دعت السيدة ريم السعدي، مدير إدارة التغذية العلاجية بمؤسسة حمد الطبية، الجمهور إلى تجنّب اتباع أنظمة الحمية الغذائية القاسية وبرامج إنقاص الوزن غير الصحية، مشيرةً إلى أن بدء العام الجديد يصاحبه عادةً قيام الكثير من الأشخاص باتخاذ قرار بإنقاص أوزانهم مع وضع أهداف غير واقعية للوزن الذي يرغبون في الوصول إليه، وهو ما يتسبب في كثير من الحالات في تأثيرات سلبية على صحتهم.
وأوضحت السيدة السعدي بقولها: "إن قيام الشخص باتخاذ قرار بالبدء في اتباع نظام لإنقاص الوزن دائماً ما يمثل فكرة جيدة وفرصة رائعة لاتباع نمط حياة صحي وعيش حياة أكثر راحة وسعادة، إلا أنه من المهم في الوقت نفسه تحديد أهداف واقعية لإنقاص الوزن. يمكن لإنقاص الوزن أن يؤدي إلى فوائد صحية كبيرة للعديد من الأشخاص، إلا أن أنظمة الحمية الغذائية القاسية عادةً ما تكون ذات نتائج غير مستدامة، كما أنها قد تتسبب في آثار جانبية سلبية على المستويين النفسي والبدني".
وأشارت السيدة ريم السعدي إلى أن نحو 20 % من المرضى الذين يستقبلهم قسم التغذية العلاجية هم مرضى تم تحويلهم لعيادات التغذية بعد مواجهتهم بعض الصعوبات بسبب برامج الحمية الغذائية القاسية. وأوضحت أن العامل الرئيسي في إنقاص الوزن بصورة صحية ومستدامة يتمثل في الجمع بين اتباع نظام غذائي صحي والمحافظة على مستوى مناسب من النشاط البدني من خلال ممارسة الرياضة.
وتنصح مدير إدارة التغذية العلاجية بالتنويع في الوجبات والاعتماد على الخيارات الصحية عند التغذية. وأردفت بقولها: "تُعد جميع العناصر الغذائية الأساسية بما في ذلك الكربوهيدرات والبروتين والدهون عناصر مهمة للجسم ويتوجب تناولها، إلا أنه من المهم في الوقت نفسه التركيز على الكمية التي يستهلكها الفرد من هذه العناصر. ننصح دائماً الأشخاص الذين يحاولون إنقاص أوزانهم بالحدّ من السعرات الحرارية الزائدة التي تنتج عن تناول الكربوهيدرات المكررة والسكريات البسيطة، والدهون المضافة".
وأشارت إلى توفر الكثير من برامج إنقاص الوزن المختلفة، إلا أن لكل برنامج طريقة عمل مختلفة ونتائج تتفاوت بين شخص وآخر، مؤكدة على أهمية قيام الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية بالحصول على استشارة طبية متخصصة قبل إجراء تغييرات جذرية في نظامهم الغذائي أو جدول أنشطتهم الرياضية.
وأوضحت بقولها: "تُعد أنظمة الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات رائجة جداً، وقد تؤدي إلى نتائج إيجابية. وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يُفضّل اتّباع الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الحدّ من أحد العناصر الغذائية المعينة لفترة طويلة، حيث يتوجب ألا تتجاوز فترة اتباع هذه الأنظمة الغذائية ستة أشهر. أما على المدى الطويل فإن اتباع نظام غذائي متوازن ومنخفض السعرات هو عامل أساسي لإنقاص الوزن والمحافظة على وزن صحي".
ودعت السيدة ريم السعدي أي شخص يفكر في اتّباع حمية غذائية صارمة إلى التركيز أكثر على الأهداف الواقعية التي يمكن تحقيقها على المدى البعيد، مشيرةً إلى أنه وعلى الرغم من أن الكثير من الأشخاص يفقدون الوزن من خلال اتباع برامج حمية غذائية قاسية، إلا أنهم سرعان ما يستعيدون الوزن الذي فقدوه ، بل ويكتسب الكثير منهم وزناً إضافياً فوق وزنهم الأصلي.
وقالت: "تتسبب أنظمة الحمية الغذائية القاسية في صدمة لأجهزة الجسم وقد تؤدي إلى فقدان سريع للوزن، إلا أنه من النادر المحافظة على هذه النتائج بصورة مستدامة. يفقد معظم الأشخاص الذين يقومون بتطبيق هذه الأنظمة الغذائية الكثير من الوزن بصورة سريعة بسبب قيامهم بخفض كمية السعرات الحرارية التي يتناولونها يومياً بشكل كبير عن طريق تقليل أو الاستغناء التام عن أنواع معينة من الأطعمة أو حتى عن بعض المجموعات الغذائية بشكل كامل. لا تعد هذه الأنظمة الغذائية فعالة على المدى الطويل حيث تتسبب عادة في معاودة الشخص اكتساب الوزن الذي فقده بشكل سريع. وقد يؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى آثار سلبية على المستويين النفسي والبدني".
وأوضحت مدير إدارة التغذية العلاجية أنه من المهم تغيير نظرة أفراد الجمهور لإنقاص الوزن من خلال اعتباره عملية مستمرة وعدم توقع تحقيق نتائج فورية. وأردفت بقولها: "يجب اعتبار عملية إنقاص الوزن جزءاً من عملية أشمل لتغيير نمط الحياة إلى نمط صحي. عادةً ما تحدث عملية اكتساب الوزن لمعظم الأشخاص على مدار فترة طويلة من الوقت نتيجة حدوث تغيرات في نمط الحياة اليومي والعادات الغذائية، ولذلك فإنه من المفترض أن تتم عملية إنقاص الوزن بنفس الأسلوب. من المهم للأشخاص الذين يحاولون إنقاص وزنهم تحديد أهداف واقعية يمكن تحقيقها على مدار فترة طويلة وتقسيم هذه الأهداف على عدة مراحل لزيادة فعالية عملية إنقاص الوزن".
ومع أهمية الخيارات الغذائية ودورها في إنقاص الوزن فإن ممارسة الرياضة تُعد عنصراً هاماً أيضاً في عملية إنقاص الوزن بصورة صحية، ومن المهم الجمع بين الغذاء الصحي والتمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي السريع والسباحة. وقالت السعدي: "يُعد النظام الغذائي وممارسة الرياضة عنصرين أساسيين في عملية إنقاص الوزن. إن تأثير النظام الغذائي الصحي هو بطبيعة الحال أكبر من تأثير ممارسة الرياضة فيما يتعلق بإنقاص الوزن، إلا أن ممارسة الرياضة تلعب دوراً هاماً في منع معاودة زيادة الوزن بعد إنقاصه".
واختتمت مدير إدارة التغذية العلاجية بقولها: "تُعد الاستمرارية والالتزام عنصرين مهمين أيضاً في أي برنامج لإنقاص الوزن. إن الإفراط في أي عنصر من عناصر برنامج إنقاص الوزن بما في ذلك الإفراط في ممارسة الرياضة هو أمر سلبي لا ننصح به. من المهم دائماً الحرص على التنوع والاعتدال وتحديد أهداف واقعية لضمان استمرارية الحوافز المشجعة على إنقاص الوزن وتجنّب الشعور بالملل أو التوقف عن اتّباع نمط حياة صحي".