب أخصائيي العلاج الطبيعي على كيفية استخدام مجموعة القواعد في معالجة المرضى، كما تمّ وضع وتنظيم ورش لمتابعة  تدريب الأخصائيين حول كيفية استخدام معايير القياس الواردة في مجموعة القواعد التوجيهية ، وتطوير مجموعة من أدوات القياس لمراقبة مدى الالتزام بالمعايير العلاجية، وقد عمل تطبيق مجموعة القواعد التوجيهية على تعزيز الدور الذي يؤدّيه أخصّائيو العلاج الطبيعي في إعادة تأهيل مرضى الجلطات الدماغية".

    وتابع السيد/ مظهر أحمد حديثه قائلاً:" يؤدي أخصائي العلاج الطبيعي، كبقية أعضاء الفريق متعدد التخصصات الطبية، ددوراً فاعلاً في إعادة تأهيل مرضى الجلطات الدماغية، فمريض الجلطة الدماغية غالباً ما يعاني من صعوبات حركية مثل الإستدارة، والجلوس، والوقوف، والمشي، وهنا يأتي دور أخصائي العلاج الطبيعي الذي يوظف ما لديه من خبرات في مساعدة المريض على التغلب على هذه الصعوبات حيث يقوم الأخصائي باستخدام أساليب خاصة لتقييم حالة المريض وتحليل نتائج التقييم ووضع الخطط العلاجية الفردية في ضوء هذه النتائج".
       
    وفي إشارة الى المرافق والتجهيزات المتطوّرة التي يشتمل عليها مركز قطر لإعادة التأهيل قال السيد/ مظهر أحمد:"يشتمل المركز على سبعة حمّامات للعلاج المائي وإحدى عشرة صالة للتمارين البدنية وصالة للتمارين الحسية إضافة الى وحدة للأجهزة المساعدة التي يتم فيها تدريب المرضى على القيام بمختلف الوظائف الجسدية اللازمة لممارسة الحياة اليومية وتعديل وتكييف أنماط حياتهم اليومية في المنزل، مما يجعل من هذا المركز أيقونة منقطعة النظير في المنطقة".
    ونوّه السيد/ مظهر أحمد إلى أن كلّاً من أساليب العلاج الطبيعي التقليدي وأساليب العلاج المستحدث التي تستخدم فيه وسائل تكنولوجية مثل الكمبيوتر والروبوت والعلاج المائي تسهم جميعاً في تسريع عملية تماثل المريض للشفاء بنتائج علاجية غاية في الإيجابية.

    السيدة/ نورة المضاحكة، رئيس قسم العلاج الطبيعي في مركز قطر لإعادة التأهيل، بدورها قالت:" لقد كان لالتزام أخصائيي العلاج الطبيعي في مركز قطر لإعادة التأهيل بمجموعة القواعد التوجيهية لعلاج مرضى الجطات الدماغية الحادّة أكبر الأثر في تعزيز فعالية العلاج الطبيعي لهؤلاء المرضى بحيث أصبحت معايير النتائج العلاجية في المركز تضاهي مثيلاتها على الصعيد العالمي، وقد تمكنّا منذ إطلاق مجموعة القواعد التوجيهية من إعادة تأهيل الآلاف من مرضى الجطات الدماغية الحادّة".