• 24/02/2019
    منذ إطلاقه في مركز صحة المرأة والأبحاث التابع لمؤسسة حمد الطبية العام الماضي قدّم برنامج الرعاية الصحية المنزلية لما بعد الولادة خدماته لما يزيد على 1200 من الأمهات الجدد ومواليدهن على أيدى القابلات العاملات في المركز.

    ويرتكز هذا البرنامج الذي يعدّ الأول من نوعه في دولة قطر إلى أفضل الممارسات العالمية في مجال الرعاية الصحية المنزلية وذلك بعد تعديل هذه الممارسات لتتناسب مع الثقافة والتقاليد السائدة في المجتمع القطري، ويهدف هذا البرنامج إلى توفير الرعاية الصحية لفترة ما بعد الولادة للأمهات الجدد وأطفالهن في بيئتهم المنزلية خلال الأيام أو الأسابيع اللاحقة للولادة، وتقتصر خدمات البرنامج في الوقت الراهن على الأمهات اللاتي تمّ إدراجهن في وقت سابق تحت تصنيف ذوات الحمل عالي المخاطر والأمهات اللاتي خضعن لعمليات الولادة القيصرية على أن يتم توسيع نطاق خدمات البرنامج ليشمل كافة حالات الولادة.

    وفي إشارة إلى خدمات الرعاية الصحية المنزلية لما بعد الولادة التي يقدمها فريق القابلات قالت السيدة/ هيلة سالم- المدير التنفيذي للتمريض- في مركز صحة المرأة والأبحاث:" إن من أهم ما يتميّز به هذا البرنامج تزويد الأمهات الجدد بالمعلومات الهامة التي تحتاجها الأمهات الجدد وتحديد المكان والزمان التي تحتاج فيه الأمهات إلى دعم وتدخّل فريق القابلات المشرف على خدمات الرعاية الصحية المنزلية ذات العلاقة، ويقوم فريقنا المؤلّف من أربع قابلات في الوقت الحالي بإجراء 200 زيارة منزلية في الشهر، أي بمعدّل 8-10 زيارات يومياً  ولا بد من الإشارة هنا إلى أن كلّاً من الأم والمولود يكونان في أضعف حالاتهما الجسدية والنفسية خلال هذه الفترة، ويمكن خلال تقديم الدعم والرعاية الكشف المبكّر عن بعض المضاعفات المرتبطة بفترة ما بعد الولادة وتشخيص هذه المضاعفات باعتبار أن ذلك يعمل على تحسين النتائج العلاجية، وقد تمكنّا بالفعل من مساعدة العديد من النساء اللاتي تعرّضن لمضاعفات ما بعد الولادة في الحصول على الخدمات العلاجية في الوقت المناسب، كما قمنا بمساعدة أخريات في الحصول على خدمات الرعاية الصحية التخصصية المتاحة لهن".

    وأضافت السيدة/ هيلة سالم:" تساعد القابلات الأمهات ومواليدهن على تجاوز الفترة الإنتقالية من المستشفى إلى المنزل بأمان وذلك من خلال الكشف المبكّر عن العديد من المضاعفات الشائعة والمرتبطة بفترة ما بعد الولادة بالنسبة للأم والمولود، وتعمل الزيارات المنزلية لفريق الرعاية على تعزيز الثقة بالنفس لدى الأمهات، خاصة الأمهات الجدد منهن، وقد حقق هذا البرنامج الأهداف التي وجد من أجلها والمتمثلة في مساعدة الأمهات الجدد على التغلّب على المشاكل الشائعة التي تواجهها الأمّ في بداية الفترة اللاحقة للولادة وذلك من خلال تكييف المسار العلاجي بحيث يتناسب مع الحالة الفردية للمريضة ومولودها، وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن اتباع المسار الطبي الخاص بفترة ما بعد الولادة يعدّ من أفضل السبل لتقديم الرعاية الصحية التي يتم تكييفها حسب حاجة المريضة وذلك طبقاً للإرشادات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وتوصيات المعهد البريطاني للتميّز الإكلينيكي (NICE) .

    وأضافت السيدة /هيلة سالم :" بالإضافة إلى تحقيق رضى المرضى والخروج الآمن للأمهات الجدد ومواليدهن من المستشفى، فإن هذا البرنامج  ساعد في خفض معدّلات عودة الأمهات إلى المستشفى للعلاج وذلك من خلال الكشف المبكّر عن المضاعفات المرتبطة بفترة ما بعد الولادة والتحويل الفوري للمريضات إلى خدمات الرعاية الصحية المناسبة لحالاتهن، بما في ذلك، وحدة الأطباء المتنقّلة، كما ساعد هذا البرنامج في خفض معدلات الإصابة بالالتهابات وذلك من خلال التقييم المباشر لجروح الولادات القيصرية ومتابعة إرشادات العناية بالجروح" .

    ونوّهت السيدة /هيلة سالم، إلى أن هذا البرنامج قد لاقى الكثير من الاستحسان من الأمهات الجدد، حيث أثنت إحدى الأمهات القطريات والتي كانت تعاني من صعوبات في إرضاع مولودها المصاب باليرقان على ما تتمتّع به القابلات من دراية وإلمام في معالجة المشاكل الصحية التي تواجهها النساء في فترة ما بعد الولادة، كما أشادت أمّ أخرى بالدعم الذي قدّمه فريق القابلات لها مما عزّز لديها الشعور بالثقة بالنفس والقدرة على العناية بنفسها وبمولودها على أفضل وجه.

    جدير بالذكر أن برنامج منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية 2019 -المقرر عقده مارس المقبل- يتضمن جلسة بعنوان: " مفهوم ومنهجيات تعزيز سلامة المريض في المنزل"، حيث سيتم طرح هذا الموضوع ومناقشته خلال هذه الجلسة العلمية المتخصصة التي يشترك في تقديمها كل من د. تيجال غاندي، و د. هنادي الحمد، و د. نادية العنزي، وتعقد الجلسة يوم الأحد الموافق 24 مارس. لمزيد من المعلومات والتفاصيل، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني لمنتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية: MEF2019.hamad.qa.