• 17/03/2019

    ​الدوحة_ 16 مارس 2019: وضعت سيدة مولودتها بسلام في وحدة إنعاش الإصابات والحوادث في مستشفى حمد العام التي نقلت إليها في سيارة الإسعاف بعد تعرض سيارتها لحادث مروري أثناء توجهها بصحبة زوجها وطفلتهما الكبرى إلى طوارئ مركز صحة المرأة والأبحاث حين اقترب المخاض؛ ولكن تغيرت وجهة عملية الولادة في اللحظات الأخيرة لتتم بنجاح في وحدة إنعاش الإصابات.

    تقوم الفرق الطبية للنساء والتوليد في مؤسسة حمد الطبية بإجراء 25 ألف عملية توليد سنوياً يسير معظمها كما هو مخطط له، ولكن في 23 فبراير الماضي لم تكن الأمور تسير حسب الخطة بالنسبة لأم حامل في أسبوعها 36 من الحمل كانت قد دخلت مرحلة المخاض في منزلها وتوجّه بها زوجها إلى مركز صحة المرأة والأبحاث لتتعرض سيارتهما لحادث مروري في طريقهما إلى المركز.

    وكان (إبراهيم )، وهو من اريتريا، قد اصطحب زوجته (منى عبدالأول) وطفلتهما البالغة من العمر ثلاثة أعوام، في رحلة إلى المستشفى بدت طبيعية لإتمام عملية الولادة ، وأثناء السير على الطريق ارتطمت إحدى السيارات بسيارتهم من الخلف بقوّة  لدرجة أن منى وابنتها تعرضتا لجروح في الوجه والرأس، وعلى إثر ذلك، قام إبراهيم بالاتصال بالطوارئ على الرقم 999 وخلال دقائق وصلت إحدى سيارات الإسعاف إلى الموقع وقام المسعفون بإجراء الإسعافات الأولية اللازمة واصطحبوا جميع أفراد العائلة إلى مستشفى حمد العام.
        
    وأوضحت السيدة/ أسماء موسى - مدير التمريض بقسم الإصابات والحوادث- أن طاقم الإسعاف قام أثناء توجهه إلى المستشفى بإبلاغ فريق الإصابات أن لديهم سيدة تعاني من مخاض الولادة، وقالت:" لدينا إجراءات متبعة يتمّ بموجبها إبلاغ الفرق الطبية في المستشفى بالحالات الحرجة للمرضى المنقولين بسيارات الإسعاف، وتقتضي هذه الإجراءات إدخال النساء الحوامل اللاتي يتعرضن للإصابات إلى قسم الإصابات والحوادث فوراً دون الحاجة إلى التقييم الاعتيادي لحالاتهن في قسم الطوارئ، وقد أتاح هذا الإبلاغ المسبق لفريق طوارئ الإصابات والحوادث التجهيز لاستقبال المريضة منى وبالتالي إخطار طبيب النساء والولادة المناوب في مركز صحة المرأة والأبحاث لاتخاذ اللازم".
       
    وفور وصول المريضة منى إلى مستشفى حمد العام تم إدخالها إلى وحدة إنعاش الإصابات والحوادث في حين تمّ نقل ابنتها إلى مركز الطوارئ لعلاجها من الإصابة التي تعرّضت لها جراء الحادث المروري، وبعد ذلك بلحظات وصلت الدكتورة/ نيفين مصطفى، الطبيب المناوب في قسم الولادة، ولدى المعاينة أفادت بأن المريضة في مرحلة أخيرة من المخاض وأن الولادة على وشك الحدوث في أية لحظة، وفي غضون ذلك كان الدكتور/ أبو بكر ، رئيس فريق الإصابات والحوادث، يقوم بمعاينة وتقييم الإصابة في الوجه والرأس التي تعرّضت لها في الحادث المروري وقرر إعطاء الأولوية لعملية الولادة لتتم عملية فحص ومعالجة الإصابة بعد الولادة.

    وبعد دقائق ولدت الابنة الثانية، (انتصار)، وقامت أخصائية الأطفال حديثي الولادة بتقييم المولودة الجديدة في حين خضعت الأم لفحص بالتصوير الطبقي المقطعي وفحص كامل للرأس ليتبين أنها لم تعاني من أية إصابات خطيرة من جراء الحادث المروري وتم بعد ذلك نقل الأم ومولودتها بسيارة إسعاف إلى مركز صحة المرأة والأبحاث ليتم وضع المولودة تحت الملاحظة في قسم العناية المركزة.

    وتمّ بعد ثلاثة أيام خروج المولودة انتصار من المستشفى وتماثل جميع أفراد العائلة للشفاء بعد سلسلة الأحداث غير الطبيعية التي مروا بها، وقد عبّروا عن شكرهم وامتنانهم لما لقوه من استجابة سريعة ورعاية وعناية من كوادر مؤسسة حمد الطبية خلال تلك الفترة العصيبة، وقالت السيدة/ منى عبد الأول:" لم تكن ولادة انتصار وفق ما خططنا له، وكنت أثناء الحمل أعاني من توتّر شديد لا سيما وأنني تعرّضت للإجهاض ست مرات من قبل وكنت أرجو الله أن تكون ولادة سهلة هذه المرة، وعلى الرغم مما حدث لنا فإني أودّ أن أعبّر عن شكري وامتناني لطواقم الإسعاف و فريق الإصابات والحوادث والكوادر الأخرى في مركز صحة المرأة والأبحاث على مساعدتنا على الخروج من هذه المحنة بأمان".


    السيد/ إبراهيم عبر بدوره قائلاً:" بالنيابة عن أفراد أسرتي أتقدّم بجزيل الشكر لكافة العاملين في مؤسسة حمد الطبية على سرعة استجابتهم لنداء الاستغاثة وعلى ما أبدوه من رعاية حانية لهم. لقد أنارت ابنتنا الجديدة انتصار حياتنا، وهي بالطبع لا تعي أو تدرك الظروف التي ولدت فيها ولكن سيأتي اليوم الذي سنقصّ عليها كيف ومتى ولدت".