• 28/01/2019
    شارك قرابة 300 من كوادر الرعاية الصحية ممن يعملون في قطاع الصحة بدولة قطر في دورة تدريبية متخصصة تهدف إلى تعزيز الرعاية المقدمة إلى مرضى إنتان الدم والخثار الوريدي. ونظم الدورة معهد حمد لجودة الرعاية الصحية في إطار البرنامج الوطني التعاوني لسلامة المرضى الذي ينفذه المعهد بالتعاون مع معهد تطوير الرعاية الصحية الأمريكي . 

    وفي هذا الصدد، قال السيد ناصر النعيمي نائب الرئيس لقطاع الجودة في مؤسسة حمد الطبية ومدير معهد حمد لجودة الرعاية الصحية: "إن تدريب العاملين في مجال تحسين الجودة وإيجاد الفرص لمشاركة هذه الخبرات على امتداد منظومة الصحة لهو أمر أساسي لكل مؤسسة تبغي توفير أفضل رعاية للمرضى وأكثرها أماناً. فمعهد حمد لجودة الرعاية الصحية هو المركز الأول من نوعه الذي يهدف إلى تيسير سبل تحسين الرعاية الصحية المستدامة." وأشار إلى أنه منذ تدشين هذا المعهد الذي أنشأته مؤسسة حمد الطبية في العام 2014 ، تعاون المئات من أخصائيي الرعاية الصحية في مختلف أنحاء البلاد على تنفيذ العديد من مشاريع التحسين التي هدفت جميعها إلى ضمان توفير أفضل مستويات الرعاية للمرضى. 

    وفي السنوات الأخيرة، أحرز معهد حمد لجودة الرعاية الصحية تقدماً هائلاً حيث وفر الدعم والمساندة لمؤسسات الرعاية الصحية في جهودها الرامية إلى تحسين الجودة بهدف تقديم أفضل مستويات الرعاية الآمنة والفعالة والمتمحورة حول المريض. ففي العام الماضي، أطلق المعهد البرنامج الوطني التعاوني لسلامة المرضى بالتعاون مع معهد تطوير الرعاية الصحية الأمريكي، في مسعى منه إلى الارتقاء بمعايير السلامة على مستوى منظومة الصحة العامة في البلاد مع التركيز بشكل أساسي على الحد من حالات الوفاة الناجمة عن إنتان الدم وتحسين رعاية المرضى المعرضين لاحتمال الإصابة بالخثار الوريدي وهو عبارة عن مرض يشمل الخثار الوريدي العميق والانسداد الرئوي.  

    وأردف السيد النعيمي قائلاً: "حقق البرنامج الوطني التعاوني لسلامة المرضى العديد من الإنجازات ويأتي في مقدمتها تثقيف أخصائيي الرعاية الصحية حول أفضل الممارسات الرئيسية المتعارف عليها عالمياً والتزامهم بها في رعاية المرضى المشتبه بإصابتهم بإنتان الدم والخثار الوريدي. وفي العديد من المرافق، بلغت نسبة الامتثال بالبروتوكول السداسي لإنتان الدم 95 في المئة وهو عبارة عن مجموعة من العلاجات الطبية المصممة بهدف تقليل عدد الوفيات الناجمة عن إنتان الدم. كما سجلت هذه المرافق على صعيد تقييم خطر الإصابة بالخثار الوريدي معدلاً قارب 100% لدى المرضى الأكثر عرضة له، ولاسيما مرضى إصابات الحوادث وحالات الحمل ذات الخطورة العالية."

    وقد شارك حتى اليوم نحو 300 من أخصائيي الرعاية الصحية العاملين في 38 فريقاً والموزعين على 12 مرفقاً في دورات تدريبية موجهة ومصممة لمساعدتهم على التعلّم والعمل معاً في باقة مختارة من مشاريع تحسين الجودة. وقد تضمنت هذه الفرق مشاركين من مختلف الاختصاصات من مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وسدرة للطب والهلال الأحمر القطري الذين تلقوا التوجيه والإرشاد حول كيفية دعم وتشجيع ثقافة تقوم على التعليم المستمر وتحسين الجودة والسلامة على مستوى منظومة الصحة بدولة قطر.  

    ونوه السيد النعيمي بالبرنامج الوطني التعاوني لسلامة المرضى الذي يجسد مثالاً آخر عن المبادرات التعاونية في القطاع الصحي ودورها الإيجابي في الارتقاء بمستوى سلامة المرضى ورعايتهم. مشيراً إلى أن هذا البرنامج يرتكز على نموذج الابتكار الذي وضعه معهد تطوير الرعاية الصحية الأمريكي والرامي إلى تنفيذ مبادرات مبتكرة في مسعى إلى دعم وتشجيع ثقافة التعليم المستمر وتحسين الجودة وسلامة المرضى على امتداد نظام الرعاية الصحية. 


    وقال السيد النعيمي: "يوفر البرنامج الوطني التعاوني لسلامة المرضى فرصاً للتواصل وبناء العلاقات المهنية والتعلم وتبادل المعارف. فالأعضاء المتعاونون يجمعهم هدف مشترك ورسالة موحدة تتمثل في تعزيز سبل توفير الرعاية الآمنة من خلال عملهم وما يحققونه من نجاحات." 

    وتجدر الإشارة إلى أن معهد حمد لجودة الرعاية الصحية قد قام خلال العام الماضي بزيارة أكثر من 200 موقع والالتقاء بما يزيد عن 800 من أخصائيي الرعاية الصحية في إطار البرنامج الوطني التعاوني لسلامة المرضى. حيث ساهمت هذه المبادرة في مد جسور التعاون ما بين مختلف المرافق الصحية بهدف تشجيع التحسين والاستفادة من الدروس المستقاة إلى أقصى حد.